بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

Meetup يعود بوجه جديد لجذب جيل Z وتنشيط اللقاءات الواقعية

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد سنوات من الغياب عن دائرة الاهتمام لدى كثير من المستخدمين، يعود تطبيق Meetup إلى الواجهة من جديد، مدفوعًا بتغيرات اجتماعية واضحة بعد الجائحة، ورؤية جديدة من الشركة المالكة الحالية تسعى لإعادة تعريف فكرة اللقاءات الواقعية في عصر السوشيال ميديا. 

التطبيق، الذي سبق في الظهور كلًا من فيسبوك وتويتر، مرّ بتحولات كبيرة في الملكية والإدارة، لكنه اليوم يبدو أقرب من أي وقت مضى إلى استعادة جزء من بريقه القديم بروح عصرية تناسب الأجيال الجديدة.

تأسس Meetup في الأساس لمساعدة الأشخاص على تنظيم فعاليات وأنشطة على أرض الواقع، قبل أن تهيمن الشبكات الاجتماعية على المشهد الرقمي. 

وفي عام 2017، باع المؤسس سكوت هايفرمان المنصة إلى شركة WeWork، في صفقة عكست طموحًا للتوسع المجتمعي خارج حدود العمل المكتبي. إلا أن التجربة لم تكتمل، حيث تخلت WeWork عن Meetup لاحقًا، قبل أن تعلن إفلاسها رسميًا في 2023.

منذ عام 2024، أصبحت إدارة Meetup في يد شركة Bending Spoons الإيطالية، المعروفة باستحواذها على تطبيق Evernote في 2022، ومنذ ذلك الحين، بدأت ملامح استراتيجية جديدة في الظهور، تعتمد على إعادة إحياء التطبيق بدلًا من الاكتفاء بإدارته كمنتج قديم.

اللافت أن Meetup شهد بعد الجائحة ما يمكن وصفه بعودة غير متوقعة. فبحلول أواخر 2025، أصبح جيل Z والشباب من جيل الألفية يمثلون نحو 40 في المئة من قاعدة المستخدمين النشطين، كما يُعدون الفئة الأكثر تفاعلًا داخل المنصة. 

إضافة إلى ذلك، سجل التطبيق نموًا بنسبة 20 في المئة في عدد التسجيلات الجديدة مقارنة بالعام السابق، وهو رقم يعكس تعطشًا حقيقيًا للتواصل الواقعي بعد سنوات من العزلة الرقمية.

ومع دخول عام 2026، تسعى Bending Spoons للبناء على هذا الزخم من خلال إطلاق تصميم جديد لتطبيق Meetup على الهواتف الذكية. الواجهة الجديدة، التي بدأ طرحها اليوم، توحد تجربة الاستخدام بين تطبيق أندرويد وiOS والموقع الإلكتروني الذي خضع للتحديث مؤخرًا. 

ويشمل التغيير خطوطًا أكثر حداثة، وأيقونات ملونة، ومساحات أوضح، بهدف جعل التطبيق أكثر حيوية وسلاسة.

وتوضح كييارا فيفالدي، مديرة المنتج في Meetup، أن الهدف من إعادة التصميم هو تقديم تجربة أكثر متعة وحداثة دون التضحية بالوظائف الأساسية. فالمميزات القديمة لا تزال موجودة، لكنها أصبحت أسهل في الوصول، مثل الوصول المباشر إلى الملف الشخصي والمجموعات من الصفحة الرئيسية.

لكن التحديث لا يقتصر على الشكل فقط، بل يُعد تمهيدًا لسلسلة من التحسينات الأعمق خلال الأشهر المقبلة. من أبرز هذه الخطوات إتاحة معلومات أوضح عن الأشخاص المسجلين في كل فعالية. فعند الدخول إلى صفحة أي حدث، سيتمكن المستخدم من رؤية توزيع تقريبي للأعمار والنوع، وهو ما يهدف إلى تعزيز الشعور بالأمان، خاصة لدى النساء، قبل اتخاذ قرار الحضور.

كما تقدم المنصة ملفات شخصية أكثر تفصيلًا، تتيح للمستخدم تكوين فكرة أوضح عن الأشخاص الذين قد يلتقي بهم، إلى جانب إطلاق شارة جديدة باسم “Super Organizer” تُمنح لمنظمي الفعاليات الأكثر نشاطًا واحترافية، في إشارة إلى التزامهم الحقيقي ببناء مجتمع فعّال.

وترى فيفالدي أن هذه الخطوات مجتمعة تهدف إلى تقليل التردد والقلق المصاحب لحضور فعاليات لا يعرف فيها الشخص أحدًا، وهي مشكلة لطالما واجهت مستخدمي Meetup، وتسعى الشركة لمعالجتها بشكل تدريجي.

وفي الوقت نفسه، تولي Bending Spoons اهتمامًا خاصًا بمنظمي الفعاليات. فاعتبارًا من بداية العام المقبل، تخطط الشركة لدمج تطبيقي Meetup الحاليين في تطبيق واحد موحد، بعد أن ظل التطبيق منقسمًا بين المستخدمين والمنظمين. وتشير البيانات إلى أن 75 في المئة من منظمي الفعاليات بدأوا رحلتهم كمستخدمين عاديين، ما يجعل وجودهم داخل تطبيق واحد أكثر منطقية وسلاسة.

ومن بين التحسينات المنتظرة أيضًا اعتماد نظام تسجيل دخول يعتمد على رموز QR، لتسهيل عملية الحضور وتتبع المشاركين. وبحسب فيفالدي، فإن المنظمين جزء أصيل من المجتمع، وليسوا كيانًا منفصلًا، ودمجهم في تجربة واحدة يعزز التفاعل الطبيعي داخل المنصة.

في النهاية، يبدو أن Meetup يسعى للعودة إلى جذوره، لكن بأدوات تناسب زمن مختلف. ومع التصميم الجديد والتركيز على الأمان والتفاعل المجتمعي، قد يجد التطبيق فرصة حقيقية ليصبح مرة أخرى مساحة أساسية للقاءات الواقعية في عالم أنهكته الشاشات.