بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

صيام قضاء رمضان في شهر رجب.. هل يجوز الجمع بين الفريضة والتطوع؟

بوابة الوفد الإلكترونية

يتساءل الكثير مع دخول شهر رجب عن حكم صيام قضاء أيام من شهر رمضان خلاله، وهل يجوز الجمع بين قضاء الفريضة وصيام هذا الشهر، في ظل ما يُتداول أحيانًا من آراء متباينة حول الصيام في رجب.

 

 صيام قضاء رمضان في شهر رجب

 

وأوضحت الجهات الشرعية أن صيام قضاء رمضان في شهر رجب جائز شرعًا بلا خلاف، كما يجوز صيام التطوع فيه، إذ لم يرد في الشرع الشريف ما يمنع الصيام في هذا الشهر، سواء كان فرضًا أو نافلة.

وأكد العلماء أن من أفطر أيامًا من شهر رمضان بعذر شرعي، كالسفر أو المرض أو الحمل، يجوز له قضاء هذه الأيام في شهر رجب أو في أي شهر آخر من شهور السنة، لأن قضاء الصيام واجب عند القدرة عليه، ولا يشترط له وقت محدد، ما دام قبل دخول رمضان التالي.

كما أن صيام التطوع في شهر رجب مباح ومشروع، شأنه شأن سائر شهور العام، مع مراعاة الأيام التي ورد النهي عن الصيام فيها بنص صريح.

رجب من الأشهر الحرم وتعظيم الطاعة فيه

وشهر رجب أحد الأشهر الحُرم التي أمر الله سبحانه وتعالى بتعظيمها، والإكثار فيها من الطاعات، والبعد عن المعاصي، قال تعالى:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾.

وثبت في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه بيَّن أن الأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان.

ونقل الإمام الطبري في تفسيره عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن الظلم في الأشهر الحرم أعظم إثمًا، وأن العمل الصالح فيها أعظم أجرًا، وهو ما يبيِّن فضل هذه الأزمنة ومكانتها في ميزان الشريعة الإسلامية.

حكم الصيام في شهر رجب

وفيما يخص حكم الصيام في شهر رجب، أكدت دار الإفتاء أن الصيام فيه جائز في أوله أو وسطه أو آخره، سواء كان صيام فرض كالقضاء، أو صيام تطوع، استنادًا إلى عموم الأدلة الشرعية التي تحث على الصيام النافلة.

ولم يثبت دليل صحيح يمنع الصيام في هذا الشهر، بل تقرر القاعدة الشرعية أن النصوص المطلقة تشمل جميع الأزمنة والأمكنة، ولا يجوز تقييدها أو منعها إلا بدليل صريح، وإلا كان ذلك تضييقًا لما وسعه الله ورسوله.

ومما ورد في فضل الصيام في رجب ما رواه البيهقي عن أبي قلابة رحمه الله قوله: «في الجنة قصر لصوام رجب»، وقد علّق الإمام أحمد على هذا الأثر –وإن كان موقوفًا– بأن مثله لا يُقال إلا عن أصل معتبر.

قضاء الصيام والحالات الخاصة

وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن من أفطر أيامًا من رمضان بعذر شرعي، كالسفر أو المرض أو الحمل، يجب عليه قضاء هذه الأيام متى زال العذر، مستدلًا بقوله تعالى:
﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾.

وبيّن أن الحمل عذر مؤقت، ومع زواله يجب القضاء، ولا يُنتقل إلى الإطعام إلا في حالة العجز الدائم عن الصيام بسبب مرض مزمن لا يُرجى شفاؤه.