حوارات جيهان السادات.. تناقضات ومغالطات
لاتزال السيدة جيهان السادات تحتفظ بمسحة من الجمال رغم تخطيها الثمانين عاما. وتمتلك حضورا مؤثرا وكاريزما تشي بشخصية قوية وقادرة علي التحكم في مشاعرها حتي في أصعب لحظات حياتها. لم تبك أو تنهار أثناء إجراءات دفن الرئيس السادات بل نكزت ابنتها لمنعها من الإجهاش بالبكاء.
جيهان السادات كانت مثل غيرها من زوجات الرؤساء اللائي كن يحكمن من وراء ستار وتتقدم كبار رجال الدولة مهما حاولت نفي ذلك في أحاديثها وحواراتها. وفعلت مثلها وأضافت سوزان مبارك ثم أنكرت بعد الثورة تدخلها والمحروس ابنها في إدارة البلاد. ولم يكن الفرق بين السيدة الأولي والسيدة الفاضلة كبيرا إلا في طول المدة. لا أحد ينكر فضل السادات في تحقيق أول نصر عسكرى علي إسرائيل وتوقيع معاهدة السلام. ولا أحد يستطيع أن يجرده من مزاياه خاصة دهائه السياسي وشخصيته القوية. لكن لايستطيع أى شخص أيضا أن يؤرخ للفساد دون أن يتوقف طويلا أمام عهد السادات. وبعد اغتياله انتشرت بين الناس مقولة « اللي ماعرفش يسرق أيام السادات مش هايعرف يسرق» .. وثبت كذب هذه العبارة فيما بعد لأن الفساد في عهد مبارك فاق الخيال. بدأ السادات سياسة الانفتاح الاقتصادى الاستهلاكي الذى قضي علي الصناعة الوطنية وخذلته أمريكا حين رفضت دعم الاقتصاد المصرى علي غرار مشروع مارشال في أوروبا. ويعود اليه فضل انشاء المنابر وتحويلها إلي أحزاب سياسية. وعندما مارست هذه الأحزاب دورها الوطني في معارضة سياساته ضاق بها ذرعا واعتقل 1536 من كبار الشخصيات المعارضة في ليلة واحدة. وكان من بينهم فؤاد سراج الدين زعيم الوفد الذى شبهه بملك فرنسا لويس السابع عشر. كان يريد أحزاباً للديكور ونظاما ديمقراطيا يتجمل به أمام العالم. هو من ألقي بمصر في أحضان أمريكا وقال عبارته الشهيرة بأن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا. هو من استرعي ذئاب الاخوان وأطلق علي نفسه لقب الرئيس المؤمن للقضاء علي التيار الناصرى والشيوعيين فظلم نفسه وظلم شعبه من بعده حين اغتالوه في ذكرى انتصاره ولازلنا نعاني إرهابهم. هو من كبرت القطط السمان وربربت في عهده وأوصي أحد تجار المخدرات بالاسكندرية خيرا, ورفض عودة حزب الوفد وعاقب المرحوم علوى حافظ أحد مؤسسي الوفد بإنهاء عمله كمستشار برئاسة الجمهورية ونقله الي أمانة الحكم المحلي. السيدة جيهان السادات التي كانت ممنوعة من الأحاديث الصحفية أو مقابلة الشخصيات العامة المصرية والأجنبية تسعي لرتق ثقوب عهد وتحاول تجميل بعض وقائع التاريخ الذى عاصرناه وعانيناه من خلال إطلالتها الموسمية علي بعض صفحات الجرائد أو شاشات الفضائيات. وتنفي جاهدة عن نفسها التدخل في الأمور السياسية ثم تفصح عن دورها في بعض المواقف مثل مفاوضات كامب ديفيد أو رأيها في اعتقالات سبتمبر حين قالت: «حاولت وقلت له هذا خطأ يا أنور انت صنعت من ناس لا قيمة لهم ابطالا» !! .هكذا كان رأيها صراحة في المعارضين وان رفضها للاعتقالات لم يكن من حيث المبدأ وانما لتفاهة شخصيات المعتقلين!. وحين ُسئلت هل ُقتل المشير عامر أم انتحر؟ ضحكت وقالت « والله مفهومة طبعا ودى عايزة كلام اتقتل أو انتحروه» وقالت أيضا صعب جدا لواحدة عارفة العهد ده وعارفة مين هو