أمل من شبرا
كأنه جزء من اسمها عندما تعرفك بنفسها تقول بابتسامة واسعة: «أنا أمل من شبرا» وربما تكون تلك اللهجة الواثقة ليست الي ملمح يضاف الي الكثير من سمات هذه الفتاة المدهشة هي سمراء تمتد جذورها للجنوب كطمي النيل تغمسك بشعور الخير النيلي في أقصي اتساع له لذا لا تتعجب عندما تخبرك بأن أبويها من أسوان لأن طيبة قلبها تحمل خبرا من طرف الأصول وها هو حماسها للدفاع عن قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة يأخذك لـ«جدعنة بنات شبرا» في أبهج وأشرق صورها بالكاد تلاحظ انها تنتمي الي هذا العالم المليء بالإبهار، نعم تسبب شلل الأطفال في اعاقتها لكن طريقة سيرها «المتميزة جدا» تحسها وكأنها جزء من خصوصية شخصيتها.
أمل تبلغ من العمر ثلاثة وأربعين عاما قضتها تنسج من المعاناة آمال وأحلام فقدت ابويها لكنها في الشارع الذي تسكن فيه ابنة لكل الآباء والأمهات كما تعتبر هي نفسها فردا في عائلة كبيرة من أهل الحي العريق ولأنها موظفة «قد الدنيا» في وزارة التعليم تكرس جزءا كبيرا من جهودها في محاولة تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن نسبة الـ5% تقول أمل: كان نفسي أرشح نفسي في البرلمان لكن أجيب الملايين منين أنا علي قد حالي لكن هحاول أخدم من خلال المحليات. ولازم المجتمع يعطي المعاق حقه قالت في نبرة اختلط فيها الغضب بالحماس والاصرار لابد ان نضع نهاية للإهانة والمعاناة التي نتعرض لها في كل مكان ثم وجهت الي سؤالا هل يشعر أحد بمعاناة المعاق في المواصلات هل يستطيع أحد تحمل ما نواجهه ثم حكت لي عن تعذيب المعاقين
وعلي فكرة الموضوع مش نضال في المؤتمرات والندوات وورش العمل والحلقات النقاشية التي وللأسف أصبحت أبواقا للاتجار بأحوال المعاقين القضية تحتاج لمن يزيل معاناة المعاقين علي أرض الواقع ويشعر بهم حقا أن منهم وأعاني مثلهم وأعلم أن المشوار صعب لكني عندي أمل.