العشق الشافي.. رحلة شعرية من الإنسان إلى الكون في مكتبة القاهرة الكبرى
نظّمت مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، التابعة لقطاع شؤون الإنتاج الثقافي «قطاع المسرح»، برئاسة هشام عطوة، وبالتعاون مع دوحة الشعراء برئاسة الشاعر الكبير أحمد سويلم، ندوةً ثقافية لمناقشة ديوان «العشق الشافي» للشاعرة والأديبة نجلاء أحمد حسن، مدير عام إدارة تاريخ القاهرة بمكتبة القاهرة الكبرى، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد هنو وزير الثقافه.
ندوة العشق الشافي
جاءت الندوة تحت إشراف مدير المكتبة الكاتب يحيى رياض يوسف، وبحضور بسطاوي محمد عبد الكريم مدير عام قسم القاعات المتخصصة، الذي استقبل نخبة من الشعراء والمثقفين والصحفين مساء السبت في تمام الساعة الخامسة، بمقر المكتبة.
وافتُتحت الندوة بكلمة للشاعر أحمد سويلم، الذى أكد خلالها أن هذه الفعالية تُعد الندوة الثامنة عشرة ضمن أنشطة «دوحة الشعراء»، التي تأسست داخل مكتبة القاهرة الكبرى، وتمارس نشاطها الثقافي أيضًا في عدد من المواقع الثقافية المختلفة إلى جانب المكتبة.
وأشار سويلم إلى أن ديوان «العشق الشافي» هو الإصدار الثاني للشاعرة نجلاء أحمد حسن، بعد ديوانها الأول «ارتعاشات قلب» الصادر منذ عام، والذي مثّل بداية تعريفها بنفسها لدى القارئ والمشهد الشعري من خلال مضامين رومانسية حملت ملامح تجربة إنسانية صادقة وبدايات واعدة.
وأضاف أن الشاعرة استطاعت في ديوانها الثاني أن تنطلق نحو آفاق أوسع، مقدّمة مضامين شعرية أكثر نضجًا وعمقًا، حيث جاء الديوان ممزوجًا بين الواقع والفلسفة والنزعة الصوفية، وكأنها تعبّر من خلاله عن رؤيتها الخاصة للحياة والوجود، في تجربة شعرية ببدايات مشروع إبداعي
وأعرب الأستاذ الدكتور أحمد عفيفي، أستاذ بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة، عن خالص تحياته وتقديره لوزارة الثقافة، مؤكدًا أنها تقوم بدور كبير وفاعل في دعم الحراك الثقافي، من خلال أنشطة متعددة ومتنوعة تمتد عبر مختلف المنصات الثقافية.
وأشار إلى أن مكتبة القاهرة الكبرى تمثل إحدى هذه المنصات الثقافية الرائدة، بما تحتضنه من فعاليات فكرية وأدبية تُسهم في تعميق الوعي وتوسيع دوائر الحوار الإبداعي.
وأوضح أن اللقاء يأتي اليوم لمناقشة ديوان «القلب العاشق» للدكتورة نجلاء أحمد حسن، مشيدًا بما يحمله الديوان من خصوصية شعرية لافتة، تمتزج فيها الرؤية الوردية بالحس الصوفي العميق، بما يضفي على النصوص طابعًا وجدانيًا مميزًا.
وأضاف أن الديوان يزخر بالعديد من المميزات، حيث يطرح قضايا كونية تنطلق من الخاص لتصل إلى العام، وتعكس إحساس المتصوفين الذين ينظرون إلى الحياة بطعم مختلف، قائم على الصفاء والبحث عن المعنى، وهو ما يمنح التجربة الشعرية صدقًا إنسانيًا وعمقًا روحيًا يلامس وجدان القارئ.
وقال الشاعر والروائي الدكتور أحمد فضل شبلول إنه يشعر بسعادة كبيرة بهذا الديوان، لما يحمله من ثراء فني وجمالي، حيث يجمع بين الحسّ الصوفي والرؤية الرومانسية، في صيغة شعرية متماسكة.
وأشار إلى أن مفردات الطبيعة تحضر بكثافة داخل نصوص الديوان، بما تمنحه من اتساع دلالي ورحابة شعورية، مؤكد أن الروح في ديوان «العشق الشافي» روح متوازنة، لا تعرف الانسحاق، لا للفرد ولا للإنسان ولا للذات، على النحو الذي نراه في بعض التجارب الأخرى، بل هي روح متصالحة مع الكون والمجتمع والوجود.
وأوضح أن «العشق الشافي» يطرح مفهوم العلاج بالعشق، تمامًا كما نعرف العلاج بالشعر، مشيرًا إلى أن نزعة الشفاء عبر الكلمة والشعور راسخة في تراثنا الثقافي، وبشكل خاص في التراث الصوفي، مستشهدًا بتجارب كبار المتصوفة مثل جلال الدين الرومي وغيرهم، ممن جعلوا من العشق سبيلًا للمعرفة والتطهر والسمو الإنساني.
وقال الفنان التشكيلي الكبير أحمد الجنايني إنه حين قرأ للكاتبة وجدها شديدة الوعي، سواء على المستوى الفكري أو الإنساني، مؤكدًا أن كتاباتها تنطلق من إحساس إنساني عميق ينعكس بوضوح في أعمالها الأدبية.
وأضاف أن وقع كتابتها، سواء في الشعر أو الرواية، يحمل بصمة إنسانية واضحة، إذ يسكنها الإنسان بالمعنى الشمولي للإنسانية، ذلك الإنسان المشبع بالمشاعر والقيم والتجربة الحياتية الصادقة.
وأوضح أن الشعر يسكن كتاباتها كما تسكنها الإنسانية، في تداخل جميل بين الإحساس الفني والرؤية الوجدانية، وهو ما يمنح نصوصها صدقًا خاصًا وقدرة على ملامسة القارئ بعمق، بعيدًا عن التصنّع أو الادعاء.
واختتمت الأديبة والشاعرة نجلاء أحمد حسن، مدير عام إدارة تاريخ القاهرة، الندوة معربةً عن سعادتها البالغة بحضور هذه القامات الثقافية والفكرية الكبيرة لمناقشة ديوانها.
وقالت إن الديوان يضم مجموعة من الأشعار التي تتناول الإنسان والواقع، والإنسان في تجربته الحياتية، وعلاقته بالبيئة وما يحيط به، حيث تتجلى داخل النصوص الظواهر الكونية، والأفكار التي تداهم الإنسان وتلح عليه، فيقوم بتدوينها في صورة شعر أو قصة أو أي عمل إبداعي آخر.
قامت بقراءة مختارات من بعض الشعر بالديوان خلال الندوة، وهو ما لاقى استحسان الجمهور، وشهدت مكتبة القاهرة الكبرى تفاعلا لافت من الحضورالذين شاركوا بمدخلات شعرية وتعليقات ثرية أسهمت في إثراء مناقشة الديوان وإبراز أبعاده الجمالية والإنسانية.