بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مؤتمر و«رئيسه» غايب

الدورة ٣٧ من «أدباء مصر».. لماذا أثارت غضب المثقفين؟

بوابة الوفد الإلكترونية

هل تلبى التوصيات رغبات المبدعين؟

أهداف المؤتمرات بين الإهمال وعدم التحقق

لماذا غابت الشخصيات العامة عن الحضور؟

أنقذوا «أدباء مصر»

سلبيات التنظيم تهدد استمراره

رسالة العريش - سمية عبدالمنعم

سؤال دائم يتردد فى رأسى بعد إسدال ستار كل مؤتمر أجدنى مشاركة به، سواء بوصفى صحفية أو أديبة، هكذا أرانى أسأل: ما جدوى تلك المؤتمرات؟ لتتمثل أمامى إجابات عدة، بعضها واقعى يمكن تنفيذه والآخر نظرى بحت.. على أن لا الواقعى أو النظرى قد حدث وتحقق فى أى من تلك المؤتمرات، حتى خلتنى أبتسم فى هدوء العارف، حين تأتى «فقرة» تلاوة توصيات المؤتمر!

وقد نغفر بعض تلك «السقطات»، إذا ما كان هناك حسن تنظيم، وثراء فى الفعاليات، و»انتقاء» منصف للمشاركين..

وللدقة، فإننى هنا أتحدث عن مؤتمر أدباء مصر، الذى يتراوح من دورة لأخرى بين النجاح الذى تعد أسبابه نسبية، والفشل الذى قد يجمع أو يختلف عليه الكثير.

ولا يختلف اثنان على أن من أهم أهداف مؤتمر أدباء مصر هو تلاقى الأدباء وتلاقح أفكارهم ومناقشاتهم الجادة حول أزمات الثقافة والأدب، وهو ما يمكن أن تنتج عنه حلول، بغض الطرف عن تحققها فعليا أو حبسها فى درج الاعتياد والإهمال.

وربما يتذكر الكثيرون من بين دورات سبع وثلاثين، دورة انعقاده بالفيوم، والتى عقدت فى زمن الفنان فاروق حسنى، وكانت من أكثر الدورات ثراء ونجاحا، وطرح خلالها كثير من التصورات والرؤى، وغيرها من الدورات التى لم تبرح ذاكرة الأدباء.

واليوم ونحن قد ودعنا الدورة السابعة والثلاثين من مؤتمر أدباء مصر، الذى عقد بالعريش، فى الفترة من ٢٦ وحتى ٢٩ ديسمبر، وحملت اسم الروائى محمد جبريل، بعنوان «الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل»، ونظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، تحت رعاية وزارة الثقافة، فإننا نقف الوقفة ذاتها ونجتر السؤال ذاته: ماذا جنينا بحق الله؟ خاصة أنها من أكثر الدورات التى دار حولها

لغط وواجهت انتقادات عدة، بدءًا من تأخر حفل الافتتاح لساعتين كاملتين، ربما كان مرجعها ما لاقته الحافلات المقلة للأدباء والإعلاميين من عقبات فى الطريق، مرورا بمفاجأة عدم حضور وزير الثقافة د.أحمد هنو، ومحافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور، حفل الافتتاح، حيث لم يكن هناك شك فى حضورهما، لنعلم بعدها بيومين أن اعتذار الوزير كان مسبقا لظروف، ولذلك فقد تم تأجيل التكريمات لحفل الختام الذى حضره الوزير والمحافظ، كما غاب أيضا عن المشهد، د.صلاح السروى، رئيس لجنة الأبحاث.

إلا أن الغياب الذى كان أشد وطأة وأكثر إثارة للغضب هو غياب الدكتور مدحت العدل، رئيس المؤتمر، منيبا عنه د.شوكت المصرى، بل واقتصر حضوره على الظهور الإلكترونى، عبر إذاعة فيديو له، يعلن فيه عن نتائج مسابقة الأبحاث التى أطلقها واختار أعضاء لجنة تحكيمها.

