واقعة غير مسبوقة تنهي مباراة في الدوري العراقي بعد 12 دقيقة فقط !
شهدت منافسات الجولة الثامنة من الدوري العراقي لكرة القدم واقعة نادرة، بعدما انتهت مباراة نادي القاسم ومضيفه الكهرباء بعد 12 دقيقة فقط من انطلاقها، في مشهد استثنائي يعكس الأزمات التي تعاني منها بعض الأندية داخل المسابقة المحلية.
المباراة التي أقيمت على ملعب نادي الكهرباء، بدأت في أجواء غير معتادة، بعدما حضر فريق القاسم إلى أرض الملعب بثمانية لاعبين فقط، في ظل غياب عدد من عناصره الأساسية احتجاجًا على عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية المتأخرة، وهو ما أثر بشكل مباشر على سير اللقاء منذ لحظاته الأولى.
واستغل فريق الكهرباء النقص العددي الواضح في صفوف ضيفه، ونجح في افتتاح التسجيل مبكرًا عن طريق اللاعب نهاد محمد في الدقيقة الثالثة، إلا أن اللاعب رفض الاحتفال بالهدف، في لفتة إنسانية تعكس تعاطف لاعبي الكهرباء مع الظروف الصعبة التي يمر بها فريق القاسم.
ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى عزز الكهرباء تقدمه بالهدف الثاني، بعدما احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء في الدقيقة التاسعة، نفذها بنجاح اللاعب أحمد عايد، لتصبح النتيجة تقدم أصحاب الأرض بهدفين دون رد في أول عشر دقائق من المباراة.
وفي الدقيقة الثانية عشرة، تعرض أحد لاعبي القاسم لإصابة اضطرته لمغادرة أرض الملعب، ليتقلص عدد لاعبي الفريق إلى سبعة فقط، في ظل عدم امتلاكه لاعبين بدلاء يمكن الدفع بهم. ووفقًا لقانون كرة القدم، لا يجوز استكمال المباراة في حال انخفاض عدد لاعبي أحد الفريقين عن سبعة، ما دفع حكم اللقاء إلى اتخاذ قرار فوري بإنهاء المباراة.
وبعد إنهاء اللقاء، تقرر اعتبار نادي القاسم منسحبًا، واحتساب نتيجة المباراة لصالح نادي الكهرباء بنتيجة 2-0، على أن يتم لاحقًا النظر في توقيع عقوبات إضافية بحق القاسم من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم، وفقًا للوائح المنظمة للمسابقة.
الواقعة أثارت ردود فعل واسعة في الشارع الرياضي العراقي، خاصة أنها تسلط الضوء على الأزمات المالية والإدارية التي تواجه بعض الأندية، والتي تنعكس سلبًا على انتظام المسابقة ومستوى المنافسة داخل الدوري.
وفي موقف لاقى إشادة كبيرة، نشر نادي الكهرباء بيانًا عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أعرب فيه عن تضامنه الكامل مع نادي القاسم ولاعبيه وجماهيره، وجاء فيه: "نأسف لما حصل.. كامل التضامن مع فريق القاسم وجماهيره"، في رسالة تؤكد الروح الرياضية رغم المنافسة داخل الملعب.
وتبقى هذه الواقعة واحدة من أغرب الأحداث في الموسم الحالي من الدوري العراقي، وسط مطالبات بضرورة إيجاد حلول جذرية للأزمات المالية التي تهدد استقرار الأندية، حفاظًا على سمعة الكرة العراقية وضمان سير المسابقة بشكل طبيعي.