بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

من مراكز البيانات إلى الذكاء الاصطناعي الوكيل.. كيف تتغير خريطة الأمن السيبراني؟

المهندس وليد زكريا
المهندس وليد زكريا نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات

في ظل تصاعد التهديدات الرقمية وتسارع الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف القطاعات، تواصل الجهات المعنية في مصر تحركاتها لنشر ثقافة الأمن السيبراني وتعزيز الجاهزية الوطنية، وفي هذا السياق، شاركت الإدارة التنفيذية لنشر ثقافة الأمن السيبراني بقطاع تنمية صناعة الأمن السيبراني التابع للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، في فعاليات يوم الإحاطة الإعلامية حول الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي (RDC Cybersecurity & AI Briefing Day)، الذي نظمته شركة راية لمراكز البيانات (RAYA Data Center)، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.

الفعالية شهدت حضور المهندس وليد زكريا، نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لشئون الأمن السيبراني، في إشارة واضحة إلى الاهتمام الرسمي المتزايد بملفات حماية البنية التحتية الرقمية، خاصة مع التحولات السريعة التي يشهدها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

 جاء تنظيم الحدث بدعم مباشر من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات (NTRA)، وبمشاركة عدد من الشركاء التقنيين العالميين، من بينهم شركتا فورتينت (Fortinet) ومانتراك (Mantrac)، اللتان قدمتا رؤى تقنية حول أحدث التحديات والحلول في مجال تأمين الأنظمة الرقمية.

ناقشت جلسات الإحاطة الإعلامية أحدث المستجدات في مجالات الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، وحماية البنية التحتية الرقمية، مع تركيز خاص على بيئات مراكز البيانات، التي باتت تمثل العمود الفقري للاقتصاد الرقمي والخدمات الإلكترونية.

تناولت النقاشات التحديات المتزايدة التي تواجه مراكز البيانات، سواء من حيث الهجمات السيبرانية المعقدة، أو الحاجة إلى استمرارية الأعمال وضمان حماية البيانات الحساسة في ظل توسع الاعتماد على الحلول السحابية.

أحد أبرز محاور الفعالية كان تسليط الضوء على مفهوم "الذكاء الاصطناعي الوكيل" (Agentic AI)، وهو أحد الاتجاهات الحديثة في عالم الذكاء الاصطناعي، والذي يعتمد على أنظمة قادرة على العمل بدرجة أعلى من الاستقلالية، واتخاذ قرارات متعددة المراحل دون تدخل بشري مباشر في كل خطوة. 

ناقش الخبراء كيف يمكن لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي أن يسهم في إحداث نقلة نوعية داخل المنظومات الرقمية، من خلال تحسين سرعة الاستجابة للهجمات السيبرانية، ودعم مراكز العمليات الأمنية في تحليل التهديدات، والتنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها.

كما تطرقت المناقشات إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي الوكيل في تعزيز التكامل المؤسسي بين الأنظمة المختلفة، ورفع كفاءة العمليات التشغيلية، وزيادة الإنتاجية، مع التأكيد على أن الاستفادة من هذه التقنيات المتقدمة يجب أن تسير جنبًا إلى جنب مع أطر حوكمة واضحة، وضوابط صارمة للأمن السيبراني، تضمن عدم تحول التكنولوجيا ذاتها إلى مصدر جديد للمخاطر.

وتأتي مشاركة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في هذه الفعالية في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني (2023–2027)، التي تستهدف تعزيز الجاهزية الوطنية لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة، ودعم بناء بيئة رقمية آمنة وموثوقة، قادرة على استيعاب التحول الرقمي المتسارع الذي تشهده الدولة.

تركز الاستراتيجية على تنمية القدرات الوطنية، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر الأمن السيبراني، إلى جانب تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات.

أكد ممثلو المركز الوطني المعني بنشر ثقافة الأمن السيبراني، خلال الفعالية، أن التعاون مع الشركاء التقنيين والجهات المختلفة يمثل عنصرًا أساسيًا في دعم منظومة الأمن السيبراني الوطنية. كما شددوا على أهمية المشاركة المستمرة في الفعاليات المتخصصة، باعتبارها منصة لتبادل المعرفة، ومتابعة أحدث الاتجاهات العالمية، وربطها بالاحتياجات الفعلية للسوق المصرية.

وتعكس هذه المشاركة توجهًا واضحًا نحو التعامل مع الأمن السيبراني باعتباره قضية استراتيجية تتجاوز البعد التقني، لتشمل الأبعاد الاقتصادية والمؤسسية، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة. 

ومع استمرار هذه الجهود، يظل التحدي قائمًا في تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية الفضاء السيبراني، بما يضمن استدامة التحول الرقمي ويعزز الثقة في البنية التحتية الرقمية الوطنية.