وهذا الغياب -على الأخص- من عدم حضور رئيس المؤتمر لا فى الافتتاح ولا الختام، قد أثار جموع الأدباء والمسئولين وأعضاء أمانة المؤتمر، وربما استغرب منه الحجر والطير على الشجر! ترى إذا كان رئيس المؤتمر لا يولى للمؤتمر اهتماما، ولا يشعر بقيمة هذا المحفل الذى رأسه ذات سنوات أقطاب الثقافة المصرية، إذن لماذا تم اختياره رئيسا ولماذا وافق على رئاسة مؤتمر هو لا يعى حجمه ولا ينزله منزلته الحقيقية فى أفعاله، خاصة هذا الظهور المهين الذى خرج به علينا، عبر فيديو مسجل، مرتديا ملابس منزلية، وكأنه لا يعتد بمن يخاطب،  سؤال مثل لغزا طوال أيام انعقاد المؤتمر وحتى الآن.

الأمر لم يقتصر على ذلك فحسب، فهناك بعض الأخطاء التنظيمية، سواء المتعلقة منها بموضوع وعنوان المؤتمر أو تفاصيل الفعاليات، فقد جاء عنوان الدورة غير متناسب مع موضوع الأبحاث والجلسات والفعاليات، فقط جلسة واحدة تحمل العنوان والباقى لا علاقة له به، بل إن هناك جلسات تحمل عنوان مؤتمر الصناعات الذى أقيم منذ شهر بالعريش، كما أن محمد جبريل شخصية المؤتمر لم يعقد له سوى مائدة مستديرة واحدة، وغرد باقى الفعاليات (١١ جلسة بحثية و٣ موائد مستديرة وأمسيات) بعيدا عن جبريل.

ناهيك عن عدم صدور نشرة المؤتمر لا ورقيا ولا حتى الكترونيا، وهى التى تعد توثيقا مهما للمؤتمر.

كما أن هناك تأخرا فى مواعيد الندوات والجلسات، فلم تعقد فى مواعيدها التى نص عليها جدول الفعاليات، حتى أن بعضها قد تأخر ساعة والنصف عن موعده خاصة فى اليوم الأول لها، كما لم يتم تجهيز أماكن جيدة ومناسبة للفعاليات، فقاعات قصر ثقافة العريش ليست مجهزة بما يتناسب وعقد مثل تلك الفعاليات، بل لم تكن هناك علامات إرشادية للقاعات والندوات المنعقدة، فيجد الداخل نفسه حائرا تائها يبحث فى القاعات عما يريد.

هذا غير غياب الشخصيات المهمة والرائدة فى الأدب عن المؤتمر، وهو ما يجعلنا نسأل: ألم تتم دعوتهم من قبل أمانة المؤتمر، أم أنهم اتفقوا على هجر المؤتمر برمته وعدم تلبية أى دعوة؟

ونهاية تأتى التوصيات التى ربما لم تحقق رغبات الأدباء، اللهم إلا رفض التطبيع الثقافى والتهجير.

كذلك نلحظ اختفاء القنوات الناقلة للحدث، واقتصر الأمر على التغطية الصحفية.

والآن دعونا نتتبع بعض ملامح الدورة السابعة والثلاثين من مؤتمر أدباء مصر العام.

 

< دورة محمد جبريل

حملت هذه الدورة اسم الروائى الكبير محمد جبريل، وعقدت مائدة مستديرة كانت مستهل الفعاليات، استضيفت خلالها د.زينب العسال، الكاتبة والناقدة، وزوجة الراحل، وفى هذا الشأن تقول العسال فى تصريح خاص للوفد:

فوجئت باختيار جبريل شخصية المؤتمر لأنه لم يخبرنى أحد، وكم كنت أتمنى أن يكون بيننا، أو يحدث ذلك التكريم فى حياته، لكن جبريل كانت له جملة مشهورة قالها حينما سأله أحدهم: ألست غاضبا من حصول غيرك على جائزة الدولة وأنت الأحق بها، فأجابه (خلونا فى اللحظة دي)، وأنا الآن أقولها (خلونا نفرح) فمن المؤكد أن روحه تحيطنا الآن.

