بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كتاب يحذّر من «زومبي» يقتحمون الباب الخلفي للعقل

بوابة الوفد الإلكترونية


تكشف الكاتبة الصحفية حنان أبو الضياء، في طرح جريء ومثير، بكتابها الجديد "زومبي مملكة السليكون – الجانب المظلم لوسائل التواصل الاجتماعي" عن عالم خفي وخطير تصنعه المنصات الرقمية، عالم تتسلل فيه الأفكار إلى العقول دون استئذان، كزومبي يقتحمون الباب الخلفي للوعي الإنساني.
الكتاب يأخذ القارئ في رحلة تحليلية داخل مملكة التكنولوجيا الحديثة، حيث تُعاد كتابة "التاريخ الشفوي" لحروب غير تقليدية، تُخاض على شاشات الهواتف، لا في ساحات القتال. عالم يبدو متلألئًا من الخارج، لكنه يطمس الحدود بين الواقع والزيف، ويدفع مستخدميه، خاصة المراهقين، إلى أثمان باهظة قد تصل في بعض الحالات إلى فقدان الحياة.

ترى الكاتبة الصحفية أن الإنترنت أسهم في صناعة «عصور مظلمة جديدة»، حيث لا شيء أكثر صبرًا من فكرة أو خطاب متطرف يبحث عن عقل يستضيفه، تمامًا كفيروس يبحث عن جسد. وتوضح أن "زومبي مملكة السليكون" يعيشون في الجانب المظلم لوسائل التواصل الاجتماعي، مستهدفين أكثر من 3.6 مليار مستخدم حول العالم، عبر خوارزميات ذكية تتلاعب بالاهتمامات والمخاوف.
وتستشهد "أبو الضياء" بتصريحات سياسية لافتة، من بينها قول عضو البرلمان الإسرائيلي داني دانون إن "تأثير وسائل التواصل الاجتماعي يشبه الدبابة.. وأحيانًا أكثر"، وهي عبارة ترى الكاتبة أن الأيام أثبتت صدقها، في ظل ما نشهده من تحولات حادة في الوعي الجمعي.

ويناقش الكتاب كيف أدت المنصات الرقمية إلى تآكل مفهوم السلامة الشخصية، مع اختباء قصص حقيقية مفعمة بالرعب داخل العالم الافتراضي، لا سيما حين تُستخدم هذه المنصات في دعم التطرف وصناعة "غرف الصدى"، التي تعيد تدوير الأفكار نفسها وتعزل الأفراد داخل خنادق ثقافية وأيديولوجية، تُخاض فيها صراعات قائمة على الهوية والعداء للآخر.
كما يتناول مفهوم "ثقوب الأرانب" الرقمية، حيث تُغذّي الخوارزميات المستخدم بمزيد من المحتوى المتطرف المتوافق مع ميوله، فكلما ازداد تطرف الرأي، ازداد الإحساس بأن المختلف عدو، وكلما طال وقت البقاء على المنصة، تضاعفت أرباحها الإعلانية، بينما تتراجع الدقة والمعرفة أمام سرعة التفاعل والانفعال.

يُذكر أن حنان أبو الضياء كاتبة وصحفية معروفة باهتمامها بقضايا الإعلام، والتأثيرات الاجتماعية والثقافية للتكنولوجيا، وملفات الوعي والهوية في العصر الرقمي. 

تمتلك خبرة صحفية طويلة في تحليل الخطاب الإعلامي، وسبق لها تناول موضوعات تتعلق بالأمن الفكري، والتطرف، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمعات العربية. ويأتي هذا الكتاب امتدادًا لمشروعها الفكري الذي يسعى إلى دق ناقوس الخطر حول ما تصنعه "مملكة السليكون" في العقول، بعيدًا عن بريق الشاشات وسطوة الخوارزميات.