يا شباب مصر.. الرسالة وصلت
ريطة بنت عمرو بن كعب امرأة حمقاء سميت بخرقاء مكة, كانت تغزل وجواريها الصوف, فإذا ما انتهين من أداء عملهن فى منتصف النهار أمرتهن بنقض وافساد ما غزلنه وإعادته
خيوطا مرة أخرى ثم يقمن بغزله فى اليوم التالى. تلك المرأة التى ضرب الله بها مثلا فى الحماقة لا هى تركت الغزل ينتفع به ولا هى كفت عن العمل. «ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها بعد قوة إنكاثا» صدق الله العظيم. هذا التصوير القرآنى الرائع ينهى المسلمين عن أن يكون حالهم كحال تلك المرأة فى إفساد العمل المفيد النافع. ومن الحماقة أن ينقسم المصريون حول ثورة يناير التى صارت معلما من معالم تاريخنا الحديث. لا يهم من اشعل شرارتها.. لا يهم من قام بها.. لا يهم من حاول سرقتها.. لا يهم من استفاد منها. تلك أمور سوف يحسمها التاريخ وتكشفها الأيام. ما يهمنا من ثورة يناير أنها خلقت واقعا جديدا. وحققت أهدافا لم نكن لنستطيع تحقيقها إلا بها. اسقطت مبارك وزبانيته ورفعت القداسة عن أى رئيس قادم, ونزعت الخوف من قلوب طالما جبنت عن مواجهة الظلم والقمع والاستبداد. وعندما استشعر الشعب أن ثورته فى خطر ومكتسباته على شفا أن تضيع منه خرج مدافعا عنها فى 30 يونية. المواطن الذى نزل إلى ميدان التحرير فى يناير هو نفسه من نزل فى يونية لم يأت شعب آخر من بلاد الواق واق لإنقاذ مصر من حكم الإخوان. عار علينا أن نشوه ثورتنا بأيدينا وننقض غزلنا.. من العيب أن ينساق البعض وراء الفضائيات المشبوهة والمملوكة للفلول لتصفية حساباتهم مع ثورة يناير
EMAIL:[email protected]