دعاء استقبال شهر رجب.. باب توبه وموسم طاعة جديد مع نهاية العام
مع اقتراب حلول شهر رجب 1447 هـ، تتهيأ القلوب لاستقبال واحد من الأشهر الحُرم التي عظّمها الله في كتابه، حيث تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال شهر رجب غدًا السبت، إيذانًا ببدء موسم إيماني جديد يحمل معاني التوبة والرجوع إلى الله، والاستعداد الروحي المبكر لشهر رمضان المبارك.
رجب في ميزان الشرع
يُعد شهر رجب أحد الأشهر الحُرم التي قال الله تعالى فيها:﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ… مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾ [التوبة: 36].
وأكدت دار الإفتاء المصرية أن شهر رجب يمثل محطة إيمانية مهمة للاستعداد الروحي لشهر رمضان، ويُستحب فيه الإكثار من الدعاء والاستغفار، والطاعات، والبعد عن المعاصي، تمهيدًا لحسن استقبال شهر الصيام.
دعاء استقبال شهر رجب.. سنة جرى العمل بها
ومن السنن التي غفل عنها كثير من الناس في هذا العصر، ترديد دعاء استقبال شهر رجب، حيث ورد عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان إذا دخل رجب قال:
«اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبارك لنا في رمضان»
رواه الإمام أحمد.
ورغم أن هذا الحديث ضعيف من حيث السند، إلا أن جمهور العلماء قرروا جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشروط معروفة، وهو ما يجعل ترديد هذا الدعاء جائزًا ولا حرج فيه، خاصة لما يحمله من معانٍ صحيحة في طلب البركة والاستعداد للطاعة.

دعاء رؤية الهلال.. توجيه نبوي جامع
كما ثبت في السنة النبوية أن النبي ﷺ كان إذا رأى الهلال قال:
«اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ»
رواه الترمذي وحسنه (سنن الترمذي، رقم 3526).
وهو دعاء جامع يربط دخول الزمن الجديد بالإيمان والسلامة والاستقامة، لا بمجرد الحساب الفلكي أو تبدل الأيام.
لا صيغة واحدة للدعاء في رجب
وأكدت الجهات العلمية والفقهية أن الدعاء في شهر رجب لا يقتصر على صيغة معينة، بل يجوز للمسلم أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، وأن يتقرب إلى الله بما يفتح له من أبواب الذكر والطاعة، فالدعاء عبادة مفتوحة لا يحدّها زمان ولا لفظ.
أدعية مأثورة يُستحب الإكثار منها في شهر رجب
يُستحب في شهر رجب الإكثار من الأدعية الجامعة التي تشمل خيري الدنيا والآخرة، ومن أشهرها:

«اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا شهر رمضان، وأعنا على الصيام والقيام، وحفظ اللسان وغض البصر، ولا تجعل حظنا منه الجوع والعطش».
«اللهم اعصمني من كل سوء، ولا تأخذني على غِرّة، ولا على غفلة، ولا تجعل عواقب أمري حسرة وندامة».
«يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر، يا من يعطي الكثير بالقليل… أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني جميع شر الدنيا وشر الآخرة».
«اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
«اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر… ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس».