بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

حرب الجواسيس

التجسس العسكري علي مصر كان دائما هو الشغل الشاغل لاسرائيل،‮ ‬فطوال تاريخها،‮ ‬قبل وبعد اتفاقية السلام،‮ ‬واسرائيل تحاول الحصول علي كافة المعلومات العسكرية عن مصر،‮ ‬ولكن فجأة حدث تحول في هذا التوجه،‮ ‬لم يعد الجانب العسكري فقط هو هدف اسرائيل،‮ ‬انما اصبح التجسس يتم علي كل شيء الاقتصاد الثقافة والفنون،‮ ‬والاتصالات وكل شيء،‮ ‬فقد كشفت قضية طارق عبد الرازق حسين أن اسرائيل لم تعد تهتم بالمعلومات العسكرية فقط،‮ ‬انما هناك جانب هام وهو الاتصالات،‮ ‬كذلك منذ فترة نشرت بعض الصحف عن قضية تجسس من نوع جديد،‮ ‬وهي التجسس عن طريق تمرير المكالمات الدولية عبر دولة ثالثة،‮ ‬ثم تصل الاتصالات الي اسرائيل،‮ ‬اذن فحالة السلام المعلن ليست الا‮ "‬شو اعلامي‮" ‬فقط بينما أصابع اسرائيل الخفية تتلاعب في كل شيء في مصر،‮ ‬تتجسس حتي علي انفاس الشعب المصري،‮ ‬وعدد حبات الرمل به،‮ ‬تريد أن تعرف كيف يفكر الشعب المصري،‮ ‬وماذا يأكل وماذا يسمع من أغاني ويشاهد في التليفزيون،‮ ‬كذلك فقد كشفت بعض القضايا الاخري أن اسرائيل تتجسس أيضا علي المعلومات والاقتصاد المصري ورجال الأعمال والمصانع الموجودة في المدن الجديدة،‮ ‬وهو ما حدث من قبل في قضية الجاسوس عزام عزام،‮ ‬ويتفق الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز‮ "‬يافا‮" ‬للدراسات الاستراتيجية مع هذا القول مشيراً‮ ‬الي أن اسرائيل تتجسس علي كل شيء في مصر،‮ ‬لأنها تعرف معني الأمن القومي الاسرائيلي،‮ ‬وتحاول التعامل مع كل ما يهدده من وجهة نظرها،‮ ‬لذلك فهي تهتم بكافة الأمور السياسية والعسكرية والاقتصادية وحتي الثقافية‮.‬

وأضاف‮: ‬المركز الأكاديمي بالقاهرة يتجسس علي المثقفين والجامعات،‮ ‬ويعمل علي خلق طبقة من المثقفي الموالين له،‮ ‬كذلك فالقنصلية الاسرائيلية في القاهرة والاسكندرية ثبت أنها تتجسس علي رجال الأعمال،‮

‬والآن هم يحاولون التجسس علي كل شيء في مصر،‮ ‬فاسرائيل دولة جاسوسية من الطراز الأول تعمل دائما علي التجسس علي كل شيء‮.‬

وأشار الي أن اسرائيل تعتبر مصر العدو رغم كل اتفاقيات السلام،‮ ‬ولذلك فهم‮ ‬يعملون علي تخريب وتدمير كل أوصال الوطن،‮ ‬ووسيلتهم في ذلك الحصول علي معلومات عن كل شيء مصر،‮ ‬لمعرفة كيفية الاستفادة بها في تدمير هذا الوطن‮.‬

يذكر أنه في ظل حالة السلام المعلن بين البلدين،‮ ‬وعدم احتمال نشوب حروب بينهما،‮ ‬لم يعد لدي اسرائيل سوي التجسس تستخدمه كسلاح لضرب مصر،‮ ‬لذلك فهي تسعي بشتي الطرق للحصول علي معلومات عن كل شيء لتستخدمها في الاضرار بمصالح مصر،‮ ‬وما قضية مياه النيل وأيادي اسرائيل فيها إلا دليل علي ذلك،‮ ‬فقد استفادت اسرائيل من بُعد مصر عن دول حوض النيل،‮ ‬وعملت لسنوات طويلة في هذه الدول لخلق علاقات طيبة مع حكوماتها،‮ ‬وأخذت بأسلوب الوقيعة بينها وبين مصر حتي نجحت في تقطيع أواصر علاقتها مع مصر،‮ ‬وكانت لنتيجة الأزمة الحالية التي تشهدها مصر بسبب رغبة بعض دول حوض النيل في اعادة تقسيم مياه النيل،‮ ‬وهو ما يضر بمصالح مصر المائية‮.‬