كمال درويش فى حوار لـ"الوفد": الكرة المصرية «محلك سر».. واتحاد الكرة بلا رؤية
أبدى الدكتور كمال درويش، رئيس نادي الزمالك الأسبق، قلقه من المشهد العام لكرة القدم المصرية لما تمر به من صعوبات وتحديات جعلت المنتخبات ومعظم الأندية في أزمات تزامنًا مع التطور الكبير فى كرة القدم على المستويين العربي والعالمي.
فتح كمال درويش، صاحب الخبرة العملية والعلم الأكاديمي، قلبه لـ "الوفد "للتحدث في حوار صريح عن ملفات شائكة تتعلق بأزمات الكرة المصرية والقلعة البيضاء واصفًا أداء اتحاد الكرة بأنه «محلك سر» مع عدم وجود رؤية واضحة لإدارة اللعبة الأكثر شعبية في مصر معربًا عن عدم تفاؤله بمشوار المنتخب الوطني في بطولة كأس الأمم الأفريقية في ظل غياب التخطيط طويل المدى، وأضاف درويش أن ما يمر به الزمالك هو نتاج مشكلات إدارية متراكمة ومشددًا على أن وزارة الشباب والرياضة ليست طرفًا في أزمات ميت عقبة، كما نفى درويش مسؤولية مجلس إدارة النادي، برئاسة حسين لبيب، عن قرار سحب أرض أكتوبر، معتبرًا أن تحميل المجلس الحالي تبعات قرارات سابقة يفتقد للإنصاف.
وتطرق رئيس الزمالك الأسبق إلى تقييمه لتجربة جون إدوارد، مؤكدًا أنها لم تحقق التوقعات المرجوة وتحتاج إلى تعيين لجنة فنية متخصصة قادرة على العمل وفق رؤية علمية واضحة وعلى صعيد إدارة الأندية انتقد درويش اعتماد بعض الأندية الشعبية على مجالس يقودها رجال أعمال دون خبرة رياضية.
بداية أنت ساهمت فى قانون الرياضة الجديد هل ترى أنه سيعدل مسار الرياضة المصرية؟
بصفة عامة القانون هدفه زيادة الحقوق والواجبات فى المؤسسات الرياضية سواء أندية واتحادات وتحديدها بشكل واضح حتى تعرف حدودك فى جميع أمور النشاط الرياضي ليحقق النجاح والاستمرار وتنظيم العمل وتفعيل دور الجمعيات العموميه لأن مشكلتنا أن البعض يعتقد أن الجمعية العمومية ما هى إلا انتخابات فقط وهذا مفهوم خاطئ وإنما دور الجمعية هو تحقق معنى الانتماء للكيان بالحضور والمناقشة وإبداء الآراء بشكل ديمقراطي يحقق الصالح العام بعيدا عن العواطف وإنما جماية الحقوق ورفع مستوى المؤسسة التى تنتمنى إليها كما أن القانون لديه دور رقابى كبير للمحاسبة على أى أخطاء فى دور الحفاظ على المال العام وصرفه فى الأوجه المخصصه له.
كيف ترى أداء مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هانى أبو ريدة؟
للأسف الشديد اتحاد الكرة محلك سر لا يقدم ولا يؤخر و"مش عاجبنى" إدارته للعبة لم يحدث أى تطوير يذكر وهذا يقع بالمسؤولية على هانى أبوريده الذى عليه أن يحدث هذا التطور مثلما يحدث فى المغرب الشقيق ورأينا جميعا إخفاقًا لا حدود له للمنتخبات بداية من الناشئين والشباب والمنتخب الثانى أخيرًا فى بطولة كأس العرب بقطر، وأتساءل ماذا قدم اتحاد هانى أبوريدة للكرة المصرية منذ توليه المسؤولية.
ما توقعاتك للمنتخب الأول فى بطولة كأس الأمم الأفريقية بالمغرب؟
المنتخب يضم عناصر جيدة من اللاعبين بلاشك، ولكن أنا لست متفاءلًا أو بمعنى أصح لست مطمئنًا للنتائج المتوقعة للمنتخب فى بطولة كأس الأمم الأفريقية، وأتمنى أن يخيب توقعي وتحدث مفاجأت لأن هذه هى كرة القدم.
