أطفال الشوارع الي أين؟
مازال في مصر قضية أطفال الشوارع فهل نستضيف بعضهم في تلك الشهور الكريمة؟
أتمني أن تشملهم الدولة برعايتها، فهناك جهود حثيثة من قبل الدولة لجمعهم وتأهيلهم ولكن للأسف بعض الأطفال يفضلون حرية الشارع وما أدراكم ما هي تلك الحرية، أتمني أن نصبر مع هؤلاء ونكون لهم أكثر رحمة ومودة، لقد رأيت بعضهم وتحدثت معهم وجدتهم جميعها يتحدثون بلغة واحدة وكأنهم متفقون. أين نذهب؟ كان هذا سؤالهم، حقيقة الأمر لم أستطع الإجابة وبدوري أسأل الحكومة أين أماكن إيواء هؤلاء الأطفال؟ أين مراكز التدريب والتأهيل وهل نستطيع الدخول إلى الحواري الضيقة والشوارع الخلفية وأمام دور العرض وتحت الكباري وإشارات المرور؟ هل لدينا الخطة التي تحاصرهم وأحيانا من الممكن القبض عليهم لو لزم الأمر للإصلاح خوفاً على ضياعهم أكثر من ضياعهم هذا؟
أتمني أن ننقل الفكر الغربي في احتضان أطفال الشوارع وهو نقلهم إلى مدن مخصصة لهم تمتلك كل جوانب الحياة من مسكّن ومدراس وترفيه ومسجد وكنيسة ومسارح و مراكز للتثقيف وملاعب ويقوم بإنشائها رجال الأعمال وهو فكر إقتصادي أيضاً يعود بالنفع علي الجميع من خلال إنشاء مراكز للتدريب المهني ومجمع للمصانع الخفيفة التي لا تحتاج إلى معدات ضخمة بل تعتمد علي المهارات اليدوية والمواهب.
صدقوني، نحن نستطيع أن ننتقل نقلة نوعية وخلق جيل كان محكوما عليه بنظرة غضب من المجتمع إلى مجتمع يفتخر بهم، سوف نكسب الكثير لو أنفقنا القليل.
رسالتي ليست إلى الدولة فقط بل إلى كل مقتدر يستطيع أن يحتضن طفلا ويضمه إلى مدرسة أو مصنع ويتكفل به، حينئذ سوف نسيطر على تلك الآفة التي تفتك بنهضة مصر وصورتها أمام العالم.
الجيل الذي نطالبه بالانتماء إلى مصر على مصر أن تنتمي إليه أولا .
رسالتي إلى كل دار تأوي هؤلاء لا تكونوا سبباً في تسريب هؤلاء الأبرياء من خلال معاملتكم اللاإنسانية وراعوا الله واعلموا أن لديكم أبناء من المحتمل أن يتعرضوا لنفس ظروفهم بل وكما تدين تدان أحياناً عقاب الله لا يأتي مباشرة بل في عزيز لدينا.
أتمنى ألا أري فتاة أو امراة تحمل بين يديها طفلا لا نعرف إن كان قريباً أو مختطفاً، أتمني ألا أشاهد أغطية فوق أجساد لا نعرف من تحت الغطاء. صدقوني، هناك ما هو أبشع من معني أطفال الشوارع فهناك ترتكب كل أنواع الجريمة.
لنقف وقفة جادة وقفة نضع ضمائرنا كقاض نحكم بعدالة ونرفع شعار الوطن لنا جميعاً نفس الحقوق ثم نفس الواجبات، فهل نجد الضمير في شهر كريم؟