 

< الفعاليات:

جاءت تلك الدورة بعنوان (الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل)، وأقيمت تحت هذا المحور مائدة مستديرة واحدة، بينما شهد اليوم الثانى، جلسة بحثية تناولت طرفا من العنوان: «النص الشعرى ومفردات الخصوصية الثقافية»، وفى اليوم الثالث انعقدت جلسة بحثية أيضا ناقشت جزءا من هذا المحور وهى «المعالجات الدرامية للنص الأدبى فى الوسائط الفنية المختلفة».

وعلى مدار ثلاثة أيام شهدت تلك الدورة التى رأسها الشاعر والسيناريست د.مدحت العدل، وأمانة الشاعر عزت إبراهيم، إحدى عشرة جلسة بحثية، وورشة لكتابة الدراما للطفل قدمها الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، وأخرى لكتابة السيناريو تقديم د. أمل الجمل، بالإضافة إلى أمسيات شعرية وقصصية، وثلاث موائد مستديرة بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين.

 

<< الكتب الصادرة عن المؤتمر

صدر فى تلك الدورة ستة كتب، أصدرتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهي:

« الخصوصية الثقافية والإبداعية.. قراءات ودراسات فى الأدب السيناوي»، «سيرة التوهج الإنسانى والإبداعي(المكرمون)»، «نخيل العشق بين الرمل والبحر

(إبداعات أدباء شمال سيناء)»، «محمد جبريل مشروع حياة» لمحمد عبدالحافظ ناصف، «الأدب والدراما..الخصوصية الثقافية والمستقبل»!

وفى هذا السياق يقول د.مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، إن إصدار ستة كتب فى المؤتمر، يعد إنجازا كبيرا، أن يخرج هذا العدد فى 10 أيام فقط.

 

< المكرمون:

تم تكريم عدد من الرموز الإبداعية فى مصر، وتكريم خاص لمبدعى شمال سيناء من الأدباء والنقاد الذين قدموا إسهامات متميزة فى الحياة الأدبية والثقافية المصرية، منها تكريم اسم الكاتب الكبير محمد جبريل شخصية المؤتمر، وتكريم الشاعر عزت إبراهيم أمين عام المؤتمر.

تكريم الأصوات الإبداعية من الوجه البحري: الشاعر جابر بسيونى، ومن الوجه القبلى الشاعر ياسر خليل، وتكريم︎ النقاد والأديبات والإعلاميين، ومن النقاد المكرمين: الشاعر والناقد محمد على عزب، ومن الأديبات الناقدة د. رشا الفوال، ومن الإعلاميين

الكاتب والناقد د. أحمد إبراهيم الشريف،︎ كما كرم المؤتمر  الشاعر إبراهيم حامد، ومن الراحلين

تكريم اسم الشاعر والناقد د. صابر عبد الدايم،︎ ومن المحافظة المضيفة، تم تكريم الكاتب الروائى عبد الله السلايمة، والشاعر والباحث حسونة فتحى، كما تم تكريم اسم الشاعر والناقد د. صلاح الدين فاروق.

 

< حفل الختام:

اختتمت فعاليات المؤتمر يوم ٢٩ ديسمبر بحضور د.أحمد هنو، وزير الثقافة، اللواء د.خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، اللواء د.خالد اللبان، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومسئولى وقيادات الهيئة والإعلاميين والأدباء.

 

< كلمة الوزير:

من أجمل ما جاء فى كلمته كان:

«من دواعى فخرى واعتزازى أن أكون اليوم بين كوكبة من أدباء ومبدعى مصر على أرض سيناء الغالية؛ هذه الأرض العزيزة على قلب كل مصرى، والتى نجتمع اليوم على أرضها وهى عاصمة الثقافة المصرية لعام 2026، لنعلن معًا انطلاق عام كامل من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية التى ستجوب ربوع شمال سيناء».

