هدية من السماء.. "دولة التلاوة" تكرم الشيخ مصطفى إسماعيل
كرم برنامج "دولة التلاوة" الشيخ مصطفى إسماعيل ووصفته المذيعة آية عبد الرحمن مقدمة البرنامج بأن صوته هدية من السماء، بيزرع في قلوبنا السكينة.
وبث البرنامج مقطع مصور بصوت الفنانة إسعاد يونس يكشف تفاصيل قصة حياته منذ مولده في عام 1905 وكيف أنه كان سابقًا في إمكانياته منذ البداية وشهرته المبكرة في محافظته والمحافظات المجاورة وقرأته في مسجد الحسين لأول مرة.
ثٌم عُين قارئ القصر الملكي في مصر من الملك فاروق الأول، كما ذكر المقطع أنه قام بقراءة القرآن في المسجد الأقصى في ذكر الإسراء والمعراج عام 1960.
قصة حياة الشيخ مصطفى إسماعيل
يعد القارئ الشيخ: "مـصـطـفـى إسـمـاعـيـل " عملاق التلاوة، ملك المقامات القرآنية، وقارئ القصر الملكي، قرأ القرآن الكريم بأكثر من 19 مقاماً بصوت عذب وأداء قوي.
نـشـأتـه وتـعـلـيـمـه:
مصطفى محمد المرسى إسماعيل، المعروف بـ " مـصـطـفـي إسـمـاعـيـل " وُلدَ يوم 17 يونيو عام 1905 م بقرية ميت غزال التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية، كان والده مزارعاً يمتلك 12 فداناً ولكن والده وجهة منذ البداية إلى الكتاب ليحفظ القرآن ويتعلم القراءة والكتابة، فألحقة بكُتاب القرية، ولم يمض فى هذا الكُتاب إلا سنتين تعلم فيها القراءة والكتابة وحفظ ربع القرآن الكريم، ثم التحق بكُتاب الشيخ ( عبد الله شحاته ) وفيه أتم حفظ القرآن الكريم وأجاد الخط وأتقن القراءة والكتابة، وإندفع الطفل بفطرته لتلاوة القرآن الكريم حتى صارت له شهرة فى تلاوة القرآن الكريم وهو فى سن العاشرة، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة، فأتم تلاوة وتجويد القرآن الكريم وراجعه ثلاثين مرة على يد الشيخ ( إدريس فاخر ) وعمره لم يكن يتجاوز الـ 16 عاماً، وفي إحدى ليالى شهر رمضان عام 1917 م، كان الشيخ ( إدريس فاخر ) يسهر في منزل الشيخ " مـصـطـفـي إسـمـاعـيـل " هو وإبنه، فقال الشيخ ( إدريس فاخر ) لإبنه إقرأ ربعاً وبعد أن فرغ إبنه من القراءة قال إقرا يا مصطفى سورة (ص)، فقرأها وعندما شمل أهل البيت السرور وهنئ الشيخ ( إدريس فاخر ) تلميذه الموهوب وقرر جد الشيخ " مـصـطـفـي إسـمـاعـيـل " مكافأة الشيخ ( إدريس فاخر ) الذي بدوره قد تنبأ للطفل " مـصـطـفـي إسـمـاعـيـل " أنه سيكون له شأن كبير في تلاوة القرآن الكريم.
