بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تسوية سرية تنهي صراع سوني وتنسنت وتطيح بلعبة مستوحاة من Horizon

بوابة الوفد الإلكترونية

أسدل الستار سريعًا على واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في صناعة الألعاب خلال الأشهر الماضية، بعدما توصلت شركتا سوني وتنسنت إلى تسوية سرية أنهت النزاع القانوني بينهما حول لعبة Light of Motiram. 

هذه التسوية وضعت حدًا نهائيًا لخطط عملاق الألعاب الصيني لإطلاق اللعبة، التي وُصفت بأنها مستوحاة بشكل واضح من سلسلة Horizon الشهيرة التابعة لسوني، بل واعتبرتها الأخيرة نسخة مقلدة بشكل فج.

ووفقًا لوثائق قضائية تم إيداعها مؤخرًا، تم إسقاط الدعوى مع عدم جواز إعادة رفعها مستقبلًا، وهو ما يعني أن الخلاف أُغلق تمامًا من الناحية القانونية، بالتزامن مع ذلك، اختفت لعبة Light of Motiram من متاجر الألعاب الرقمية الكبرى، وعلى رأسها Steam وEpic Games Store، في خطوة تؤكد أن كفة التسوية مالت لصالح سوني.

ورغم أن الموقع الرسمي للعبة لا يزال يعرض روابط التحميل على متجري Steam وEpic Games Store، فإن النقر عليها يكشف أن اللعبة لم تعد متاحة.

 كما أظهرت بيانات منصة SteamDB أن اللعبة تم سحبها رسميًا من المتجر، مع تصنيفها على أنها “متقاعدة وغير متاحة”، وهو ما رصده عدد من المستخدمين عبر منتدى اللعبة الرسمي على Reddit.

تعود جذور الأزمة إلى العام الماضي، عندما كشفت تنسنت لأول مرة عن لعبة Light of Motiram من خلال عرض تشويقي أثار موجة من الانتقادات، العرض أظهر عوالم طبيعية خلابة، وتكنولوجيا مستقبلية متقدمة، وروبوتات عملاقة على هيئة كائنات حيوانية، وهي عناصر رأى كثيرون أنها تعكس تشابهًا لافتًا مع أجواء سلسلة Horizon، التي تُعد واحدة من أنجح عناوين PlayStation خلال السنوات الأخيرة.

سوني لم تتأخر في التحرك، ففي يوليو الماضي رفعت دعوى قضائية ضد تنسنت، ساعية إلى وقف إطلاق اللعبة ومنع طرحها تجاريًا، وفي نص الدعوى، استخدمت الشركة اليابانية عبارات حادة، ووصفت اللعبة بأنها “نسخة مستنسخة بشكل حرفي من Horizon، متهمة تنسنت بنسخ عناصر بصرية وسمعية محمية بحقوق الملكية الفكرية، إلى جانب تقليد شخصية البطلة Aloy واستخدامها بشكل غير مباشر كأداة تسويقية.

وأوضحت سوني في ملف الدعوى أن هذا التشابه لا يقتصر على الأفكار العامة أو الإلهام الفني، بل يمتد إلى عناصر أساسية في التصميم والشخصيات والهوية البصرية، وهو ما اعتبرته انتهاكًا صريحًا لحقوق النشر والعلامات التجارية، ويُشكل ضررًا مباشرًا لها ولجمهور اللاعبين.

ورغم أن تفاصيل التسوية التي تم التوصل إليها بين الطرفين لم تُكشف، فإن النتيجة العملية كانت واضحة، اختفاء اللعبة من المتاجر الرقمية الكبرى، وإغلاق الملف قانونيًا، يعكسان انتصارًا قانونيًا ومعنويًا لسوني، ورسالة واضحة لبقية الشركات حول حدود الإلهام والنسخ في صناعة الألعاب.

اللافت في هذه القضية هو سرعتها النسبية مقارنة بنزاعات مشابهة في عالم الألعاب، حيث غالبًا ما تستمر القضايا لسنوات قبل الوصول إلى حكم نهائي، إلا أن هذه المرة، لم تمر سوى أشهر قليلة بين رفع الدعوى والتوصل إلى تسوية شاملة، ما يشير إلى رغبة الطرفين في تجنب تصعيد طويل قد يضر بسمعتهما أو يؤثر على علاقاتهما المستقبلية.

وفي تعليق مقتضب لموقع The Verge، قال شون دوركين، رئيس الاتصالات في Tencent Americas، إن الشركتين سعيدتان بالتوصل إلى حل ودي وسري، مؤكدًا أنه لن يكون هناك أي تعليق علني إضافي حول القضية. 

وأضاف أن سوني وتنسنت تتطلعان إلى العمل معًا في المستقبل، في إشارة إلى أن الخلاف القانوني لن يترك أثرًا دائمًا على التعاون المحتمل بين العملاقين.

من جهتها، شددت سوني في تصريحاتها السابقة على أن حماية الملكية الفكرية ليست مجرد دفاع عن لعبة بعينها، بل عن منظومة الإبداع ككل، مؤكدة أن أي نسخ غير مشروع للعناصر المحمية يجب أن يُواجه بحزم لمنع إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بالشركة أو بالمستهلكين.

وتفتح هذه القضية بابًا أوسع للنقاش حول الحدود الفاصلة بين الإلهام والتقليد في صناعة الألعاب، خاصة مع تزايد المنافسة العالمية ودخول شركات كبرى من أسواق مختلفة، وبينما يرى البعض أن التشابه أمر طبيعي في الصناعات الإبداعية، تؤكد هذه الواقعة أن هناك خطوطًا قانونية واضحة لا يمكن تجاوزها دون عواقب، حتى بالنسبة لأكبر اللاعبين في السوق.