تعرّف على الإعجاز العلمي فى العنكبوت ولماذا ذُكر بصيغة أنثى في القراَن؟
الإعجاز العلمي في العنكبوت يكمن في وصف القرآن الكريم له بأنه "أوهن البيوت" مع الإشارة إليه بصيغة التأنيث "اتخذت بيتًا"، ويكتشف العلم الحديث أن أنثى العنكبوت هي البانية الرئيسية للشبكة ولها سلوكيات معقدة، وأن بيتها ليس ضعيفًا ماديًا (فخيوطها أقوى من الفولاذ)، بل ضعيف اجتماعيًا وأخلاقيًا حيث تأكل الأنثى الذكر، وتتصارع الصغار، مما يطابق وصف القرآن (المعنى المجازي) في سياق المثل عن الذين يتخذون أربابًا واهية من دون الله، مما يبرز سبق القرآن في الإشارة إلى هذه الحقائق البيولوجية والسلوكية المعقدة، كما أن للعنكبوت بيوتًا هندسية مدهشة تحت الماء أو شبكات معقدة للصيد والحماية وذكر بصيغة أنثي لأن الأنثي هي التي تدير وتعمل وتتحكم في كل شىء.
ويقول الدكتور مصطفي إبراهيم، أستاذ العلوم جامعة الأزهر، إن أوجه الإعجاز في بيت العنكبوت:
- صيغة التأنيث "اتخذت":
- القرآن يستخدم "اتخذت" (صيغة المؤنث) للإشارة إلى العنكبوت.
- اكتشف العلم حديثًا أن الأنثى هي من تبني الشبكة وتقوم بعمليات الغزل، مما يؤكد دقة التعبير القرآني.
- "أوهن البيوت" (المعنى المزدوج):
- ماديًا (الوهن المادي): في بعض الأحيان، قد تكون الشبكة سهلة الكسر أو هشة في ظروف معينة، خصوصًا عند تعرضها للعوامل الجوية الشديدة (كالرياح والمطر).
- اجتماعيًا وأخلاقيًا (الوهن المعنوي): وهذا هو الأعمق، فبيت العنكبوت يمثل بيت الوهن الاجتماعي؛ الأنثى تأكل الذكر بعد التزاوج، والصغار تتصارع وتأكل بعضها البعض للبقاء، وهو بيت خالٍ من الرحمة والتراحم، مما يجعله أوهن البيوت من الناحية الأسرية، ويشبه في وهنه الصلات الواهية مع من يعبدون غير الله.
- هندسة وتصميم البيوت:
- العناكب تبني بيوتًا ذكية تشمل غرف تخزين، أنفاق، ومظلات للحماية من المطر، مثل عنكبوت "السجان" الذي يبني شبكة كالجرس تحت الماء للعيش فيها، مما يدل على قدرات هندسية فائقة ومدهشة.
- قوة الخيوط:
- خيوط العنكبوت الحريرية أقوى من الفولاذ بنفس الوزن، وهي مادة قوية جدًا ومُعجزة في قوتها، وهذا يتناقض ظاهريًا مع "وهن البيت" ولكنه يوضح المعنى الأعمق للوهن الاجتماعي والأخلاقي.
الخلاصة: الإعجاز لا يكمن فقط في مادة الخيط (القوي)، بل في وصف البيت ككل (الوهن الاجتماعي) وفي استخدام صيغة التأنيث، مما يربط بين عالم الأحياء الدقيق وبين المعاني الأخلاقية والاجتماعية العميقة في القرآن الكريم.