بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فضل شهر رجب في السنة النبوية والقرآن الكريم

شهر رجب
شهر رجب

 من المقرر شرعًا أن شهر رجب من الأشهر الحُرُم التي عظمها الله سبحانه وشرفها وفضلها على سائر الشهور، والتي يُحسن المسلم فيها استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، وتكتسب الأشهر الحرم قدسيتها من النص القرآني القطعي؛ فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ﴾ [التوبة: ٣٦].

شهر رجب:

 شهر رجب فيه اختبار لتعظيم شعائر الله في القلوب، وفرصة لاغتنام مضاعفة الأجر في الأشهر الحرم، واستلهام الدروس من الذكريات العطرة كالإسراء والمعراج، ليكون زادًا روحيًا يستعد به المؤمن لاستقبال نفحات شهر رمضان المبارك.

فضل شهر رجب:

 ويمثل شهر رجب محطة روحية فريدة باعتباره من الأشهر الحرم المعظمة، وهو ميدان لمضاعفة الأجور والتمهيد لرمضان، وقد ارتبط بذاكرة الأمة بأحداث تاريخية خالدة كالإسراء والمعراج.

 

 ورد في الصحيحين (البخاري ومسلم) عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السماوات وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ».

 و‌الأشهر ‌الحرم ‌فضلها ‌الله ‌على ‌سائر شهور العام، وشرفهن على سائر الشهور، فخص الذنب فيهن بالتعظيم، كما خصهن بالتشريف، يقول سيدنا عبد الله ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: "خَصَّ اللَّهُ مِنْ شُهُورِ الْعَامِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَجَعَلَهُنَّ حُرُمًا، وَعَظَّمَ حُرُمَاتِهِنَّ، وَجَعَل الذَّنْبَ فِيهِنَّ وَالْعَمَل الصَّالِحَ وَالأَجْرَ أَعْظَمَ".

 وورد عن الإمام قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله قال: الظُّلْمُ فِي الأَشْهُرِ الْحُرُمِ أَعْظَمُ خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ فِي كُل حَالٍ عَظِيمًا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اصْطَفَى صَفَايَا مِنْ خَلْقِهِ، اصْطَفَى مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا، وَمِنَ النَّاسِ رُسُلًا، وَاصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ ذِكْرَهُ، وَاصْطَفَى مِنَ الأَرْضِ الْمَسَاجِدَ، وَاصْطَفَى مِنَ الشُّهُورِ رَمَضَانَ وَالأَشْهُرَ الْحُرُمَ، وَاصْطَفَى مِنَ الأَْيَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاصْطَفَى مِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ، فَإِنَّمَا تُعَظَّمُ الأُمُورُ بِمَا عَظَّمَهَا اللَّهُ عِنْدَ أَهْل الْفَهْمِ وَأَهْل الْعَقْل.