 

< مفاجآت الوزير للأدباء:

حملت كلمة وزير الثقافة مفاجآت سارة للأدباء، فقد أعلن عن إطلاق «بيت السرد» ليكون منصة رائدة للمبدعين وكُتّاب السيناريو تُصقل فيها المواهب، بما يضمن تحويل النصوص الأدبية إلى ذاكرة وطنية حية تحفظ سير الأبطال وتوثق بطولاتهم للأجيال القادمة. كما أعلن عن قرب إطلاق أول منصة رقمية لنتاج مؤتمر أدباء مصر، وللمسابقات المرتبطة بأندية الأدب وسلاسل النشر المركزية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، لتكون فضاءً ثقافيًا جامعًا يضم أدباء مصر ويحفظ إنتاجهم الإبداعى.

 

< التوصيات

أولا: التوصيات العامة

-يؤكد المؤتمر أولًا على كل توصيات الدورات السابقة، خاصة الموقف الثابت لمثقفى مصر وأدبائها، برفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيونى.. وكذلك حرية الإبداع والتعبير.

-يدعم المؤتمر موقف الدولة المصرية الراسخ فى الحفاظ على السيادة المصرية فى مواجهة التحديات التى تحيط بنا من كل الجهات، وفى مواجهة التكفير والإرهاب والتطرف، الذى هو جزءٌ ليجتاز هذه التحديات والمخططات المشبوهة.

يؤيد المؤتمر بكتابه وأدبائه ومبدعيه موقف الدولة المصرية الرافض والقاطع لأية مخططات صهيونية لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه التاريخية، ويؤكد على أن حقوق الشعب الفلسطينى لا تنحصر فحسب فى غزة والضفة الغربية، وإنما تمتد على كامل الأراضى الفلسطينية المحتلة،وأن سياسات التهجير ومصادرة الأراضى والتجويع والإرهاب الذى يمارسه الكيان الغاصب، لن يخلخل إيماننا بالقضية.

-يثمن المؤتمر دعوة جمهورية مصر العربية دولَ العالم المحبة للسلام كافّة لعدم التورط فى جريمة التهجير غير الأخلاقية والمنافية لمبادئ القانون الدولى والإنسانى كافة، والتى تمثل خرقا صريحا لاتفاقيات جنيف، وما يترتب على هذا الخرق من مسؤولية تاريخية وقانونية على أى طرف يشارك أو يدعم هذه الجريمة.

- يؤكد المؤتمر رفضه القاطع لما يُحاك فى الشأن الإفريقى ضد دولة الصومال الشقيقة، حيث يدرك المؤتمر وأعضاؤه تأثيرات هذه المؤامرة على السلم والأمن الدولى،وخرقه السافر لقواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة. 

-يثمن أدباء مصر خطةَ البناء والتطوير التى تقوم بها الدولة المصرية فى السنوات الأخيرة، حرصا على تحقيق حياة أفضل ومستقبل أجمل يليقُ بما نؤمن به ونحلم فى الجمهورية الجديدة. وفى هذا السياق يؤكد المؤتمر على ضرورة الحفاظ على التراث المعمارى الأثرى للمبانى التاريخية بقيمتها الفنية والحضارية، خاصة مدافن رموز الثقافة والفن والإبداع المصرى، وضرورة مشاركة مؤسسات المجتمع المدنى والمتخصصين فى وضع خطط التعامل مع هذه المواقع الأثرية. والعمل على نقلها، حال الضرورة الحتمية، بكامل مقتنياتها وعناصرها وتفاصيلها.

ثانيًا: التوصيات الخاصة: 

يثنى المؤتمر أولًا على اهتمام وزارة الثقافة بافتتاح عدة مواقع ثقافية وإقامة عدة فعاليات وأنشطة فنية ومؤتمرات خلال هذا العام بمحافظة شمال سيناء. ويوصى بما يلي: 

-زيادة ميزانية الهيئة العامة لقصور الثقافة من الموازنة العامة للدولة دعما لأدوارها فى القيام بالمشروعات الثقافية واستكمالًا للبنية التحتية لمواقعها الثقافية فى مختلف أنحاء الجمهورية.

