بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

سياسيون محترفون‮.. ‬لا هواة‮!!‬

عادة‮ ‬يصر عليها الحزب الوطني ولا يتنازل عنها في كل مؤتمراته العامة والسنوية‮.. ‬أن يقدم شعارات لا مدلول حقيقا لها‮.. ‬وبعيدة كل البعد عن الواقع المعلن والمستقبل المنتظر‮.‬

فمنذ بشرنا بشعار‮ (‬فكر جديد‮).. ‬أعاشنا في دوامة نتعرض فيها وباستمرار لتجارب‮ ‬غير واضحة ولا مقننة‮.. ‬ولكن يري المسئولون في النظام من الحزب الحاكم وحكوماته المتتالية‮.. ‬أنهم يقدمون إبداعا سياسيا واقتصاديا‮ ‬غير مسبوق‮.. ‬لا يخرج إلا من أصحاب فكر جديد مثلهم في حين من يتفحصها أي التجارب‮ - ‬يجد أنها لا تصدر إلا من البعض‮ ‬غير المؤهلين سياسيا‮.. ‬بالرغم أنهم احتلوا مناصب‮ - ‬كان‮ - ‬من المفترض لمن يشغلها سواء في الحزب الحاكم أو حكومته‮.. ‬أن يكون له خبرة وحنكة ومن السياسيين المحترفين‮.. ‬لا من الهواة المبتدئين الذين ينقصهم الكثير حتي يصلوا إلي مستوي من الخبرة كون كافياً‮ ‬لرسم سياسات قابلة للتنفيذ‮.. ‬بدون أخطاء وفشل مدوي‮ ‬يتحدث عنه القريب والبعيد،‮ ‬بجانب الخسائر الفادحة التي تحملها الوطن وأضاعت السياسات المطبقة من أصحاب الفكر الجديد الكثير علي الوطن من موارد‮.. ‬ومنشآت وأراض‮.. ‬وفوق ذلك القضاء علي صناعات وطنية مهمة بدلاً‮ ‬من تطورها وإصلاحها منحت لبعض المستثمرين تحت دعوي‮ (‬مستثمر رئيسي‮) ‬استحوذ عليها ويتصرف فيها بصورة لم تكن متوقعة أدت إلي شبه القضاء عليها‮.. ‬وأصبحنا نسعي في بعض الأحيان لاستردادها،‮ ‬أو في محاولة لتحسين العقود‮.. ‬التي قام المسئولون عن‮ (‬الخصخصة‮) ‬في منحها بدون أي ضوابط أو حماية أو النص علي جزاء رادع للتفريط فيها‮.. ‬ونتيجة لذلك تعددت المرات التي اضطرت مصر لدفع الملايين والملايين من الدولارات كان يستوجب دفعها للمستثمرين عندما لجأوا للقضاء بسبب قلة خبرة القائمين لدينا‮.. ‬علي إبرام تلك العقود والصفقات نتيجة لأسلوب‮ (‬الهرولة‮) ‬الذي اتبع تحت مسمي الخصخصة‮.. ‬ولم يأخذوا أصحاب‮ (‬الفكر الجديد‮) ‬بخبرة من سبقونا في السير بحكمة في الخصخصة ليس فقط الخبرة من دول أوروبية أو أسيوية‮.. ‬بل حتي من دول عربية‮.. ‬إن المسئولين الذين أداروا عمليات الخصخصة في بلادنا‮.. ‬أعطوا لأنفسهم

حق التصرف كما يترأي لهم‮.. ‬وكأن الممتلكات العامة بمثابة ممتلكات خاصة لهم يتصرفون فيها بدون تروٍ‮ ‬وللأسف يتحمل الشعب المصري نتيجة مساوئ ما اقترفوه‮!!‬

ولعلنا مازلنا نتذكر الدعاية الواسعة التي رافقت ماطرحه أهل الاقتصاد والاستثمار من أصحاب الفكر الجديد وكان للأسف يساندهم في حينه من أطلق عليهم ترزية القوانين عن مشروع‮ (‬صكوك الملكية‮).. ‬مع أن أي منخرط في العمل السياسي يكتشف منذ الوهلة الأولي عدم دستورية ما اقترح،‮ ‬كذلك كم المشاكل والتي لا حصر لها في تطبيقه‮.. ‬وبالرغم من كل ذلك فإن ما كان سيحظي المواطن كما أعلنوا سيتراوح بين‮ ‬250‮ - ‬400‮ ‬جنيه فقط‮.. ‬يعني‮ ‬يادوبك من‮ ‬3‮ - ‬4‮ ‬كيلو لحمة‮.. ‬وبالطبع المشروع وكل الدعاية حوله أعادوها إلي الأدراج وطواها النسيان‮!!‬

وأخيرا وبالطبع لن يكون آخرا‮.. ‬بالنسبة للحزب الوطني‮.. ‬ما جري في الانتخابات البرلمانية‮ (‬2010‮) ‬التي أصابت سمعة البلاد في مقتل في كل أنحاء العالم والنقد الذي تركز علي عدم نزاهة الانتخابات وشفافية،‮ ‬ما مورس من تزوير فاضح وبلطجة إلي حد الاعتداء علي القضاة والاستهتار بكل القيم والقوانين وماذا بعد ذلك؟؟؟

الكلمة الأخيرة

إن وطنا بقيمة مصر وقدرها‮.. ‬يستحق مستوي عاليا من خبرة سياسية تدير شئونه وتحافظ علي مصالحه‮.. ‬وليس لهواة أتت بهم الظروف‮.. ‬يصنعون الوطن وأبناءه في أسوأ الأوضاع وكحقل تجارب محكوم عليه دائما بالفشل‮!!‬