وصال" ... سنوات من العطاء العلمي والإنسانى وبناء الجسور
على مدار اكثر من ١٨ عاما، لعب برنامج وصال المعنى بالمصريين في الخارج، والذى تقدمه الإعلامية عبير أبو طالب، ويخرجه وليد التاجي، ويرأس تحريره أنس الوجود، دوراً وطنياً مهماً في إبراز نماذج مشرفة من العلماء المصريين بالخارج، مقدماً قصص نجاح ملهمة تميّزت بتفردها العلمي وإنجازاتها المؤثرة في مختلف دول العالم. هؤلاء العلماء لم ينفصلوا يوماً عن وطنهم، ولم يبخلوا بعلمهم أو خبراتهم، بل كانوا دائماً سنداً حقيقياً لمصر، حريصين على أن يكون نجاحهم امتداداً لقوة وطنهم وريادته.
ونجحت رابطة علماء مصر في كندا وأمريكا في أن تكون جسراً حقيقياً يُقرب المسافات بين العلماء المصريين بالخارج ووطنهم الأم، حيث ربطت العلم بالتنمية المستدامة وبمشروع بناء الإنسان المصري الذي أطلقه فخامة الرئيس، إيماناً بأن التنمية الحقيقية تبدأ بالعلم والمعرفة والاستثمار في العقول.
شارك علماء الرابطة بأبحاثهم ورؤاهم العلمية في مختلف المجالات، من الطب والهندسة والتكنولوجيا، إلى التعليم والبحث العلمي والعلوم الإنسانية، واضعين خبراتهم الدولية في خدمة القضايا الوطنية ولم يقتصر دورهم على البحث العلمي فحسب، بل امتد ليشمل نقل الخبرات العملية، وتقديم رؤى مستقبلية تواكب التطورات العالمية وتخدم خطط الدولة المصرية
وتنظّم الرابطة مؤتمرها السنوي في مصر بالتعاون مع الجهات المعنية، سواء وزارة الخارجية المصرية، أو وزارات التعليم العالي والبحث العلمي، والجامعات المصرية، ليكون منصة حقيقية لتبادل الخبرات وبناء الشراكات. ويهدف المؤتمر إلى فتح آفاق التعاون العلمي، وعقد بروتوكولات تعاون، وتوفير منح دراسية بالخارج، بما يسهم في رفع كفاءة الباحثين والطلاب المصريين، وربطهم بالمؤسسات العلمية العالمية.
وجاء المؤتمر الثاني والخمسون للرابطة، الذي ترأسه العالم الجليل الدكتور محمد عطالله، نائب رئيس جامعة نيويورك ورئيس رابطة العلماء، ليؤكد هذا الدور الرائد، إذ حقق المؤتمر صدى واسعاً وشهد حضور نخبة من العقول العلمية المتميزة ذات القيمة الكبيرة الذين قدموا نماذج حقيقية للعالم المصري القادر على المنافسة عالمياً دون أن ينسى جذوره أو مسؤوليته تجاه وطنه
إن تجربة برنامج وصال المعنى بالمصريين في الخارج، ورابطة علماء مصر في كندا وأمريكا تؤكد أن قوة مصر الحقيقية تكمن في عقول أبنائها، داخل الوطن وخارجه.
وتزخر مصر بتاريخ طويل من العطاء العلمي والفكري، وأنجبت عبر العصور علماء متميزين أسهموا في تقدم الإنسانية. وفي العصر الحديث يبرز علماء مصر في الخارج كنماذج مشرفة تعكس قيمة العلم وقدرة العقل المصري على الإبداع والإبتكار في مختلف المجالات.
لقد استطاع كثير من العلماء المصريين أن يحتلوا مكانة مرموقة في الجامعات العالمية ومراكز البحث المتقدمة، فكان لهم دور بارز في مجالات الطب والهندسة والعلوم والتكنولوجيا والفضاء. وأسهمت أبحاثهم واكتشافاتهم في تطوير أساليب العلاج، وتحسين جودة الحياة، ودفع عجلة التقدم العلمي، مما جعل اسم مصر حاضراً في المحافل الدولية بكل فخر.
وعلى الرغم من اغترابهم، لم ينقطع ارتباط هؤلاء العلماء بوطنهم، بل ظلوا حريصين على خدمة مصر بطرق متعددة مثل نقل الخبرات العلمية، والمشاركة في المشروعات البحثية، ودعم الطلاب والباحثين المصريين، والمساهمة في المؤتمرات والندوات العلمية. ويؤكد ذلك أن الانتماء الحقيقي للوطن لا تحده المسافات، بل يظهر في الإخلاص والعطاء.
إن نماذج علماء مصر في الخارج تمثل مصدر إلهام للأجيال الجديدة، حيث تعلّمهم أن الاجتهاد والطموح هما السبيل لتحقيق النجاح، وأن العلم هو أقوى وسيلة لنهضة الأمم، ومن الواجب علينا أن نُقدر جهود العلماء، وأن نوفر البيئة الداعمة للبحث العلمي، حتى تظل مصر دائماً منارة للعلم والعلماء.
وبذلك يثبت علماء مصر في الخارج أنهم سفراء للعلم والوطن، ونماذج مشرفة للعطاء الإنساني والحضاري.