الدكتورة درية شرف الدين في صالون جامعة المنصورة تطالب بميثاق ينظم المواقع الإخبارية
طالبت الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام الأسبق بضرورة إقرار قانون لتنظيم تداول المعلومات والبيانات، بما يحول دون تعرض المجتمع لسيل من المعلومات الخاطئة أو المضللة، كما دعت إلى إعداد ميثاق مهني وأخلاقي ينظم عمل المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي التي بدأت تهدد مختلف أشكال الإعلام التقليدي.
جاء ذلك خلال فعاليات الصالون الثقافي الذي نظمته جامعة المنصورة، مساء الخميس بعنوان «استراتيجية الإعلام في خدمة الأمن القومي المصري»، وذلك بنادي أعضاء هيئة التدريس، تحت رعاية الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، وبحضور الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام الأسبق، وبمشاركة نخبة من القيادات الأكاديمية والإعلامية.
مكانة مرموقة
وأعربت الدكتورة درية شرف الدين عن سعادتها بتواجدها بجامعة المنصورة والصالون الثقافي، مشيدة بما حققته الجامعة من مكانة مرموقة وتميز أكاديمي وبحثي على المستويين المحلي والدولي، وما يتيحه الصالون من فرص للحوار الفكري الراقي والمناقشات الوطنية الهامة.كما استعرضت محاور متعددة حول دور الإعلام في دعم الأمن القومي المصري، مؤكدة أن الإعلام الوطني يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة حملات التضليل والشائعات، ومشددة على ضرورة الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية، وتعزيز خطاب إعلامي رشيد يقوم على المعلومة الدقيقة والتحليل الموضوعي.
أمن الأسرة
وأكدت أن مفهوم الأمن القومي لم يعد يقتصر على أمن الحدود فقط، بل يشمل الأمن الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، موضحة أن الأمن الاجتماعي يُعد الركيزة الأهم لارتباطه بأمن الأسرة، خاصة في مجتمع متنوع، ومشددة على أن تحقيق الأمن والأمان هو الهدف الأول للحكومة في مختلف سياساتها وبرامجها.
وأشارت إلى أن دور الإعلام في دعم الأمن القومي يتحقق عبر مختلف وسائطه؛ من الإعلام السمعي والبصري إلى المواقع الإخبارية والمنصات الرقمية، مؤكدة أن الإعلام يتحمل مسؤولية كبرى في توعية الشباب، ويضطلع بدوره في رعاية المواهب واكتشاف التجارب والمبادرات الفنية والثقافية، والحفاظ على التراث والهوية الوطنية.
المنصات الرقمية
كما تناولت التحديات التي تواجه الإعلام في عصر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، وأهمية بناء كوادر إعلامية واعية قادرة على التعامل مع المتغيرات التكنولوجية المتلاحقة، وحماية المجتمع من مخاطر الاستقطاب الفكري والتلاعب بالمعلومات.وأكدت كذلك أهمية توسيع شبكة التغطية الإذاعية والتلفزيونية لتشمل جميع المحافظات، وتوفير الإمكانيات والمعدات الحديثة لدعم الإعلام الإقليمي، بما يسهم في نقل قضايا المواطنين في مختلف الأقاليم وتعزيز الشعور بالمواطنة والانتماء.
قضايا وطنية
أدار اللقاء الدكتور محمود الجعيدي، عميد كلية الآداب، الذي استهل الندوة بالترحيب بضيفة الجامعة، مؤكدًا استمرار الصالون الثقافي كمنبر فكري فاعل لمناقشة القضايا الوطنية الحيوية، مشيرًا إلى حرص الجامعة على فتح مساحات حوار جادة ومسؤولة مع رموز الفكر والإعلام، بما يسهم في بناء وعي طلابي مستنير قادر على التمييز بين الحقيقة والزيف. كما استعرض السيرة الذاتية للدكتورة درية شرف الدين، وتم عرض فيلم تسجيلي يوثق مسيرتها المهنية ونشأتها بمدينة المنصورة.

الأمن الشامل
وفي كلمته، رحّب الدكتور محمد عطية البيومي بالحضور، ونقل تحيات الدكتور شريف خاطر، رئيس الجامعة، إلى الدكتورة درية شرف الدين وللحضور، معربًا عن اعتزازه بتشريف هذه القامة الإعلامية الكبيرة لرحاب جامعة المنصورة، ومؤكدًا أن الإعلام يمثل أحد أعمدة بناء الإنسان المصري، وشريكًا رئيسيًا في تحقيق الأمن الشامل للدولة، وتشكيل الوعي العام، وحماية الهوية الوطنية، في ظل ما يشهده العالم من حروب معلوماتية وتحديات رقمية متسارعة.وأشار إلى أن جامعة المنصورة تتبنى استراتيجية شاملة لتعزيز دورها الوطني والثقافي والأكاديمي، من خلال تطوير منظومة متكاملة تشمل التعليم والبحث العلمي، والأنشطة الطلابية الثقافية والفنية والاجتماعية، بما يعكس تميز الجامعة محليًا ودوليًا، ويسهم في صقل شخصية الطلاب وبناء وعيهم الوطني، ودعم الأمن القومي، وإعداد جيل قادر على الابتكار والمبادرة واتخاذ القرارات الواعية في مختلف ميادين الحياة.

من جانبه، أكد الدكتور عبد القادر محمد أن تنظيم هذه الأمسية يأتي في إطار دعم النادي لدور الجامعة الثقافي والتوعوي، مشيرًا إلى أن ما طرحته الدكتورة درية شرف الدين يعكس وعيًا عميقًا بالتحديات التي تواجه المجتمع المصري في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
وشهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من الحضور، حيث فُتح باب النقاش لطرح الأسئلة والمداخلات التي أثرت الحوار حول آليات تطوير الأداء الإعلامي، ودور المؤسسات التعليمية في إعداد جيل قادر على التمييز بين الحقيقة والزيف، والمساهمة بفاعلية في خدمة المجتمع وتحقيق أهداف التنمية الوطنية.واختُتمت الندوة بتكريم الدكتورة درية شرف الدين ومنحها درع جامعة المنصورة تقديرًا لمسيرتها الإعلامية وعطائها الوطني، إلى جانب التقاط الصور التذكارية مع الحضور .
شهدت الندوة حضور الدكتور محمد عطية البيومي، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور السعيد عبد الهادي، رئيس جامعة حورس، والعالم الجليل الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى، والعالم الجليل الدكتور محمد عبد الوهاب، رائد زراعة الكبد، والدكتور عبد القادر محمد عبد القادر، رئيس مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس، إلى جانب عدد من عمداء الكليات ووكلائهم، والمدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، ومديري المستشفيات الجامعية، والدكتورة أمينة شلبي، مقرر المجلس القومي للمرأة فرع الدقهلية، وأعضاء هيئة التدريس، وأعضاء الصالون الثقافي، ولفيف من الإعلاميين والصحفيين وطلاب الجامعة.