بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

قال السفير هاكابى

يتصرف المسئول فى أحيان كثيرة وكأنه واحد من آحاد الناس لا يملك سلطة، ولا تعرف فى مواقف كهذه ما فائدة السلطة فى يد صاحبها، إذا كان هو يتكلم وكأنها ليست فى يده؟

شىء من هذا تشعر به وأنت تتابع ما يقوله مايك هاكابى، سفير الولايات المتحدة الأمريكية فى إسرائيل، عن الإجرام الذى يمارسه المستوطنون فى الضفة الغربية فى حق الفلسطينيين منذ إطلاق طوفان الأقصى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.

قال السفير هاكابى فيما يشبه صحوة الضمير لديه، إن ما يمارسه المستوطنون إرهاب، وإنهم يجب أن يخضعوا للقانون. لم أصدق أن قائل هذا الكلام هو مايك هاكابى، لأنه منذ أن وصل تل أبيب سفيرًا لإدارة الرئيس ترمب، كان دائمًا ينحاز إلى الإسرائيليين، وكان يميل مع حكومة التطرف برئاسة نتنياهو حيث تميل.

وكان الذين يتابعون زياراته إلى حائط المبكى مرتديًا ما يرتديه الإسرائيليون هناك، يتصورون أنه إسرائيلى أبًا عن جد، وأنه ليس أمريكيًا جاء يمثل حكومة بلاده لفترة ثم يعود.

وهو ليس بدعًا فى كل الأحوال، لأنه لا يختلف عن كل سفير سبقه إلى مكانه فى إسرائيل، وبالذات فى السنوات الأخيرة، وقد جاء إلى إسرائيل سفير أمريكى ذات يوم اسمه ديڤيد فريدمان، فكان يقول إنه سوف ينقل مقر إقامته من تل أبيب إلى القدس، حتى ولو لم تعترف بها بلاده عاصمة لإسرائيل!.. ولأن فريدمان كان سفيرًا لإدارة ترمب الأولى، ولأن ترمب جاء عليه وقت هو الآخر قرر فيه نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فإن مَنْ شابه الرئيس فما ظلم.

ولا تدرى لماذا هذه الصحوة التى انتابت ضمير هاكابى؟ ولكنها صحوة على كل حال، ولا ينقصها شىء إلا أن يتصرف كسفير مسئول يملك أن يرفع ما يقوله فى تقرير إلى إدارة بلاده، ويملك أن يقترح عليها أن تعاقب هؤلاء المستوطنين المجرمين، وأن تتعقبهم، وأن تفرض عليهم ما يجعل غيرهم يرتدع عن ارتكاب هذه الجرائم اليومية فى حق أهل الضفة.

السفير قال هذا الكلام الخطير لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، وكلامه موثق وموجود، وإلى جواره حديث وكالة الأناضول التركية عن أن عدد ضحايا المستوطنين فى الضفة وصل إلى ١٠٩٤ قتيلًا، و١١ ألف مصاب، و٢١ ألف معتقل منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣!.. هؤلاء هُم الضحايا فى الضفة.. أما الضحايا فى غزة فلا عدد لهم تقريبًا ولا حصر.