دعاء دخول شهر رجب.. "اللهم بلغنا رمضان"

مع حلول شهر رجب، أحد الأشهر الحُرم، يبدأ المسلمون مرحلة إيمانية جديدة تمهّد لاستقبال شهر رمضان المبارك، حيث يُعد رجب محطة روحية مهمة للإقبال على الطاعات، والإكثار من الذكر والدعاء، وتجديد النية، في إطار ما شرعه الله ورسوله دون ابتداع أو تخصيص بلا دليل.

دعاء دخول شهر رجب

ورد عن النبي ﷺ أنه كان إذا دخل شهر رجب دعا قائلاً:«اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان».

ويستحب للمسلم أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، ومن الأدعية المشروعة مع دخول شهر رجب:

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وتقبّل توبتنا.

اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم.

اللهم افتح لنا أبواب رحمتك وفضلك.

اللهم ارفع عنا الهم والحزن، واملأ قلوبنا طمأنينة وسكينة.

اللهم أعنّا على الصيام والقيام وحسن عبادتك.

فضل أول ليلة من شهر رجب

أكدت دار الإفتاء المصرية أن أول ليلة من شهر رجب من الليالي التي يُرجى فيها استجابة الدعاء، وقد ورد عن السلف الصالح أن الدعاء فيها مستجاب.

ونُقل عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قوله:«خمس ليالٍ لا يُرد فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة العيد، وليلة النحر».

كما ذكر الإمام الشافعي رحمه الله أن هذا المعنى كان متداولًا عند أهل العلم، وهو من فضائل الأزمنة التي يُستحب فيها الإكثار من الدعاء دون الجزم بعبادة مخصوصة.

رجب شهر حرام وتعظيمه ثابت بالقرآن

يُعد شهر رجب الشهر السابع في التقويم الهجري، وهو أحد الأشهر الأربعة الحُرم التي عظّمها الله تعالى، فقال سبحانه:
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا… مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ [التوبة: 36].

وسُمِّي شهر رجب بالأصم؛ لأنه كان لا يُسمع فيه صوت قتال، تعظيمًا لحرمته، كما يُعرف برجب مُضر نسبةً إلى القبيلة التي كانت تحافظ على توقيته دون تغيير.

هل يجوز تخصيص عبادة معينة في رجب؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا يجوز تخصيص عبادة معينة في شهر رجب بفضل خاص دون دليل شرعي صحيح، مؤكدة أن العبادات تُؤدى وفق ما ورد عن النبي ﷺ.

وأشارت إلى أن القاعدة الأصولية تقرر أن:«الأمر المطلق يقتضي عموم الأزمنة والأمكنة»،ولا يجوز تقييد العبادة بزمان معين إلا بدليل.