بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ذكرى وفاة قارئ الملوك والرؤساء.. قصة حياة الشيخ مصطفى إسماعيل مع القرآن

الشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل

تميز بعذوبة صوته، وقوة أدائه، وعُرف عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويدية، فكان صاحب مدرسة جديدة في أسلوب التلاوة والتجويد.

لم يكن صوته مجرد جمال نغمي، بل كانت تلاوته للقرآن ترجمة وجدانية وتفسر لمعاني القرآن، ما جعل المستمع يشعر وكأنه يعيش مع الآيات لحظة بلحظة، وهو ما رسّخ مكانته كأحدأبرز رواد مدرسة التلاوة التعبيرية في القرن العشرين إنه الشيخ مصطفى إسماعيل.

الشيخ مصطفي إسماعيل 
الشيخ مصطفي إسماعيل 

وتحل علينا اليوم الجمعه 26 من ديسمبر ذكرى رحيل القارئ الشيخ مصطفي محمد المرسي إسماعيل، الشهير بالشيخ مصطفى إسماعيل، ويعتبر الراحل من أبرز شيوخ التلاوة في مصر والعالم الإسلامي.

الشيخ مصطفى اسماعيل 
الشيخ مصطفى اسماعيل 

أتقن الشيخ مصطفي إسماعيل المقامات وقراءة القرآن بأكثر من 19 مقاما بفروعها وبصوت عذب وأداء قوي، حتى عُرف عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويدية.

سجَّل بصوته تلاوة القرآن الكريم كاملا مرتلا، وترك وراءه 1300 تلاوة لا تزال تبث عبر إذاعات القرآن الكريم، وركّب في تلاوته النغمات والمقامات بشكل استحوذ على إعجاب المستمعين، وكان ينتقل بسلاسة من نغمة إلى أخرى، ويعرف قدراته الصوتية بشكل جيد، وكيف يستخدمها فی الوقت المناسب.

 

استطاع أن يمزج بين علم القراءت وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات وكان يستحضر حجة القرآن في صوته ويبثها في أفئدة المستمعين لاستشعار جلال المعنى القرآنى.

 

وكان أول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية دون أن يمتحن فيها واختاره الملك فاروق قارئا للقصر الملكي وكرمه عبدالناصر وأخذه معه السادات في زيارته للقدس.

ألقابه

أطلقت كثير من الألقاب على الشيخ مصطفى إسماعيل، ولعل أبرزها أنه "مغرد السماء" و"قارئ الملوك والرؤساء"و"عبقرى التلاوة" و"ملك المقامات القرآنية" و"صاحب الحنجرة الذهبية، وملك جمهورية التلاوة.

 

حياته ونشأته

ولد الشيخ مصطفى إسماعيل في قرية "ميت غزال"، مركز السنطة، محافظة الغربية في 17 يونيو 1905 ميلادية (الموافق شهر ربيع الثاني 1323 هـ).

حفظ القرآن الكريم ولما يتجاوز الثانية عشرة من العمر في كتّاب القرية، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة. أتم الشيخ تلاوة وتجويد القرآن الكريم وراجعه ثلاثين مرة على يد الشيخ إدريس فاخر.

الشيخ مصطفى إسماعيل 
الشيخ مصطفى إسماعيل 

في إحدى ليالى شهر رمضان سنة 1917، كان الشيخ إدريس يسهر في منزل الشيخ مصطفى هو وابنه، فقال الشيخ إدريس لابنه اقرأ ربعا وبعد أن فرغ ابنه من القراءة قال اقرأ يا مصطفى سورة (ص) فرد عليه مصطفى إسماعيل "دي طويلة يا سيدنا"، لكنه قرأها وعندما شمل أهل البيت السرور وهنأ الشيخ إدريس تلميذه الموهوب، وقرر جد إسماعيل مكافأة الشيخ إدريس.

أتم مصطفى إسماعيل تجويد القرآن وتلاوته بالقراءات العشر على يد الشيخ إدريس فاخر وعمره لم يتجاوز 16 عاما.

شهرته
ذهب الشيخ للإقامة بطنطا ومن هناك سجلت الانطلاقة الحقيقة لموهبته، عندما وصل جثمان السيد حسين بك القصبى من إسطنبول إلى طنطا، وخرجت طنطا كلها تستقبل الجثمان في محطة القطار بالمدينة، يقول الشيخ مصطفى إسماعيل: "خرجت مثل باقى الناس نستقبل الجثمان ويوم العزاء دعاني أحد أقارب السيد القصبى للقراءة بالعزاء وكان عمرى 16 عاما ولبست العمة والجبة والقفطان والكاكولة، وأراد الله أن يسمعني جميع الناس من المديريات وجميع أعيان مصر وذهبت إلى السرادق الضخم المقام لاستقبال الأمير محمد علي الواصي على عرش الملك فاروق وسعد باشا زغلول وعمر باشا طوسون وأعيان مصر وأعضاء الأسرة المالكة في ذلك الوقت، وحضر العزاء أيضا أعيان الإسكندرية وبورسعيد.

سفره للخارج
زارالشيخ مصطفى إسماعيل خمساً وعشرين دولة عربية وإسلامية وقضى ليالي شهر رمضان المعظّم وهو يتلو القرآن الكريم بها، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وتركيا وماليزيا، وتنزانيا، وزار أيضا ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

زيارته للقدس

زار الشيخ مصطفى إسماعيل القدس العربية عام 1960، وقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج، قبل أن يصطحبه الرئيس الراحل السادات معه سنة 1977، وقام ثانية بقراءة القرآن الكريم في المسجد الأقصى.

التكريمات الأوسمة التي حصل عليها


حصل الشيخ مصطفي اسماعيل علي وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ووسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الامتياز عام 1985 من الرئيس مبارك، ووسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام من ماليزيا، ووسام الفنون من تنزانيا.

وفاته
رحل الشيخ عن عالمنا في 26 من ديسمبر عام 1978م، ودُفن في قريته ميت غزال، بمركز السنطة، محافظة الغربية؛ تاركًا خلفه ثروة كبيرة من التِّلاوات القرآنية الرائعة .

 

الشيخ مصطفى إسماعيل 
الشيخ مصطفى إسماعيل