بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

فاتحة خير

مصر وصبر الأقوياء

فى حديثه مع الوزراء ورؤساء الوفود الإفريقية إلى جانب ممثلى مفوضية الاتحاد الإفريقى والتجمعات الإقليمية المشاركين فى أعمال المؤتمر الوزارى الثانى لمنتدى الشراكة «روسيا – إفريقيا»؛ تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن العلاقات مع إثيوبيا، وأكد أن مصر لا تواجه أى إشكالية مع الأشقاء هناك، وأن مطلبها الوحيد عدم المساس بحقوقها فى مياه نهر النيل والتوصل إلى اتفاق قانونى وملزم بشأن السد الإثيوبى.. وأوضح الرئيس أن سياسة مصر ثابتة، وتقوم على عدم التدخل فى شئون الدول وعدم زعزعة استقرارها.

مشيرًا فى هذا السياق إلى أن مصر رغم خلافها مع إثيوبيا لم توجه أبدًا أى تهديد لها إيمانًا أن الخلافات تُحل عبر الحوار والحلول السياسية، كما شدد الرئيس السيسى على أهمية البنية الأساسية القوية فى إفريقيا، واعتبارها ركيزة لاستقرار وتقليص النزاعات ودفع عجلة التقدم، مؤكدًا أن ذلك يمنح الشعوب الأمل وأن الحلول العسكرية لا تمثل مخرجًا للأزمات بل إن الحلول السياسية هى السبيل الأمثل.

هكذا يؤكد الرئيس السيسى دائمًا أن سياسة مصر الخارجية مبنية على الحوار البنَّاء وعدم التدخل فى شئون الآخرين والحفاظ على السلام والاستقرار فى المنطقة، وموقفها ثابت تجاه جميع القضايا الإقليمية، وعندما يؤكد الرئيس على الحوار فإنه يريد أن ينتصر للمسائل الخلافية مع الأشقاء بالحلول السياسية التى ترضى جميع الشعوب.

فالاتفاقيات الملزمة للدول وخاصة فى ملف المياه واضحة وصريحة وهو حق مصر فى حصة معروفة ومعترف بها دوليًا.. وهذا الملف هو مسألة وجود للدولة المصرية؛ فلا تفريط فى نقطة مياه واحدة من حق الشعب المصرى، ويؤكد الرئيس دومًا أن الحلول يجب أن تكون سياسية ودبلوماسية، وهو ما يظهر أننا لسنا ضد التنمية فى إثيوبيا، ولكن بدون إلحاق أى ضرر، وعندما اختارت جريدة «الوفد» عنوان المانشيت لها أمس «صبر الأقوياء»، فإن الدولة المصرية تقول إن حقها فى المياه لا تفريط فيه بأى حال من الأحوال.

إن سياسة مصر ثابتة لأنها حرصت عبر عقود على التعاون مع دول حوض النيل الشقيقة لتحقيق الاستفادة العادلة والمنصفة من الموارد المائية وفقًا لقواعد القانون الدولى، ومن خلال التعاون لإنشاء سدود أو تنفيذ مشروعات تنموية؛ حيث دعمت مصر عددًا من المشروعات التنموية فى إطار مبادرة حوض النيل، وأطلقت آلية تمويلية تدعم المشروعات المائية ومشروعات البنية التحتية فى دول حوض النيل الجنوبى انطلاقًا من إيماننا بالحق المشروع فى التنمية مع عدم إحداث ضرر بدول المصب.

وأخيرًا مصر أرادت أن ترسل رسالة سلام للجميع ـــ بدون التفريط فى حقوقها المائية التى تعتبرها خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه ـــ وهى مسألة حياة أو موت.

رسالة واضحة وصريحة للجميع..مصر مُحبّة للسلام والتعاون مع الجميع.