بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

إسرائيلي يزعم :مصر قتلت أشرف مروان


زعم كتاب إسرائيلي جديد أن  أشرف مروان رجل الأعمال المصري وصهر الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر كان  "عميلا" للموساد منذ عام 1969 . وحذر إسرائيل من شن مصر حرب ضدها قبل يومين من إندلاعها .

واتهم مؤلف الكتاب الذي نشرته صحيفة هآارتس الاسرائيلية اليوم الجمعة ، المخابرات المصرية بقتل أشرف مروان الذي عثر على جثمانه بعد أن سقط من شرفة شقته في لندن، وقال المؤلف إن التحقيقات التي تلت مقتل مروان  شابها الإهمال، وأغلق الملف، من دون أن يحل اللغز الذي يقف خلف موته.

وواصل مؤلف الكتاب مزاعمه بالقول إن "مروان لم ينتحر، ولكنه قتل بواسطة الإستخبارات المصرية، التي انتقمت منه بسبب خيانته، بعد أن كشفت إسرائيل عن تعاونه معها  قبل تاريخ وفاته ببضع سنوات".

وعرضت صحيفة "هآارتس" الاسرائيلية  ، بعض التفاصيل في الكتاب الذي يحمل اسم "الملاك أشرف مروان والموساد ومفاجأة حرب يوم الغفران" للبروفيسور "أوري بر يوسيف".

وادعى الكاتب أن اشرف مروان بدأ عمله في الموساد منذ عام 1969 وكان طالبا في الماجستير بعلم الكيمياء ، وقام بزيارة إلى لندن واتصل هناك من خلال هاتف عام بالسفارة الاسرائيلية ،وطلب التحدث مع مسئول استخباراتي وحين تم توصيله بالملحق العسكري عرفه بنفسه لكنه رفض أن يعطيه رقم هاتفه  .

وأضاف " مروان كان على عجلة من أمره واتصل مرة أخرى بالسفارة وأعطاهم رقم هاتف غرفته في الفندق ، وقال إذا لم يتلق اتصالا منهم خلال 24 ساعة لن يستطيعوا لقاءه".

وأضاف "بالصدفة المحضة كان شيموئيل جورين، رئيس مقر أوروبا بشعبة ( تسوميت )المتخصصة في تجنيد وتشغيل العملاء،موجودا في لندن ، ويرجح قيامه بتجنيد مروان"

الذي أصبح عميلا، وكانت هناك عمليات تدقيق صارمة للتأكد من أنه لم يأت خصيصا لخداع إسرائيل".

وخلال اللقاء ،حسب الصحيفة، تم الإتفاق على كلمات سر وشفرات لها علاقة بمجال تخصص مروان – الكيمياء – وطلب من مروان الإتصال بفتيات يهوديات في لندن، تعملن لصالح الموساد، وهن من قمن بنقل المعلومات التي أتى بها للإستخبارات الإسرائيلية ".

ويتحدث الكتاب عن الإتصالات المتدفقة بين  مروان وضابط شاب حمل إسما مستعارا (دوفي)، بأوامر من الموساد، حتى مطلع التسعينيات، أي بعد سنوات طويلة من توقف مروان عن إرسال المعلومات.

وادعت الصحيفة ايضا ان سبب "خيانة مروان لوطنه" حتى اليوم مازال لغزا، ولكنها وضعت أسبابا محتملة، مثل الرغبة في الانتقام من جمال عبد الناصر الذي سخر منه وضيق الخناق عليه، أو لأنه كان جشعا محبا للمال.

وتضيف: "حين دخلت حياة مروان  الزوجية في صعوبات، أمر رئيس الموساد تسيفي زامير بشراء – خاتم من الماس –من تل أبيب، حتي يهديه إلى زوجته "منى" كنوع من الصلح بينهما ".

ويخصص الكتاب جزءا كبيرا منه لدحض مزاعم إيلي زعيرا رئيس (أمان)، حول كون مروان عميلا مزدوجا،

مضيفا أن مروان نقل حتى عام 1973 معلومات حساسة لا مثيل لها، تبين أنها صحيحة، بعد مطابقتها بمعلومات من مصادر أخرى، من بينها مثلا خطة الحرب المصرية، تنظيم القوات العسكرية، وجانب من محادثات السادات مع قادة الإتحاد السوفيتي وقتها.

وفي الرابع من أكتوبر 1973 زعم الكتاب  أن مروان  توجه إلى باريس كعضو في وفد مصري، وخاطر بشكل شخصي حين اتصل مساء بـ (فتاة الإرتباط) مع الموساد في لندن، ونقل لها رسالة، طالبا منها أن تسلمها للضابط (دوفي)، واحتوت الرسالة على كلمة (مواد كيميائية)، وكانت تعني طبقا للشفرة (هجوم مصري وشيك)، وطلب مقابلة (الجنرال) وهو اسم الشفرة الخاص برئيس الموساد تسيفي زامير، والذي كان قد قابله من قبل.

ورغم وصول المعلومات إلى إسرائيل، غير أن دوفي لم يوليها الإهتمام المطلوب، وبعد 24 ساعة توجه زامير مع دوفي إلى لندن لمقابلة مروان
.

وطبقا للمؤلف، كان مروان متوترا ومتأثرا وقال لزامير: "جئت لكي أقول لكم إن السادات يعتزم شن الحرب غدا"، وأشار مروان إلى أن مصر وسوريا سيقومان بشن هجوم متزامن مع غروب الشمس. ويضيف بار يوسيف: "من دون أن يعلم أنه تم تقديم موعد الهجوم إلى الساعة الثانية ظهرا، وفي الساعة الثانية والنصف فجر السادس من أكتوبر أرسل زامير إلى مدير مكتبه في الموساد رسالة قصيرة بكلمات مشفرة: المقاولون قرروا التوقيع على العقد طبقا للشروط التي نعرفها، سوف يأتون للتوقيع يوم السبت قبل الظلام، كلاهما سيأتيان".

وتقول (هآارتس) نقلا عن الكتاب أن البقية معروفة: "قررت جولدا مائير وموشيه ديان وزير الدفاع وقتها، عدم البدء بالهجوم الإستباقي، غير أن إسرائيل تلقت المفاجأة بسبب توقيت الهجوم، و استعد الجيش الإسرائيلي بناء على ما نقله مروان من معلومات في هضبة الجولان، بحيث يمنع الجيش السوري من احتلالها في اليوم الأول من الحرب".