بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ﺻﻮارﻳﺦ إﻳﺮان ﺑين اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ المﺘﻀﺎرﺑﺔ وﻣﺨﺎوف إﺳﺮاﺋﻴﻞ

بوابة الوفد الإلكترونية

وسط تصاعد المخاوف الإسرائيلية بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية، ظهرت طهران الأسبوع الماضى برسائل متناقضة حول قدراتها العسكرية، مما أثار تساؤلات بشأن نواياها الحقيقية. حيث أفادت وكالة أنباء تابعة للحرس الثورى الإيرانى، المشرف على برنامج الصواريخ الباليستية، بإجراء تجارب صاروخية فى أنحاء البلاد، بينما نفت هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية الرسمية حدوث أى تجارب، مستندة إلى مصادر مطلعة.

تلك التناقضات جاءت قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى فلوريدا لعقد اجتماع امس الاثنين مع الرئيس دونالد ترامب، حيث من المتوقع أن يركز النقاش على برنامج الصواريخ الإيرانى بشكل أساسى.

وكانت الغارات الجوية الإسرائيلية قد استهدفت قدرات إيران الصاروخية خلال الحرب التى شنتها إسرائيل وإيران فى يونيو الماضى، إلا أن مسؤولين إسرائيليين أعربوا مؤخراً عن قلقهم من أن إيران تعيد بناء قدراتها الصاروخية، وتشكل تهديداً متزايداً لإسرائيل.

أفادت وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثورى الإثنين الماضى بإجراء تجارب صاروخية واسعة النطاق، مستندة إلى ملاحظات ميدانية وتقارير عامة. كما نشرت صحيفة همشهرى التابعة لبلدية طهران مقاطع فيديو لما وصفته بتجارب صاروخية تظهر آثار دخان بحسب تحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست.

من جهة أخرى، نفت هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية الرسمية هذه التقارير، وقالت: إن الصور المتداولة لا تُظهر سوى آثار طائرات تحلق على ارتفاعات عالية. ويذكر أن رئيس الهيئة يُعيّنه المرشد الأعلى آية الله على خامنئى، وتخضع الهيئة لإشراف مجلس يضم ممثلين عن الرئاسة والقضاء والبرلمان.

داخل إيران، أثار إنكار الهيئة الرسمية للسخرية، حتى على قنواتها التلفزيونية. فقد سخر المحلل الإيرانى مصطفى خوش تششم فى برنامج رسمى قائلاً إن مقاطع الفيديو التى تظهر آثار الطائرات هى «طائرات ركاب تعمل بالوقود الصلب وتطير عمودياً»، قبل أن ينفجر هو ومقدم البرنامج ضحكاً.

ويعكس هذا الانقسام فى الرسائل الرسمية طبيعة الهيكل الحاكم الإيرانى، الذى يجمع بين عناصر ثيوقراطية وجمهورية ويضم هيئات ذات مسؤوليات متداخلة. وعلى الرغم من عدم وضوح طبيعة أى اختبارات حديثة، يميل النظام الإيرانى إلى الإعلان عن الاختبارات الصاروخية الناجحة لتعزيز الردع أو إرسال رسائل استراتيجية، بينما يقلل من شأن الاختبارات الفاشلة، بحسب حميد رضا عزيزى، زميل زائر فى المعهد الألمانى للشؤون الدولية والأمنية وخبير فى السياسة الأمنية الإيرانية.

وأشار عزيزى إلى أن الاختبارات قد تكون تقنية بحتة وليست موجهة لإرسال رسالة، وربما تعكس تحولات نحو نظام أكثر لا مركزية فى القوات الجوية للحرس الثورى، استعداداً لصراع محتمل مع إسرائيل. وأضاف: «إذا كانت الاختبارات جزءاً من هذه التعديلات الداخلية، لما كان هناك حافز كبير لنشرها».

كما قال فرزين نديمى، زميل بارز فى معهد واشنطن وخبير فى الشؤون العسكرية الإيرانية، إن مقاطع الفيديو تشير إلى اختبار ميدانى لإصلاحات أو تحسينات لقوة الصواريخ التابعة للحرس الثورى، وليس مناورة كاملة.

إذا كان الجيش قد أجرى بالفعل تجارب الأسبوع الماضى، فقد تكون هذه ثانى تجربة صاروخية منذ حرب يونيو، بعد تقرير وكالة أسوشيتد برس فى سبتمبر الذى أشار إلى احتمال إجراء إيران تجربة صاروخية غير معلنة استناداً إلى صور الأقمار الصناعية وتحليلات الخبراء.

ورغم الهجمات الإسرائيلية، استمرت إيران فى التأكيد على قدراتها الصاروخية. ففى تصريحات الشهر الحالى، قال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجى، إن إيران لم توقف خطوط إنتاج صواريخها، وأن المنشآت تحت الأرض بقيت سليمة. وأكد إسماعيل بقائى، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أن برنامج الصواريخ الدفاعى غير قابل للتفاوض. كما تفاخر المسؤولون العسكريون الإيرانيون علنًا بأداء إيران خلال حرب يونيو، مؤكّدين أن الصواريخ الباليستية لم تفشل فى حماية البلاد على الرغم من القيود التى فرضتها الضربات الإسرائيلية.