بـدايـة انـطـلاق الـشـيـخ مـصـطـفـي إسـمـاعـيـل:
كان الشيخ "مـصـطـفـى إسـمـاعـيـل" فى أوائل العشرينيات من عمره عندما استقر بمدينة طنطا مستجيبا لاتساع شهرته فى مديرية الغربية ولم يتوجس خيفة من وجود عدد من القراء الكبار والمشهورين فى مدينة طنطا أمثال ( شفيق شهبه - محمد السعودى - محمد العقله ) وغيرهم، وهولاء القراء سبق للشيخ " مـصـطـفـي إسـمـاعـيـل " أن قرء معهم فى المناسبات والليالى وهو صبى فى السادسة عشر من عمره، ومن هناك من مدينة طنطا سُجلت الإنطلاقة الحقيقة لموهبته، عندما توفى السيد ( حسين بك القصبى ) فى إسطنبول وكان من أعيان القطر المصرى وكان عضواً فى مجلس الشيوخ ( مجلس الشعب الآن ) وأعيد إلي الإسكندرية على الباخرة ونقل من الإسكندرية إلى طنطا بالقطار وخرجت طنطا كلها تستقبل الجثمان فى محطة القطار، ويقول الشيخ " مـصـطـفـي إسـمـاعـيـل " خرجت مثل باقى الناس نستقبل الجثمان ويوم العزاء فدعانى أحد أقارب السيد القصبى للقراءة بالعزاء وكان عمرى 16 عاماً، ولبست العمه والجبه والقفطان والكاكوله وأراد الله أن يسمعنى جميع الناس من المديريات وجميع أعيان مصر، وذهبت إلى السرادق الضخم المقام لإستقبال الأمير محمد على، الواصى على عرش ( الملك فاروق ) وسعد باشا زغلول وعمر باشا طوسون وجميع أعيان القطر المصرى، ولم يكن هناك مكبرات صوت فقررت أن أُسمع السرادق كله صوتى، وعندما أنتهى أول القراء وكان إسمه الشيخ ( سالم هزاع ) ونزل من على الدكة قفزت على الدكة وجلست وفجأه نادى أحد القراء وهو الشيخ ( حسن صبح ) قائلاً إنزل يا ولد هو شغل عيال، حتى حضر أحد أقارب السيد القصبى وقال له ( هذا قارئ مدعو للقراءة مثلك )، وقرأت وأبهرت الحضور بتلاوتى وكذلك إنبهر الشيخ ( حسن صبح ) وخاطبنى بعد إنتهاء التلاوة وأبدي اعجابه بي، وبقيت لليوم الثالث من العزاء وأخذت فى تلك الليالى 10 جنيه، ومن بعد هذا العزاء بدء الشيخ " مـصـطـفـي إسـمـاعـيـل " يكون قاعدة له من المحبين والسمعية بطنطا وما حولها من مدن بالوجة البحرى.
اللـقـاء مـع قـيـثـارة السماء الـشـيـخ مـحـمـد رفـعـت:
دُعى الشيخ " مـصـطـفـي إسـمـاعـيـل " للقراءة فى عزاء السيد ( إبراهيم بيه عبده ) من كبار تجار القطن فى طنطا ومن أعيان طنطا وكان مدعو أيضاً الشيخ الكبير ( محمد رفعت ) رحمه الله للقراءة، ويقول الشيخ " مـصـطـفـي إسـمـاعـيـل " عن ذلك اللقاء ( عندما علمت بدعوة الشيخ محمد رفعت للقراءة أيضاً، قُلت يا خبر أبيض، وإتفق معى أصحاب المأتم ان أجرى سيكون جنيه فقط فى الليله المهم وفى الليله الأولى كان مدعو للقراءة سيدنا الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى، وفى الليله الثانية كان مدعو الشيخ محمد رفعت، ورُحت وكان السرادق مقام بميدان الكوتشنر في ذلك الوقت، وقرأت والشيخ محمد رفعت قرأ بعدى وكنت بدأت من سورة النساء من بدايه من ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ .. فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۚ ) المهم أكمل الشيخ محمد رفعت ورائى وانتهي العزاء، وإحنا فى طريقنا الى المحطه احسست أنه زعلان منى علشان متفقتش معاه على كيفيه البداية من أين، فكلمته فقال لي الشيخ محمد رفعت، أنه ما كان يصح إنك تبدء القراءة من دون أن تتفق معى من أين نبدء، وقلت له إعتبرنى طفل صغير وبتعلم وبدأت من سورة النساء لأنى حافظ الحته دى كويس، إبتسم الشيخ محمد رفعت، وشد على إيدى وأوصاني بالذهاب إلى علماء القراءات بالمسجد الأحمدى للإستزادة منه، وقبلت إيده وأوصلته إلى محطة القطار، وفى عام 1927 م، توفى زعيم الأمة ( سعد زغلول ) وكانت له مكانة فى نفوس الناس فتلى القرآن فى عزاءة شيخ له مكانه فى قلوب الناس تلاه بصوت عانق أحزانهم الدفينة وأحتضن أشجانهم العميقة، وأقيمت سرادقات فى جميع أنحاء البلاد وقراء الشيخ " مـصـطـفـى إسـمـاعـيـل " في دمياط وهز مشاعر الناس بأداءه الجميل وصوته الرائع، وبعد هذة الليلة توالت الدعوات على الشيخ " مـصـطـفـى إسـمـاعـيـل " ودعى إلي مأتم فى حى المغربلين بالقاهرة وكان مدعو معه الشيخ ( محمد سلامه ) لكنه لم يحضر، وانفرد الشيخ " مـصـطـفـى إسـمـاعـيـل " بالقراءة فى هذة الليلة وسحر الجمهور بصوته وأدائه وانتقالاته المقامية ووقفاته وحسن تعبيره.