عودة خدمات Steam للعمل بعد تعطل جزئي أربك ملايين اللاعبين حول العالم
أكدت مؤشرات الأداء وبيانات مواقع تتبع الخوادم عودة جميع خدمات منصة Steam إلى العمل بشكل طبيعي، بعد ساعات من التعطل الجزئي الذي أثّر في متجر الألعاب الأشهر عالميًا وعلى عدد من ألعاب وخدمات شركة Valve.
وبحسب أحدث البيانات، يعمل متجر Steam وخدمات المجتمع وواجهات البرمجة Web API دون مشكلات، كما عادت الألعاب الجماعية للعمل بكامل طاقتها بعد فترة من التباطؤ والانقطاعات المتكررة.
هذا التحديث جاء بعد يوم شهد حالة من القلق والارتباك بين ملايين اللاعبين، عقب تعرض Steam لانقطاع مفاجئ بدأ في الساعات الأولى من مساء 24 ديسمبر، ما أدى إلى توقف أو تعطل جزئي في عدد من الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها المستخدمون يوميًا.
بداية الأزمة تعود إلى حوالي الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حين بدأ مستخدمو Steam في الإبلاغ عن صعوبات في الوصول إلى المتجر الرقمي، وعدم القدرة على تسجيل الدخول إلى حساباتهم، إضافة إلى تعطل خدمات اللعب عبر الإنترنت. وعلى الرغم من عدم صدور أي بيان رسمي من شركة Valve في الساعات الأولى، فإن مؤشرات الأعطال كانت واضحة على نطاق واسع.
موقع SteamDB، المتخصص في متابعة حالة خوادم Steam، أشار في حينه إلى أن متجر Steam وخدمات Steam Community وواجهات Steam Web API كانت خارج الخدمة بالكامل. في الوقت نفسه، سجّل موقع DownDetector المتخصص في رصد الأعطال التقنية أكثر من 6 آلاف بلاغ خلال فترة زمنية قصيرة، وهو ما يعكس حجم التأثير الكبير للعطل على المستخدمين في مختلف أنحاء العالم.
ولم يقتصر تأثير التعطل على تصفح المتجر أو شراء الألعاب فقط، بل امتد إلى تشغيل الألعاب نفسها، خاصة تلك التي تعتمد بشكل أساسي على الاتصال بخوادم Valve. وأبلغ عدد كبير من اللاعبين عن تعطل أو بطء في ألعاب شهيرة مثل Dota 2 وCounter-Strike 2 وTeam Fortress 2، حيث واجهوا صعوبات في بدء المباريات أو الحفاظ على اتصال مستقر أثناء اللعب.
كما تأثرت تطبيقات Steam على الهواتف الذكية، إذ اشتكى المستخدمون من عدم القدرة على الوصول إلى مكتبات ألعابهم أو استخدام خصائص المجتمع، ما زاد من حدة الإحباط، خاصة في فترة الإجازات التي تشهد عادة ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد اللاعبين.
وبحلول الساعة الرابعة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي، بدأت ملامح التعافي التدريجي في الظهور، حيث عاد متجر Steam للعمل بشكل شبه طبيعي، وبدأت تطبيقات الحاسب وأنظمة Mac والهواتف في الاستجابة مرة أخرى. إلا أن هذا التعافي لم يكن كاملًا في البداية، إذ استمرت بعض الأخطاء التقنية، واشتكى المستخدمون من بطء شديد في تحميل الصفحات وتنفيذ الأوامر.
ووفقًا لتحديثات لاحقة من SteamDB، ظلت بعض خدمات Valve تعمل بشكل جزئي أو بطيء حتى ساعات متأخرة من الليل، فيما بقيت بعض الألعاب الجماعية تعاني من مشكلات في الاتصال. ومع ذلك، وبحلول فجر 25 ديسمبر، أشارت جميع المؤشرات إلى استقرار المنصة وعودة الخدمات إلى طبيعتها بشكل كامل.
هذا العطل أعاد إلى الأذهان سلسلة من الانقطاعات السابقة التي شهدتها Steam خلال العام، أبرزها الانقطاع الذي وقع في أكتوبر الماضي واستمر قرابة ساعة، عندما توقفت خدمات المتجر والألعاب عبر الإنترنت بشكل مفاجئ. كما شهد شهر سبتمبر أزمة مشابهة بالتزامن مع الإطلاق المرتقب للعبة Hollow Knight: Silksong، حيث أدى الإقبال الكثيف على التحميل إلى الضغط على خوادم Steam، ما تسبب في تعطيلها إلى جانب متاجر Xbox وNintendo الإلكترونية.
ويرى مراقبون أن تكرار هذه الأعطال يسلط الضوء على التحديات التقنية المتزايدة التي تواجهها المنصات الرقمية العملاقة، خاصة في فترات الذروة والإجازات، حين يرتفع عدد المستخدمين بشكل حاد. فمع تحول Steam إلى منصة متكاملة لإدارة الألعاب والتواصل الاجتماعي واللعب عبر الإنترنت، أصبح أي خلل—even لو كان مؤقتًا—ذو تأثير مباشر على تجربة المستخدم وثقته في الخدمة.
ورغم عودة الخدمات إلى طبيعتها، لا تزال Valve تلتزم الصمت بشأن الأسباب الفنية وراء هذا التعطل، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول قدرة البنية التحتية للمنصة على استيعاب الضغط المتزايد، خصوصًا مع العروض الموسمية والإصدارات الكبرى التي تجذب ملايين اللاعبين في وقت واحد.
في المحصلة، يثبت تعطل Steam الأخير مدى اعتماد صناعة الألعاب الحديثة على الاتصال الدائم بالإنترنت، ويؤكد أن استقرار المنصات الرقمية لم يعد رفاهية، بل عنصرًا أساسيًا في تجربة اللعب، خاصة في عالم باتت فيه الألعاب الجماعية والخدمات السحابية جزءًا لا يتجزأ من حياة اللاعبين اليومية.