-إعطاء المواقع السيناوية الأولوية فى الميزانيات المخصصة للعمل الثقافى وذلك حرصا على سرعة إنجاز مواقعها الثقافية المختلفة، وكذلك زيادة الاهتمام ببرامج المكتبات وأنشطتها فى محافظات مصر عموما، وفى شمال وجنوب سيناء على وجه الخصوص.

-تشكيل لجنة من قيادات الهيئة العامة لقصور الثقافة والقطاعات الأخرى بالوازرة بالتعاون مع أمين عام المؤتمر، لإعداد خطة لفعاليات «شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية 2026». 

-ضرورة تعيين أوائل الخريجين فى الكليات المتخصصة بالفنون والآداب فى المحافظات الحدودية وذلك لسد العجز من الوظائف النوعية فى المواقع الثقافية المختلفة بهذه المحافظات .

-إعادة دور الدولة فى دعم الإنتاج الفنى بمختلف أشكاله، وإعادة تشغيل شركات الإنتاج الفنى الوطنية.

-ضرورة إصدار مدوّنة سلوك وطنية للدراما المصرية تحدد الخطوط العامة لثوابت الهوية المصرية وعناصرها الرئيسية وخصوصيتها، وتحتوى على الضوابط العامة للإنتاج الد ارمى المسرحى والسينمائى والتلفزيونى والإذاعى، وتترك للمبدعين حرية التعبير عن الموضوعات المختلفة وفقا لرؤاهم الجمالية والفنية.

-ضرورة إعداد كوادر متخصصة وتدريبها على الجمع الميدانى للمأثورات الشعبية بمختلف محافظات مصر، وخصوصا شمال سيناء وجنوبها، وذلك من خلال كبار الباحثين والخبراء العاملين بوزارة الثقافة والجهات المتخصصة فى هذا المجال، للحفاظ على الهوية المصرية وخصوصيتها.

-يناشد المؤتمرُ محافظةَ شمال سيناء لإعادة تأهيل وتطوير «متحف التراث السيناوي» فى مكانٍ جديد، وذلك صونا للتراث، وحفاظا على الهوية والخصوصية الثقافية المصرية فى تنوعها الفريد.

 

< وشهد شاهد:

ولأن أهل مكة أدرى بشعابها، فكان لزاما علينا توثيق شهادات أدباء ونقاد ومسئولين عن تلك الدورة، هكذا نعرض الرأى والرأى الآخر..

 

 

< جابر بسيوني:

يقول الشاعر السكندرى جابر بسيونى، أمين صندوق النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر: «الأزمة كلها فى عدم حضور مدحت العدل، رئيس المؤتمر، لأن كونه رئيسًا للمؤتمر يعنى أنه من اختاره أمانة أدباء مصر، فحضوره كان واجبًا مهما كانت الظروف، بل إن عدم حضوره كان يلزم معه تأجيل الافتتاح حتى يتمكن من الحضور. فعدم حضوره والصورة التى ظهر بها فى الفيديو المذاع بالافتتاح لم تكن فى موضعها، فما حدث فى الافتتاح أثار قلقًا فى نفوس الأدباء بأن ذلك يمكن أن يكون تمهيدًا لإلغاء المؤتمر وسحب البساط منه.

هذا المؤتمر كان يحرص كبار الأدباء على حضور افتتاحه، فالمؤتمر هو المصباح الذى يضيء للمحافظات، فهو يؤرخ للإبداع المحافظات. إذًا كيف نقول إن الثقافة هى الخط الأول للدفاع عن هوية مصر، ثم يعتذر عن حضور مؤتمر الأدباء الكبار ورئيس المؤتمر؟ إذن يجب حسن اختيار من يرأس المؤتمر فيما بعد، كما أنه يجب أن يكون المؤتمر مركزًا وموجزًا.

