الرواية وآليات التعبير عن المجتمع المصري.. جلسة بحثية بمؤتمر الأدباء
عقدت الجلسة النقدية البحثية الثالثة ضمن فعاليات مؤتمر أدباء مصر العام بالعريش، في دورته السابعة والثلاثين، بالعريش، التي جاءت تحت عنوان "الرواية وآليات التعبير عن المجتمع المصري وصراع الهويات"، وأدارها الكاتب صبحي موسى، ونوقشت خلالها كل من رواية "نساء المحمودية" لمنير عتيبة، حيث ناقشها الكاتب هشام رسلان.
كما تمت مناقشة رواية "الطوق والإسورة" للكاتب يحيى الطاهر عبدالله، ناقشها الشاعر والكاتب سعيد شحاتة.
بداية تحدث هشام رسلان عن كيف أن منير عتيبة عبر في روايته عن الهوية المصرية.
مضيفا أن شكل البناء الفني للرواية التي أقيمت بشكل هندسي مكون من ١٢ فصلًا، كل فصل منها يتناول كل شخصية في زمن مختلف، وقد رتبت الفصول حسب ترتيب النساء الأربع، تتناول نشأة منطقة خورشيد بالاسكندرية، يتحرك عتيبي بالزمن بين الماضي والحاضر، فبنية الزمن تتحرك في كل شخصية لتتولد أكثر من مرحلة للزمن الواحد.
وهذا البناء الفني للزمن مشوق لكنه يحتاج للقراءة بتركيز، وعتيبة مشغول بتقديم عمل فني جيد يتماس مع التراث كأحد محددات الهوية، فقد استطاع مزج الموروث الشعبي بالعمل بحرفية.
ويتابع هشام قائلا إن أول شكل من أشكال الهوية الذي يمكن اكتشافه داخل الرواية هو التمسك والدفاع عن الأرض.
وفيما يخص اللغة، أكد أن عتيبة يستخدم اللغة كإحدى أدوات التشويق، فهي عنده قائمة على التشخيص، ولديه ما يسمى باللغة الممهدة للأحداث، والتي تعمل بدورها على التشويق.
فيما تحدث الكاتب صبحي موسى، عن رؤية الشاعر سعيد شحاتة حول رواية "الطوق والإسورة" ليحيى الطاهر عبدالله، مؤكدا أن سعيد شحاتة تناول بحثه انطلاقا من كونه شاعرا، رغم التزامه بآليات النقد.
ليوضح الشاعر سعيد شحاتة، عبر بحثه الذي حمل عنوان "رواية الطوق والإسورة.. رصد التحولات والتطورات في القرية المصرية" أن الطاهر عبدالله قد عبر في روايته عن الهوية المصرية من خلال القرية التي تعد مثالا لمصر، عبر شخصيات تمثل شرائح متعددة في الريف المصري.
مضيفا أن الرواية تتماس مع الخصوصية الثقافية والهوية المصرية، كما تعبر عن بيئات شديدة الخصوصية، وهو ما نفتقده في الكثير من أدبنا.
وأضاف شحاتة أن الرواية تحفل بالزمكانية، التي تمثل مجتمعا تضربه الخرافات التي تتمسك بها البطلة، كنموذج للمرأة المصرية التي تؤمن بالخرافات كوسيلة للحمل.
متابعا أن العنوان يمثل لغزا، رغم أنه العتبة الأولى للنص، إلا أن يحيى الطاهر ليس تقليديا، لذا فعناوينه ليست عابرة أبدا، لذا كانت هذه الرواية مختلفة، وهو ما يتضح من العنوان، الذي يمثل مفتاحا سحريا.
مؤكدا أن القرية في الرواية تمثل بطلا، بطقوسها وبيوتها، وفقرها، وتقاليدها، وهو ما يتضح أيضا في روايات عدة مثل رواية الحرام ليوسف إدريس، حيث الفقر الذي يحرك عقول أهل القرية نحو الخرافة.
ويعد الفقر هو المحرك الأول للأحداث هنا، والدافع للخرافة، ويتوازى معه ايضا فقر العلم والثقافة، فمجتمع الطوق والاسورة تترجم أفعاله هذا الفقر المدقع، ففي هذا المجتمع تتنوع أشكال الفقر مثل فقر الثقافة والضمير والصحة والمال، وهو ما يتمثل في بيت البطل
بخيت البشاري المريض الذي تتحمل زوجته المسئولية عنه طوال الوقت.
ويضيف سعيد شحاتة أن الكاتب استطاع أن يستلهم مفردات البيئة الريفية في وصفه لمرض البطل، بجلسته الدائمة على المصطبة، وهو ما مصطلح شائع في المجتمع الريفي، الأمر نفسه في وصفه لمشهد البطلة "حزينة" التي تحمل زوجها وتنقله من الظل إلى الشمس والعكس.
يذكر أن الدورة السابعة والثلاثين من مؤتمر أدباء مصر قد افتتحت مساء أمس الجمعة، بحضور اللواء خالد اللبان، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، واللواء دكتور محمود شبايك عن محافظ شمال سيناء، وعدد كبير من رموز الثقافة والأدباء والمسؤولين.
وحملت اسم محمد جبريل، وعنوان "الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل".





