بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

210 صحتك في أمان

المريض دائماً على حق

في أول لقاء بين الطبيب والمريض لابد أن تُصدّق المريض ثم بعد ذلك فلتفعل ما تشاء ولابد للطبيب في أول لقاء مع أي مريض أن يبدى شيئاً من الاهتمام به بل قد يبالغ في تهدئته أو التودد اليه لأن هذه هي أول مراحل العلاج  وبطبيعة الحال المريض هو الصادق ان  كانت شكواه كذلك ولابد كذلك أن يكون صادقاً في وصف مرضه والا احتار الطبيب في فهم الحالة فدائماً المريض هو الأصدق كما قيل في السينما "صدق العليل ولا تصدق التحاليل" وهي أشهر ما قيل عن تصديق المريض فيما يقول وفيما يحكي عن شكواه ولا أنسى مريضاً من الأسكندرية ظل يشتكي من نحنحنة غريبة استمرت معه ما يقرب من عشر سنوات طاف بهذه الشكوى على كثير من أطباء الأسكندرية والمحافظات القريبة منها حتى قيل له أنك مريض نفسي لأنّ ليس عندك مرض عضوي وأتذكر مدينة الاسكندرية بالذات لأنه نزل الى القاهرة بعد أن فشل أن يجد من يسمعه أو يفهمه وعندما عرضنا الحالة وجدنا أن عنده مرض عضوى خطير وهو صادق في شكواه وليس مدعياً وليس عنده مرض نفسي.  
أيضاً لابد للطبيب أن يقارن التحاليل مع ما يقوله المريض وان أصبح اليوم من الصعب أن تختلط تحاليل بأخرى باستخدام ال "Bar Code      الا أن الأصل أن يراجع الطبيب الأرقام بنفسه وكم من مرة رأينا تحاليل غير متطابقة أو تم عمل تحليل واحد دون البقية لغلو الثمن أو غيره فمن الصدق مرة ثانية أن تراجع كل تحليل للمريض على حدة وكل صفحة من الأوراق واذكر حلقة قديمة للدكتور مصطفى محمود في التليفزيون المصرى تحدث فيها عن فتاة في الهند كانت تغيب عن الوعي وتصيبها التشنجات فظن أهلها أنها "مسها الجن" حتى ماتت ثم اكتشفوا بعد ذلك في التشريح أو غيره أن عندها صمام بالقلب ضيق جداً يجعل تدفق الدم الى المخ مستحيلاً فلذلك تحدث التشنجات وماتت البنت ظلماً فهلا كان صدقها الناس أو فحصوا الحالة بدقة؟

العجيب أن بعض أقارب المرضى لا يصدقونهم أو يستهترون بشكواهم الى أن تحدث لهم وفاة أو مضاعفات شديدة والمريض يستطيع أن يقرأ ذلك في أعينهم فيبتعد عنهم ويسأل عن طبيب يفهمه ولا يجد له ملجأ الا الطبيب أن يسمع منه أو "يرغي" حتى يزيح ما على قلبه من حمل كبير فلذلك قد يكون الطبيب هو الوحيد الذي يسمعه دون أهله وذويه ولذلك "أعطي المريض حقه" والطب علمنا أن نستمع الى شكوى المريض بل قد نكتب ورائه كل ما يقول أولاً لأن يشعر المريض أنّ كلامه له أهمية وثانياً ألا ننسى شيئاً هاماً ونرتب الشكاوى وراء بعضها بالتسلسل.

وقد رأينا أن المريض خاصة اذا كان كبيراً في السن وعنده أسرة مسئولة منه ويعمل عملاً خاصاً فلن يتعمد الشكوى فاذا جاء اليك واشتكى فلابد أن تسمع منه أو أحداً من أقاربه ولا أنسى طباخاً أتي اليّ مرة يريد أن يطمئن على ابنته التى أصبحت وحيدة بعد أن مات أخواها بمرض نادر ومشكلته أنه ذهب بها لأكثر من طبيب لم يسمعوا منه وظنوها "بتتدلع" وعندما استمعنا  لهذا السيناريو الغريب اكتشفنا مرضاً نادر الحدوث وقمنا باجراء لها عملية دقيقة جداً في القلب قبل أن يتوقف قلبها وأصبحت بعد ذلك بحالة جيدة وتزوجت "لذلك وجب التنويه".
استاذ ورئيس قسم الموجات الصوتية -  معهد القلب القومي
[email protected]