كما أعِيب على كل المؤتمرات أنه لا يوجد تنفيذ للتوصيات، ويجب أن يكون هناك تمثيل لكل محافظة بتواصل الأدباء، فالمشاركة ليست بالعدد، ويجب أن تحدث مقارنة بيننا وبين مؤتمرات فى بلدان أخرى مثل المغرب وغيرها، فأين نحن من المؤتمرات العربية والعالمية؟

كما اقترح أن يتم إعداد المؤتمر بشكل جيد وأن يتم التسويق له إعلاميًا حتى يتعرف المشاهد على أفكار الأدباء، كذلك لابد أن يجتهد المؤتمر ويكتشف أديبًا شابًا غير مشهور أو عملًا أدبيًا غير معلن عنه، فهذا هو دور المؤتمر الحقيقى.

وأكد بسيونى أن اقتراح تحويل عنوان المؤتمر إلى مؤتمر الثقافة المصرية بدلًا من مؤتمر أدباء مصر خطأ كبير لأنه يسحب البساط من تحت أقدام الأدباء، فهذا المؤتمر صنيعة الأدباء.

مضيفًا أن هدف المؤتمر الرئيسى هو التقاء الأدباء من كل محافظات مصر وإتاحة الفرصة لهم لأن يلتفوا حول أفكار تناقش وتحددها مجموعة الأدباء يسمون أمانة أدباء مصر، كما يلتقى الأدباء والشخصيات العامة والإعلاميون ليتدبروا الواقع الأدبى.

نريد مؤتمرًا لا يخرج بتوصيات بل يخرج بشخصيات مثل اكتشاف أديب جديد نلقى عليه الضوء، كما يجب الاحتفال بالحاصلين على جوائز الدولة بدعوتهم للمؤتمر وتكريمهم مرة أخرى من خلال هذا المؤتمر.

مؤكدًا أن هدف مؤتمر أدباء مصر هو أن نزيح الستار عن أدباء مصر فى الأقاليم خاصة الجادين منهم، وقد نجح المؤتمر فى هذا، كما يجب أن نرصد إيجابيات ونبحث كيف نطور المؤتمر، ويجب أن نركز فى اختيار الأدباء المدعوين فالعدد ليس هو الهدف بقدر ما يجب أن يكون الأديب لديه إنتاج واضح ومهم.

إن مؤتمر أدباء مصر لا ينقصه سوى العودة لهدفه، وهذا الهدف هو التقاء الأفكار وتنفيذ الجديد والمهم منها.

 

< د.مسعود شومان:

أتصور أن تلك الدورة قد حققت كثيرًا من المكاسب، لعل أولاها اختيار سيناء لانعقاده لأن سيناء قد عقد بها المؤتمر منذ 23 عامًا، وبالتالى فى الظرف السياسى والاجتماعى الراهن فإن سيناء بحاجة لوجود تلك الكتيبة من الأدباء خاصة مع اهتمام الدولة بضرورة تعمير سيناء وتطويرها ثقافيًا، وقد زرت سيناء تسع مرات فى الفترة السابقة وزرت مكتباتها وزودت عددًا منها بالكتب فى النجيلة ونخل والمساعيد والقطية، وهو ما جعلنا نقف على ما ينقص تلك المكتبات وما يجب عمله، كما نظمنا برامج برنامج لاكتشاف المواهب فى سيناء، ثم أقمنا مهرجان البادية، ثم ملتقى العريش الأدبى، ثم مؤتمر الصناعات الثقافية والإبداعية، وهذا المؤتمر تتمة لعدد من الملتقيات والجهود المهتمة بسيناء والتى تعرفنا بسيناء.

وعن عنوان المؤتمر قال شومان إنه مهم فى ظل المشكلات التى تواجهها الدراما المصرية فى مواجهة الدراما العربية ووسائل الإنتاج، لكن الأبحاث كانت كثيرة جدًا، وهو ما دفعنا لإقامة جلسات وجلسات أخرى موازية لها، إلا أن الحضور والتفاعل كان رائعًا وكبيرًا، ولكن المشكلات التى واجهتنا هى ازدحام الندوات والموائد المستديرة، وهو ما نحاول استيعابه.

