أحكام القضاء ووزارة التعليم
هل ما زالت الحكومة لا تحترم الأحكام القضائية؟، قبل ثورة يناير كان نظام مبارك سيد قراره، فلم يكن يحترم أى شىء، واعتدنا إهانته للقضاء وللأحكام القضائية، ينفذ ما يأتى على هواه من أحكام، ويضرب عرض الحائط بالأحكام التى لا تعجبه، وعشنا وتعايشنا مع هذه المزبلة لسنوات، نحذر وننبه وندين وننتقد، إلى أن فاض الكيل وخرجنا فى 25 يناير، و30 يونيه، بعدها ظننا أن الحكومات التى ستأتى بعد الثورتين سوف تحترم القانون وتبجل أحكام القضاء، لكن للأسف تلقيت رسالة من مواطن بمحافظة الأقصر تؤكد عكس ذلك.
خضرى محمد حميد، مزارع باليومية، كان يكد طوال النهار لكى يعلم ابنه، فى عام 2013 كان ابنه ويدعى أحمد يؤدى امتحان آخر العام بالصف الأول الإعدادي، أنهى الفترة الأولى من الامتحان، وخرج لفترة راحة يعود بعدها لأداء الفترة الثانية من الامتحان، خلال فترة الفسحة وقف مع زملائه على باب المدرسة من الخارج، فالمدرسة اعتادت ترك الباب مفتوحا لكى يشترى التلاميذ الحلويات والسندوتشات من الباعة، لحظات وفوجئ التلاميذ بسقوط نخلة بجوار السور، أسرعوا جميعا بعيدا عنها، لكن أحمد لم يسعفه القدر فسقطت فوقه ومات أحمد، وزارة التربية والتعليم رفضت دفع أية تعويضات، وأكدت انه مات خارج المدرسة، تقدم احد المحامين لوالد التلميذ الذى لا يجد قوت يومه، وتبرع بمساعدته، أقام دعوى على الوزارة واتهم المدرسة بالإهمال لتركها باب المدرسة مفتوحا خلال اليوم الدراسي، وهو ما تسبب فى موت التلميذ، وقضت المحكمة بالإهمال وحكمت بصرف الوزارة مبلغ 150 ألف جنيه، طعن محامى الوزارة فى الحكم، فقضت بصرف 125 ألف جنيه كتعويض لأسرة التلميذ، الوزارة منذ صدور الحكم حتى اليوم لم تصرف مليما واحدا، لماذا؟، هل لعدم احترامها لأحكام القضاء أم لأن التلميذ الذى لقى مصرعه يعدونه: كلب ومات؟، أحد جيرانه فى القرية نصح والد التلميذ أن يكتب لى رسالة، فضحك من قلبه: هكتب إزاى وأنا ما بعرفش أقرأ ولا اكتب، تبرع بعض الشباب بكتابة الرسالة، جلس وأصر أن يكتبوا لى جملة: لو معى ثمن التذكرة كنت رحت لمعالى الوزير، لكننى رجل فقير، ونعيش اليوم بيومه:
«الأستاذ علاء عريبى.. تحية طيبة وبعد، نظرا لانحيازكم إلى قضايا الوطن والمواطنين، نتقدم لكم بشكوانا لإنصافنا وتسليمنا الحق المقدر لنا من وزير التربية والتعليم.. مقدمه لسيادتكم خضرى محمد حميد، وزوجته زينب حسين حسن، من نجع الحدادين، مركز القرنة، محافظة الأقصر، الموضوع: لقد توفى ابننا المرحوم أحمد خضرى محمد حميد فى 15 مايو 2013، ويبلغ من العمر 13