تمشيط 5 كيلومترات بمصرف عمريط بعد بلاغات عن جسم يشبه التمساح
أثار تداول مقاطع فيديو وصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالة واسعة من الجدل والقلق بين أهالي عدد من القرى بمحافظة الشرقية، عقب الادعاء بظهور تمساح داخل أحد المصارف المائية بنطاق مركز أبوحماد، الأمر الذى تسبب في حالة من الهلع بين المواطنين، ودفعهم إلى المطالبة بسرعة تدخل الجهات المعنية وتمشيط المصرف حفاظًا على أرواح الأهالي، خاصة الأطفال وكبار السن.
وبحسب ما تداوله المواطنون، فقد رصد عدد من الأهالي جسمًا غريبًا يتحرك على سطح مياه المصرف، قبل أن تتضح معالمه في مقاطع الفيديو المنتشرة، حيث بدا كتمساح واضح المعالم يسبح بهدوء داخل المياه، ما أثار مخاوف كبيرة من احتمالية اقترابه من المناطق السكنية أو تعرض المواطنين لأي أذى، خاصة مع وجود أراضٍ زراعية ومنازل قريبة من المصرف.
وأكد عدد من أهالي قرية عمريط أن الواقعة ليست الأولى من نوعها داخل المحافظة، إذ شهدت إحدى العزب التابعة لقرية بمركز بلبيس، قبل نحو أسبوعين، واقعة مشابهة بعد تداول أنباء عن ظهور تمساح داخل أحد المصارف، وهو ما أعاد إلى الأذهان المخاوف من تكرار تلك الظاهرة، وسط تساؤلات حول مصدر هذه الحيوانات وكيفية وصولها إلى المصارف المائية.
وقال محمود أبو سليم من أهالي القرية، إنهم شاهدوا التمساح بأعينهم أثناء مروره على الطريق المجاور للمصرف، مشيرين إلى أن حالة من الذعر سيطرت عليهم فور انتشار الخبر، خاصة بين السيدات والأطفال، وتم التقاط صور ومقاطع فيديو توثق لحظة ظهوره وتحركه فوق سطح المياه.
وأضاف عبد الله السيد أن الجميع يخشى من استمرار وجوده داخل المصرف، في ظل عدم وجود وسائل حماية كافية أو حواجز تمنع اقترابه من المنازل.
وطالب الأهالي الجهات المختصة، وعلى رأسها الطب البيطري ووزارة البيئة وشرطة المسطحات المائية، بسرعة عمليات البحث والتي بدأت بالفعل واتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على الوضع، سواء من خلال تمشيط المصرف بالكامل أو اتخاذ إجراءات وقائية تحول دون تكرار مثل هذه الوقائع.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد بشار وكيل وزارة الطب البيطري بمحافظة الشرقية في تصريحات خاصة للوفد، أن الأجهزة المعنية تحركت بشكل فوري عقب تداول مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى وجود جسم غريب أو كائن حي يشبه التمساح داخل أحد المصارف المائية بنطاق قرية عمريط، مشيرًا إلى أنه منذ يوم الأحد الماضي، وبمجرد تلقي البلاغات من الأهالي، جرى التنسيق بين الجهات المختصة وبدء أعمال التمشيط الميداني.
وأكد وكيل وزارة الطب البيطري أن فرق البحث قامت بتمشيط مسافة تقدر بنحو 5 كيلومترات بطول المصرف المشار إليه، في محاولة للوصول إلى هذا الجسم العائم الذي أثار حالة من القلق بين المواطنين، خاصة بعد تداوله على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أن بعض الأهالي رجحوا أن يكون تمساحًا أو كائنًا يشبه التمساح.
وأضاف بشار أن أعمال الفحص والتمشيط مستمرة منذ عدة أيام وحتى كتابة هذه السطور، دون التوصل بشكل قاطع إلى ماهية هذا الجسم، لافتًا إلى أن ما تم رصده من خلال مقاطع الفيديو حتى الآن هو جسم عائم فقط، إلا أنه لا توجد أدلة علمية أو ميدانية تؤكد كونه تمساحًا.
وأشار إلى أن الاحتمالات ما زالت مفتوحة، مؤكدًا أن الجسم محل الجدل قد يكون ناتجًا عن تجمعات بيولوجية أو بياض لأسماك كبيرة مثل سمك القراميط، أو أي كائنات مائية أخرى تتحرك داخل المصرف، موضحًا أن الحركة داخل المياه لا تعني بالضرورة وجود تمساح، وهو ما يتم التعامل معه بحذر شديد من قبل الفرق المتخصصة.
وأوضح وكيل وزارة الطب البيطري أنه جرى إخطار غرفة عمليات محافظة الشرقية وكافة الجهات المعنية فور رصد الجسم العائم، وتم التنسيق مع جهاز شؤون البيئة لوضع خطة عاجلة للتعامل مع الموقف، سواء من خلال تكثيف أعمال الرصد أو تأمين محيط المصرف ومنع اقتراب المواطنين، حفاظًا على سلامتهم لحين الانتهاء من التحقق الكامل من طبيعة الجسم.
وأضاف أن مديرية الطب البيطري تمتلك خبرات سابقة في التعامل مع مثل هذه الوقائع، مشيرًا إلى أنه في حال التأكد من وجود تمساح بالفعل، سيتم التعامل الفوري مع الأمر وفقًا للإجراءات المتبعة، كما حدث من قبل في واقعة استخراج تمساح بقرية الزوامل، بالتعاون مع الجهات المختصة، وبما يضمن السيطرة الكاملة على الموقف دون تعريض المواطنين لأي مخاطر.