وعن عدم حضور رئيس المؤتمر قال شومان إن عدم حضور رئيس المؤتمر لا يسأل عنه الهيئة ولا الوزارة، فهو كان يجب أن يحضر حتى ولو لم يحضر فى الافتتاح، كان يجب أن يحضر الختام، فليس هناك مبرر لعدم حضوره.

 

< الشاعر عيد عبدالحليم:

ليس هناك مؤتمر على مدار تاريخ الثقافة المصرية استمر لمدة ٣٧ دورة، ورغم ما به من إيجابيات وسلبيات، يبقى الحالة الثقافية الأهم بمصر على مدار العام، وإقامته بالعريش لها أكثر من دلالة، أولها أنه يقام فى منطقة قريبة من قلب كل مصرى، وحضور مثقفى مصر من كافة محافظات مصر يمثل عيدًا ثقافيًا يؤكد أن الوعى المصرى ما زال موجودًا وفاعلًا خاصة فى تلك اللحظات الصعبة من عمر الإنسانية والوطن.

وعلى المستوى البحثى، فإن المؤتمر يعد ناجحًا جدًا بحثيًا، فهناك مجموعة من الأبحاث والأسماء البحثية الجديدة التى تشارك للمرة الأولى.

ولكن هذا المؤتمر يحتاج إلى مراجعة، فلابد من حسن اختيار الأدباء الممثلين لنوادى الأدب والمحافظات، فلابد أن يكونوا أصحاب تجارب حقيقية ولهم باع فى الثقافة حتى يستطيعوا أن يشاركوا فى المناقشات، وذلك حتى يكون المؤتمر ذا جدوى.

ويتابع عيد: «نتمنى أن يتم تنفيذ التوصيات التى يخرج بها المؤتمر وألا توضع فى الأدراج مثل السنوات السابقة. وإن كنا نؤكد على أن التوصية الأولى ستظل هى التوصية الأهم وتدل على وعى الشعب المصرى وهى رفض التطبيع الثقافى مع العدو الصهيونى.

إذن فالمؤتمر بحاجة للتجديد بأن يكون له مقر ثابت فى محافظة معينة ولتكن محافظة القاهرة تحديدًا مع تمثيل المحافظات بعيدًا عن المحسوبيات والمعارك الوهمية لنوادى الأدب، لأن عمله ليس مجرد فترة انعقاده بل يجب أن يستمر طوال العام، ويجب ألا يكون مجرد تجمع ثقافى بل لتبادل الأفكار واكتشاف الجديد، ويجب أن تكون له مطبوعة ثقافية ثابتة، وأن تكون هناك تغطية إعلامية عن طريق القنوات وليس الصحافة فقط، فأين القنوات التلفزيونية؟ اللهم إلا قناة واحدة، وهذا هو المؤتمر الأهم فى الثقافة المصرية، كما يحتاج هذا المؤتمر لوجود أدباء مصر الكبار، وأن يتم عرض أفلام تسجيلية من تجاربهم الإبداعية وحياتهم، كما أتمنى أن يركز أعضاء الأمانة فى اختيار رئيس المؤتمر بأن يكون الاختيار معياريًا فى الأساس ويقوم على وعى ودراسة، لا يأخذون بالشو الإعلامى أو حجم الاسم الإعلامى بل بالاسم الأدبى والتأثير الحقيقى.

 

< د.شوكت المصري:

يجب أن نجد حلًا لا يرضى جميع الأطراف بمعنى يجب أن يغير المؤتمر من صيغته ودوره، فلابد من تغيير اللائحة وسياسة المؤتمر والاختيار من نوادى الأدب والميزانية، فنضع حلًا لا يرضى جميع الأطراف لأن الحل الذى يرضى جميع الأطراف هو حل باهت.

