بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

أحلام مضحكة

الأحلام عبارة عن صور لحقائق لا نريد الاعتراف بها وأمنيات ورغبات محشورة في‮ ‬تلافيف عقولنا وتفريج عن آمالنا وصرخات في‮ ‬المنام لا نستطيع أن نبوح بها في‮ ‬الصحيان‮.. ‬وإليك حلم من تلك الشطحات‮.. ‬تولي‮ ‬الصيف وساحت فيه الأماني‮ ‬وجاء الربيع بأزهار لا لون لها ولا ريحة وحل الخريف قليل الحيلة وهجم الشتاء بصقيقه فتجمدت الكلمات في‮ ‬الحلوق‮.. ‬وبات قابيل بعد أن قتل أخاه هابيل في‮ ‬الشقوق مع السحالي‮ ‬والثعابين‮.. ‬

 

وتسمع صوت نهنهة صادرة من صدر مجروح تسَأله فيجيب‮: ‬وعدوني‮ ‬بالجنة أنهارها من ذهب وفضة وعند أول لفة خذلوني‮ ‬ولأقرب حانوتي‮ ‬باعوني‮.. ‬قلت‮ ‬يا خال البكاء للنساء روح شغلك شغلانة نجيب لك دينار أو ريال،‮ ‬أما الجنيه اللي‮ ‬في‮ ‬إيدك امسح به برابيرك‮. ‬واستطرد‮: ‬نفسي‮ ‬تاقت لقطعة بقلاوة أو حتة عيش سرايا وجدت القشدة حمضانة والعسل تحلل وعمل مخلل‮.. ‬ومريت علي‮ ‬طابونة لقيت رغيف ملقح في‮ ‬الوحل ومطلعلى لسانه‮.. ‬ثم سمعت زمبليطة وطبل ومزيكة طلعت مسرحية في‮ ‬الأزبكية‮ (‬ازبك بك كان مملوكاً‮ ‬من المماليك اللي‮ ‬حكموا مصر في‮ ‬زمن أغبر والله أعلم‮) ‬ولما أردت شراء تذكرة قال المسئول خش الدخول مجاني،‮ ‬فدخلت لأشاهد مسرحية هزلية‮.. ‬ممثلين مش حافظين أدوارهم ولكن أدمنوا التمثيل والجمهور‮ ‬يصرخ‮.. ‬مسرحية أونطة هاتوا فلوسنا ويعلو صوت المزيكاتية علشان‮ ‬يغطوا علي‮ ‬صراخ المشاهدين‮.. ‬والكمبارس‮ ‬يا عيني‮ ‬عليهم ملوا من انتظار ممثل‮ ‬يغمي‮ ‬عليه أو آخر‮ ‬ينفق علي‮ ‬المسرح ليحلوا مكانه‮.. ‬والجمهور زهق من قزقزة اللب وأكل السوداني‮ ‬وشرب الكازوزة وإذا علا صوت متفرج‮ ‬يشدوه لبره ويفقعوه علقة قائلين‮: »‬لا صوت‮ ‬يعلو فوق صوت المعركة‮«. ‬معركة إيه‮ ‬يا عمي‮ ‬دي‮ ‬مسرحية هزلية وأنا عاوز أروح الحمام‮.. ‬اخرس معندناش حد‮ ‬يروح الحمام بدون إذن،‮ ‬فقلت‮ ‬يا نهار أبيض حتي‮ ‬دخول الحمام بورقة دمغة‮!! ‬

وبعد قليل تبسم المشاهد وعلت علي‮ ‬وجهه علامات الراحة فشكر الأمن علي‮ ‬تعاونهم معاه وعاد إلي‮ ‬كرسيه‮. ‬فوجدت نفسي‮ ‬أضحك وأنت تعلم أن شر البلية ما‮ ‬يضحك وقعدت أضحك وأضحك لغاية ما شرقت فقمت أشرب مايه من التلاجة فوجدتها فاضية فلقت أمال الميه راحت فيه‮ ‬يا كريمة،‮ ‬فردت زوجتي‮ ‬روح دور عليها في‮ ‬الكنغو‮ ‬يرازافيل‮.. ‬انت عبيط ولا بتحلم فقلت‮: ‬والله مش عارف،‮ ‬طيب اقرصيني‮ ‬علشان تصحيني‮.. ‬أى أى‮.. ‬إيه ده‮ ‬يا مجنونة بقلك اقرصيني‮ ‬مش تعضيني‮.‬

المهم صحيت من هذا الحلم المزعج وأنا أدعو‮ ‬يا رب حلمك وسترك علي‮ ‬عبيدك وانت عارف إني‮ ‬إنسان‮ ‬غلبان ومفيش قرش حرام دخل بيتي‮ ‬وحرمت أقرأ صحف المعارضة دي‮ ‬سودت عيشتي‮ ‬ومن بكره حقرأ الصحف الحبوبة اللي‮ ‬عاملة من الفسيخ شربات ومزركشة الزبالة بالورود وحطت عليهم شوية كولونيا‮ »‬سبع سمكات‮«.. ‬واعدك‮ ‬يا ربي‮ ‬حسد وداني‮ ‬عن كل شائعة مغرضة أو مضروبة،‮ ‬وهمشي‮ ‬بجوار الحيطة علشان اللي‮ ‬ملهوش حيطة‮ ‬يتسند عليها حيفرفر،‮ ‬اسمع مراتي‮ ‬تقول‮: ‬انت اتجننت‮ ‬يعني‮ ‬إيه‮ ‬يفرفر؟ قلت‮: ‬دي‮ ‬كلمة لغوية عميقة المعني‮ ‬جاية من الفرفرة،‮ ‬والفرفرة جاية من فرافيرو،‮ ‬يعني‮ ‬العبيد أو المهمشين،‮ ‬فردت‮: ‬بس خلاص فهمت دول بوظولك مخك واغتصبوا عقلك‮.. ‬يا مصيبتي‮ ‬دي‮ ‬بداية الزهايمر ومدت صوابعها العشرة في‮ ‬وشي‮ ‬وقالت دول كام‮ ‬يا خويا؟ فقلت دول خمسة وخمسين‮ ‬يا كريمة‮.. ‬طيب‮ ‬يا خويا أنا دلوقتي‮ ‬اطمأنيت عليك‮.. ‬روح كمل نومك،‮ ‬وغطي‮ ‬نفسك وبلاش تحلم بالليل لأن الحقائق اللي‮ ‬بنعيشها في‮ ‬النهار تطلع أحلام مزعجة بالليل‮. ‬ثم مرت مشاهد أمامي‮.. ‬محمد عبدالقدوس وميكروفونه السحري‮ ‬علي‮ ‬سلالم النقابة‮ ‬ينادي‮ ‬بالحق ولا من سميع وأصوات الفرامل وهي‮ ‬تزحف علي‮ ‬الأسفلت فتقصف الأعمار والبورصة طالعة ونازلة ملهاش رابط والسكر انهبش في‮ ‬دماغه زي‮ ‬القوطة المجنونة‮.. ‬والجواز الحلال أصبح من المستحيلات فتكلفة عش الزوجية عاوز نهبة أو نصبة في‮ ‬الحرام وده‮ ‬يذكرني‮ ‬بالمثل القائل‮ »‬صحيح متكسرش‮ (‬رغيف العيش‮) ‬ومكسور متكلش وكل ما تشبع‮«.. ‬فهموني‮ ‬أعمل إيه أو افتوني‮ ‬يا أهل الفتاوي‮ ‬أنا عاوز أتجوز في‮ ‬الحلال‮.‬

*عضو الهيئة العليا