بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

العاصفة قابلة للتطور

مازال هناك من لم يستوعب قرار دول الخليج العربية بالتدخل في اليمن .

تعامل البعض مع هذه الخطوة كمغامرة غير محسوبة جيداً ، معتقدين بأنها ناتجة عن خوف.

ونظر إليها البعض الآخر نظرة شك ، وفسروا الأمور على هواهم حتى صدقوا بأنها ضربة حماسية تهدف إلى إثبات الوجود .

وقال غيرهم إننا لن نحقق شيئاً عبر ضربات جوية عشوائية ، وفجأة أصبحوا دعاة حقوق إنسان ، بينما الإنسان عندهم يذل ويهان وتداس كرامته بالأقدام ويسجن ويعذب .

واختلطت المفاهيم لدى الذين مازالوا يعتقدون أنهم من القوى المؤثرة على الأحداث في العالم ، وأرادوا فرض شروطهم علينا من جديد .

وتحرك المساومون ، وتدخل المبتزون ، وتنادى الطفيليون ، وتباكى المجرمون ، وتذاكى المتلاعبون ، واندفع المتأدلجون ، وتخاذل المترددون ، وعاصفة الحزم سائرة على دربها المرسوم .

رسالة تلو رسالة ، وإصرار بعد قرار ، هذا هو موقف دول الخليج ومصر والأردن والمغرب والسودان ، ولكن الذين لديهم قصور ذهني وعقلي ونفسي وتاريخي وواقعي مازالوا يراهنون على مرحلة انتهت يوم 26 مارس 2015 .

لقد جربنا "طول البال" ما اعتبره الإيرانيون ضعفاً ، وجربنا الدبلوماسية الإيجابية فقابلونا بالسلبية العلنية والتطاول المباشر .

وجربنا "هدوء الأعصاب" فإذا بهم يتفننون في استفزازنا ، ولم نلتفت لتصريحاتهم وتلميحاتهم ، تمادوا ، وتدخلوا في تفاصيل بلداننا ، حتى زجوا بأنفسهم في الحروب الداخلية حولنا .

صبرنا حتى نفد صبرنا ، فرفعنا الأستار عن أفعالهم ،

وأشرنا بأصابعنا في وجوههم ، ووضعنا الأسماء في مواضعها ، وتجاوزنا الدبلوماسية والأحاديث السرية والمفاوضات غير المعلنة .

نحن لسنا في حاجة لإثبات وجودنا ، ولهذا لم نهدد ، ولم نساوم ، ولم نتردد ، في اللحظة التي رأينا فيها أن الوضع في اليمن يستدعي التدخل تدخلنا ، بقوة وحزم تدخلنا ، فنحن لم نكن في يوم من الأيام أتباع "مدرسة المتلاعبين في مصائر الشعوب" ، ولن نكون طلاب مكاسب سياسية وعسكرية على حساب الدول الأخرى ، ولكننا نعرف أن اعتمادنا على أنفسنا هو ملاذنا لحماية أرضنا وناسنا .

اليوم نحن من يملي الشروط ، نحن من اتخذ القرار ونحن من يوقفه ، لا خامنئي ولا أردوغان ولا أوباما ولا بوتين ، كل هؤلاء مطالبون اليوم بتصحيح سياساتهم المدمرة ، وعاصفة الحزم مستمرة ، وقابلة للتطور في الأيام القادمة ، ولن نتوقف حتى يعود الحوثيون إلى مغارات صعده ، وتتراجع إيران إلى حدودها .