بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الدنيا والكدر والصبر.. كيف نتعامل مع مصائب الحياة؟

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كثيرًا من الناس يظنّون أن كل كدر أو مصيبة تصيبهم دليل على غضب الله عليهم، إلا أن هذه الفكرة خاطئة، فالدنيا بطبيعتها تحوي المصاعب والأكدار، والله سبحانه وتعالى خلق كل شيء بقدر وحكمة.

الدنيا بطبيعتها فيها الكدر

أوضح جمعة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن الله خلق الأشياء وخصص لها خصائصها، مثل:

  • النار للدفء والشوي، الشمس للنهار والإضاءة، البحر للماء والبلل.

ولذلك، لا ينبغي للإنسان أن يتعجب إذا وقعت عليه مصيبة طبيعية أو كدَر، مثل البلل عند السباحة في البحر، فهذا جزء من خلق الله.

وأضاف جمعة أن هذا الفهم يساعد على عدم التبرم أو الحيرة أو فقدان الثقة بالنفس أو بالله عند مواجهة المصائب، فالدنيا بطبيعتها ليست خالية من الهموم والكوارث والأمراض والشواغل.

الميزان الذي يساعد على الصبر

يقول الدكتور جمعة إن معرفة حقيقة الدنيا تضع الإنسان في ميزانٍ متوازن للتعامل مع المصائب، فالصبر أمر صعب ومرّ، لكنه وسيلة لمعالجة النفس وكبحها.
ويؤكد:«لاَ تَسْتَغْرِبْ وُقُوعَ الأَكْدَارِ مَا دُمْتَ في هَذِهِ الدَّار»

هذا الاستعداد المسبق للمصائب يُسهل الصبر عند وقوعها، ويقلّل الجزع والتوتر النفسي.

الصبر عند الصدمة الأولى

استشهد جمعة بما ورد عن النبي ﷺ مع المرأة التي مات لها ابنها، حيث قال لها:«اصبري»
فردت: «عليك عني»ثم أوضح ﷺ:«إنما الصبر عند الصدمة الأولى»

فالمعرفة المُسبقة وحسن التربية والفهم يساعدان على التحمل عند وقوع الحوادث أو النوازل، ويؤديان إلى التسليم والرضا بقضاء الله.

الحكمة من المصائب

  • المصائب جزء طبيعي من الدنيا، لا يجب أن تُفسَّر دائمًا على أنها غضب من الله.
  • الصبر مفتاح لتجاوز الهموم والمصائب، ويبدأ بفهم الإنسان لطبيعة الدنيا.
  • التسليم والرضا بقضاء الله هو نتيجة الصبر، ويحقّق السلام الداخلي والطمأنينة.

 

الدنيا بطبيعتها مليئة بالتحديات، وواجب الإنسان أن يكون مستعدًا نفسيًا وفكريًا لمواجهتها، الفهم الصحيح لطبيعة الحياة يساعد على الصبر والتسليم لقضاء الله، بدلًا من الظن بأن كل كدر دليل غضب، الصبر عند الصدمة الأولى ومعرفة الحكمة الإلهية وراء المصائب يوفّر للإنسان قدرة على التكيف والطمأنينة.