بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

معاني وتعريفات الشكر في الإسلام

بوابة الوفد الإلكترونية

يعد الشكر في الإسلام عبادة عظيمة تشمل القلب واللسان والجوارح، ويعني الاعتراف بنعمة الله والثناء عليه بها، واستخدامها في طاعته.، ويميز الشكر عن الحمد بأنه لا يكون إلا في مقابل النعمة، بينما الحمد أوسع ويشمل الثناء على الصفات.


مفهوم الشكر

يطلق الشكر في اللغة على معان عدة، نذكر منها ما هو خاصّ بالسلوك والأخلاق، ومن ذلك:

الشكر بمعنى الثناء على المحسن لأجل إحسانه . وهذا يتعدى باللام وبغيرها، تقول: شكرته وشكرن له، وتعريفه باللام أفصح ومنه قوله تعالى: {فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ}  [البقرة:١٥٢]، وقوله تعالى: {وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ}  [لقمان:١٤] [مقاييس اللغة لابن فارس: ٣/٢٠٧، ت/عبد السلام هارون، دار الفكر، ط: ١٣٩٩هـ، ١٩٧٩م، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادي: ٣/٣٣٤- ت/محمد على النجار، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ط: الثالثة-١٤١٦هـ/١٩٩٦م].

والشكر بمعنى الرضا اليسير، ومنه فرس شكور؛ إذ كفاه لسمنه العلف القليل. (مقاييس اللغة لابن فارس: ٣/٢٠٧، ت/عبد السلام هارون، دار الفكر، ط: ١٣٩٩هـ، ١٩٧٩م، بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للفيروز آبادى: ٣/٣٣٤- ت/محمد علي النجار، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ط: الثالثة-١٤١٦هـ/١٩٩٦م)

وهذا واضح في مقام العبودية لله تعالى؛ إذ العبد الكامل العبودية يرضى بما قسمه الله له، ويحمده على ذلك.

والشكر ظهور أثر الغذاء في أبدان الحيوان ظهورًا بينًا، يقال: شكرت الدابة تشكر شكرًا على وزن سمنت تسمن سمنا، إذا ظهر عليها أثر العلف، وهذا هو المعنى، قال فيه ابن القيم: وكذا حقيقته في العبودية وهو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده  ثناءً واعترافًا، وعلى قلبه شهودًا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة. (تهذيب مدارج السالكين لابن القيم: ٣٨٤، ت/عبد المنعم صالح العلي العزي، المكتبة القيمة- القاهرة بدون طبعة ولا تاريخ.) .

وللشكر معنى رابع، وهو الامتلاء، ومنه عين شكرى أي ممتلئة، وهذا المعنى موجود في أخلاق السالك إلى ربه؛ إذ إنه يمتلئ من ذكر المنعم عليه سبحانه وتعالى. (مقاييس اللغة لابن فارس: ٣/٢٠٨، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز: ٣/٣٣٤.)

ولعل من هذا المعنى ما ذكره عبد الله بن سلام عن موسى -عليه السلام-، أنه قال: يا رب، ما الشكر الذي ينبغي لك؟ قال: يا موسى لا يزال لسانك رطبًا من ذكري. (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لابن القيم: ١٠١- ت/ذكريا على يوسف-دار الكتب العلمية- بدون تاريخ).

تعريفات الشكر

والشكر يتعلق بالقلب واللسان والجوارح- كما سيأتي تفصيل ذلك- واختلفت عبارة السالكين إلى الله تعالى في تحديد معناه؛ نظرًا لغلبة بعض الأحوال، فمن غلب عليه الانشغال بعمل القلب، عرف الشكر بأنه عمل قلبي، ومن غلب عليه عمل اللسان، عرف الشكر بأنه عمل لساني، ومن غلب عليه عمل الجوارح عرف الشكر بأنه انشغال الجوارح بما يرضي الله تعالى.

وقد يغلب على الواحد منهم حالتان، فيعرفه باعتبار الحالتين، وأجمع التعاريف ما اجتمع فيه الحالات الثلاثة (عمل القلب، واللسان، والجوارح)، وإليك بعض هذه التعريفات.

بأنه عمل قال حمدون القصار: شكر النعمة أن ترى نفسك فيها طفيليا، وهذا المعنى ما قصده الجنيد فى قوله: الشكر أن لا ترى نفسك أهلا للنعمة، وعرفه بعضهم بأنه معرفة العجز من الشكر(الرسالة القشيرية: ٨٠ وما بعدها.).

تعريف الشكر بأنه عمل لسان:

عرفه القشيرى بأنه: الثناء على المحسن بذكر إحسانه، فشكر العبد لله ثناؤه عليه بذكر إحسانه إليه، وشكر الحق سبحانه وتعالى للعبد ثناؤه عليه بذكر إحسانه له(الرسالة القشيرية: ٨٠ وما بعدها).

ومن تعريفه بأنه عمل الجوارح: ما ورد من الجنيد أنه قال: كان السرى السقطى إذا أراد أن ينفعنى يسألنى فقال لى يوما: يا أبا القاسم ما الشكر؛ فقلت له: ألا يستعان بشيء من نعم الله على معاصيه، فقال: من أين لك هذا؟ قلت من مجالستك(تهذيب مدارج السالكين: ٣٨٥).