بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

التمريض قلب الرعاية الصحية وروحها

يُعدّ التمريض أحد الأعمدة الأساسية في أي منظومة صحية متقدمة، ليس فقط لما يقدّمه من خدمات علاجية ورعاية، بل لما يحمله من بُعد إنساني عميق يجعل المريض يشعر بالأمان والطمأنينة في أكثر لحظات حياته من هشاشة وضعفًا. 
ولذلك التمريض هو قلب الرعاية الصحية وروحها، والدور الحقيقي الذي يقوم به الممرضون والممرضات في مصر والعالم، دور يجمع بين العلم والمهارة، وبين الرحمة والمسؤولية.
أولًا: معنى أن يكون التمريض "قلب الرعاية الصحية"
القلب هو العضو الذي يمنح الحياة نبضها واستمرارها، والممرضة التي تؤدي هذا الدور داخل المؤسسات الصحية بجدارة، تصبح الحلقة المستمرة التي لا تنقطع بين المريض والطبيب، وبين الخطة العلاجية وواقع تطبيقها اليومي. 
والممرضة لا تكتفى بتنفيذ التعليمات الطبية، بل تراقب الحالة بدقة، تكتشف التغيرات المبكرة، ترفع التقارير، وتسهم في اتخاذ القرارات التي تحمي حياة المريض.
وإن نجاح أي خطة علاجية يعتمد بدرجة كبيرة على جودة التمريض، لأن من خلاله تُترجم القرارات الطبية إلى رعاية فعله، وإجراءات سلامة، ومتابعة دقيقة.
ثانيًا: التمريض كروح للرعاية… البعد الإنساني للمهنة
العلاج ليس دواءً فقط، بل تجربة إنسانية يعيشها المريض بكل مشاعره وقلقه وتوتره،
وهنا يظهر دور التمريض بوصفه روح الرعاية الصحية ليخفف الخوف، ويهدئ القلق بكلمةٍ صادقة ونبرةٍ مطمئنة، التمريض يمنح الدعم النفسي للمريض، وأسرته في الأوقات الحرجة، ويحترم كرامة المريض، وخصوصيته مهما كانت ظروفه، ويرافقه في لحظات الألم والضعف ويجعلها أقل قسوة.
قد ينسى المريض شكل الغرفة أو تفاصيل العلاج، لكنه غالبًا لا ينسى الممرض الذي دعمه، والابتسامة التي خففت عنه، ووقوفه بجواره حين احتاج إلى يدٍ يشعر عبرها بالأمان.
ثالثًا: التمريض ودور الأمان الصحي
الأمان ليس شعورًا فقط، الأمان يبدأ عند جودة المتابعة حين يحدث علامات الحيوية للمريض وتغيرات طارئة، ومنع العدوى داخل المستشفيات، وتطبيق معايير الجودة والإجراءات الاحترازية، مراقبة الأدوية والجرعات والتداخلات العلاجية، وكل هذه الأدوار تجعل المريض في بيئة علاجية آمنة، وتقلل المضاعفات وتحدّ من الأخطاء الطبية.
رابعًا: التمريض في مصر والعالم… ركيزة التطور الصحي
تُقاس قوة الأنظمة الصحية الحديثة بمدى كفاءة واستقرار كوادر التمريض في مصر والعالم، وأثبتت الأزمات الصحية والأوبئة أن الممرضين هم خط الدفاع الأول في رعاية المرضى، القوة التي تعمل بصمت في أقسام الطوارئ والعناية المركزة، العنصر الأكثر حضورًا في رحلة علاج المريض منذ دخوله حتى تعافيه، لذلك كل استثمار في تطوير التمريض هو استثمار مباشر في صحة المجتمع، وحماية مستقبله.
خامسًا: المهنية والعلم… جانب لا يقل أهمية عن الرحمة
التمريض ليس عملاً عاطفيًا فقط، بل علم قائم على المعرفة الطبية والتمريض الحديثة، التدريب المستمر، مهارات التفكير السريري واتخاذ القرار.
وكلما ازدادت الكفاءة العلمية والعملية للممرض، ازدادت قدرة النظام الصحي على تقديم رعاية أكثر دقة وإنسانية في آن واحد، وإن التمريض ليس مجرد مهنة ضمن المنظومة الصحية فقط، بل هو نبضها الحي وروحها الداعمة. 
فهو الذي يمنح المريض الطمأنينة حين يضعف، والأمان حين يخاف، والرعاية حين يحتاج إلى من يقترب منه بإنسانية قبل أن يقترب بعلم.
ومن هذا المنطلق حين تُكرّم المجتمعات مهنة التمريض وتدعم كوادرها وتقدّر جهودها، فإنها في الحقيقة تكرّم الإنسان في ضعفه، والصحة في جوهرها، والحياة في أسمى معانيها، وختامًا كن قدوة في الانضباط والأخلاق والالتزام، المريض لا يرى المهنة فقط، بل يرى قيمة الإنسان الذي يقف أمامه، وحين توفر الدولة بيئة عمل عادلة للممرضين، فإنها تحمي منظومتها الصحية من الانهيار الصامت.