بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

التريند

 

الرأى العام يُعد بندا هاما جدا لقياس تطور المجتمعات، وإحدى أدواته التى يعتمد عليها فى تغيير نظرياته  التى تعتمد على الظواهر الإجتماعية  وأحيانا وضع بعض القوانين لتبرزها أو تميتها  وتقضى عليها تماما. هذا بالطبع إذا كانت قضايا ماسة بمشاكل المجتمع وأهدافه.

مؤخراً صارت هناك ظاهرة جديدة وظهر علينا  مصطلح عجيب  ظاهره ليس كباطنه، وأصبح مألوفاً ينتظره الناس، أصبح لديهم الشغف لمعرفة أحوال الآخرين، وتتبع أخبارهم سواء كانت فى الفرح أو فى الحزن، أهم ما فى الأمر أنه أمر جديد والسلام ينشغلون به ويضيعون الوقت فى الحديث عنه، ناهيك عن التفاعل الذى يفصح عن خبايا الخلايق وطباعهم وحكمهم على الأمور.

إنه التريند، ويعنى أكثر شىء يحقق لفت نظر الناس وأحاديثهم عنه، بتصدره مواقع التواصل والميديا بأشكالها المتنوعة، سواء كان الموضوع شائكا وحيويا ويهم الناس والمجتمع بالفعل، أو يكون موضوعا تافها ولا يحمل أى قيم مجتمعية ولكنه مثار حديث العامة، والعامة هنا تشمل كل الناس، بداية من زمرة المثقفين وحتى أسفل الجاهلين ، كل فئات المجتمع الذين يحملون أجهزة تليفون حديثة لها شاشات تُطلعهم على العالم من حولهم.
لن أذكر حدثا بعينه للحديث لأنه مضيعة للوقت، فاللافت للنظر أن الغرض الفعلى منه هو إضاعة الوقت، ولكنى سأتطرق إلى كيفية الاستفادة من ذلك الدخيل على أرض الواقع، 
إذ كيف نستطيع أن نحول قضايانا المهمة فعلا إلى تريندات يتحدث فيها الشارع بجدية فنستطيع أن نسجل الرأى العام ونعيد صياغة أو ترتيب حلول هذه القضايا المجتمعية لصالح الناس، أى جعل الأمور المجتمعية متصدرة الساحة واقعياً لتصل لصناع القرار ومن ثم العمل على المشاركة فى إصلاح المجتمع بشكل متصاعد، تطويع التريند ليصبح هادفا وليس هادما.

والآن على سبيل المثال: هل  الأحق أن يُعد  تجوال السائحين الأجانب مثلا ً فى منطقة الحسين ظاهرة تنقلب لتريند  أم  افتراش  الضعفاء من الناس الأرصفة نياماً تغشاهم البطاطين المتسخة فى وضح النهار وإلى آخر الليل؟
ما الذى يعنينا لنتحدث عنه، وماذا دهى هذا المجتمع المريض لتصبح أحاديثهم بهذا الابتذال؟!