 

<< الشاعرة والناقدة د.رشا الفوال:

تشرّفت بالمشاركة فى المؤتمر العام لأدباء مصر فى دورته السابعة والثلاثين بمحافظة شمال سيناء، وهى دورة بالغة الدِلالة، ليس فقط لأنها حملت اسم الكاتب الكبير الراحل: محمد جبريل بما يمثله من قيمة سردية وثقافية راسخة، بل أيضًا لانعقادها فى فضاء يحمل رمزية وطنية وثقافية خاصة حيث مدينة العريش الباسلة بمحافظة شمال سيناء. جاء المؤتمر تأكيدًا على أن الثقافة فعل حضور ومواجهة وبناء، وأن الإبداع قادر  على الوصول إلى كل بقعة من الوطن. وقد اتسمت هذه الدورة بتنوع محاورها، وثراء أوراقها البحثية، ووضوح محاولتها لمساءلة الراهن الثقافى، وفتح حوار جاد حول قضايا الأدب فى علاقته بالدراما والهوية والتحولات الاجتماعية. كما بدا التنظيم جهدًا ملحوظًا يسعى إلى تحقيق التوازن بين الطابع الاحتفائى والعمق الفكرى، مع إتاحة مساحات للنقاش والاختلاف، وهو ما يُحسب للمؤتمر. وعن تكريمها تقول «الفوال»: يشرفنى هذا التكريم فى مؤتمر أدباء مصر العام، لا بوصفه لحظة احتفاء شخصية بقدر ما أراه لحظة اعتراف بقيمة الإبداع، وبقدرة الأدب على أن يظل فعلًا حيًا فى مواجهة الزمن والتحولات. أشعر بالامتنان لأن هذا التكريم يأتى من فضاء ثقافى جامع، يحمل تاريخًا من التنوع والحوار، ويمنحنى إحساسًا نادرًا بأن ما كتبت من إصدارات نقدية ودواوين قد وجد صداه فى الوجدان العام. إن هذا التقدير يعمّق لديّ الإحساس بمسؤولية الاستمرار فى الكتابة بوصفها بحثًا لا ينتهى، وانحيازًا للمعنى، ووفاءً لتقاليد أدبية آمنت بأن الحرية والصدق هما جوهر الإبداع.

 

<< الشاعر ياسر خليل:

إن المؤتمر العام لأدباء مصر  كان رائعا على مدار تاريخه رغم مروره بمنعطفات ظن الأدباء أنها سوف تودى به خاصة أيام جائحة كورونا وتوقفه عامين، إلا أنه عاد بقوة فى دورته الخامسة والثلاثين بمحافظة الوادى الجديد. وأضاف ياسر أن المنعطف الأكبر كان مع الدورة السادسة والثلاثين عندما تم رفض تنفيذه بمحافظة الإسماعيلية قبل موعد انعقاده بأيام، وتم نقله بصورة غير متوقعة إلى المنيا ليخرج ويولد من جديد قويا متماسكا، لتتسلمه بعد ذلك أمانة جديدة وتنظمه لمدة دورتين، لكن ما حدث فى افتتاح الدورة السابعة والثلاثين يجعلنى أقلق بشأن المؤتمر وعن الغياب الذى شهده الافتتاح، قال: لن أعول على غياب السيد الوزير أو السيد المحافظ فلربما ظروف لا نعلمها، لكن غياب رئيس المؤتمر عليه علامات استفهام خاصة بعد اعتراض كثير من مثقفى مصر عليه ساعة اختياره رئيسا للمؤتمر، فهل أراد أن ينأى بجانبه عن صداعنا ماددا بجزرة مسابقته للأبحاث التى مولها؟ كما أن غياب أهم وثائق المؤتمر وهى النشرة الورقية التى تصدر يوميا بالمؤتمر، هل هى بداية موات جزئى لهذا الحدث؟ خاصة عندما قال الصديق عزت إبراهيم أمين عام المؤتمر إنه يريد أن يصبح اسم المؤتمر  مؤتمر الثقافة المصرية بدلا من المؤتمر العام لأدباء مصر ليتميع بعدها ويفقد أباه الشرعى الذى أتى من خلاله وهو أندية الأدب.

انتهت الشهادات ويبقى السؤال معلقا: هل يجد مؤتمر أدباء مصر من ينقذه؟