ما رأيك فى تجربة مجالس رجال الأعمال بالأندية التى انتشرت فى السنوات الأخيرة؟
الحرية التى كفلها القانون هى حق أى فرد فى دخول الانتخابات مادام تتوافر فيه الشروط المنصوص عليها فى القانون ولكن لابد أن يكون المرشح فى نفس الوقت لدية الخبرة لأن المال وحده لايكفي لإدارة نادى أو اتحاد ولذلك أرى أن أى رجل أعمال يتولى منصب رياضى لابد أن يكون معه فريق من أهل الخبره والاختصاص حتى يحقق النجاح المطلوب لأن المال لايحقق النجاح الكامل وإنما أنت تحتاج شخصيات لديها الخبره لإدارة أى مؤسسة ولو كان رجل الأعمال لديه هذه الخبرات خير وبركه يكون أفضل.
هناك اتهامات وانتقادات دائمة لوزير الشباب والرياضة بأنه وراء أزمات الزمالك؟
رغم أن شهادتى مجروحة فى الدكتور أشرف صبحى باعتباره أحد تلاميذي إلا أننى أؤكد أنه بريء تمامًا من أزمات نادى الزمالك بل أنه يتحمل عبء كبير وهموم كثيره جدًا لدرجة أنه تقريبًا يواصل الليل بالنهار فى العمل من أجل إيجاد حلول لأى أزمات حتى لو كان ذلك بعيدًا عن مهامه ولكن هناك من يرى الأمور من جانب واحد مظلم فعندما يفوز فريق أو يخسر هل الوزير مسؤول عن ذلك وهو يعمل بحياديه تامه بعيدا عن الانتماء لأى نادى فعندما يزور رئيس نادى مريض نجد الطرف الآخر يغضب ويدعى أن هناك عدم توازن والحقيقه أنه يبذل مجهود خرافي ومحترم ويقوم بمهامه على أكمل وجه.
بصفتك سبق أن واجهت تجربة سحب أرض النادى كيف ترى أزمة مجلس حسين لبيب الحالية؟
مجلس إدارة نادي الزمالك ملوش يد فى سحب أرض النادي فى مدينة السادس من أكتوبر فقد سبق فعلًا أن واجهنا هذه الأزمة فى عام ٢٠٠٣ ولكن المشكلة من وجهة نظرى تكمن فى الخلافات الكثيرة التى تشهدها مجالس إدارات النادى المتعاقبة سواء منتخبة أو معينة والتى لم تجد الوقت فى إنجاز أعمال على أرض الواقع فى أرض أكتوبر فتخيل كم مجلس إدارة تولى المسؤولية فى العشرين سنة الأخيرة، خصوصًا اللجان المعينة التى تأتى لتيسير الأعمال ولا يكون لديها الوقت أو الخبرة فى هذه الأمور ولو مجلس الإدارة اتيحت له الفرصة كاملة لما حدثت تلك الأزمة.
هل ترى أزمات الزمالك فى أبنائه؟
بشكل كبير اتفق معك فى هذا الرأى لأن مشكلة الزمالك فى عدم اتحاد أبنائه فالذى يخرج من النادى للأسف الشديد يتمنى الفشل للذي يتولى المسؤولية ويعمل معه خصومات وقضايا فى المحاكم بدلا من أن يتعاون الجميع لصالح النادى.
كيف تقيم تجربة جون إدوارد فى الزمالك؟
تجربة جون إدوارد لم تحقق النجاح الذى كنت أتوقعه أو المنتظر وهذا يرجع من وجهة نظري إلى أنه غير متخصص فنيًا لأنه على ما أعرف وكيل لاعبين وليس لديه خبرات فنية رغم أنه حصل على كافة الصلاحيات وكان يجب أن يكون معه لجنة فنية متخصصة فى كرة القدم مثل الكابتن حسن شحاتة وحازم إمام وأحمد حسام ميدو ولذلك من الصعب تقييمه.
هل الزمالك فى حاجة إلى مدير فني أجنبى؟
الزمالك فى حاجة إلى جهاز فنى متكامل لابد أن يكون كل من يجلس على الدكة يكون له دور محدد وليس كما نرى كل من يجلس يصيح ويعترض ولكن كما نرى فى الفرق الأوربية هناك مدير فنى هو المسؤول والباقى مساعدين لهم أدوار مختلفة وأنا شخصيًا أؤيد تعيبن مدير فنى أجنبى للزمالك ولكن يكون مدعمًا بجهاز معاون مصرى بالإضافة إلى وجود مدير كرة يحمل شخصية قوية ولديه خبرة وقدرة على التعامل مع اللاعبين ولديه حلول للأزمات.
من وجهة نظرك أسباب استقرار النادى الأهلى؟
الأهلى لديه نظام إدارى ثابت وهناك سبق على الزمالك فى الموارد المالية الكبيرة بالإضافة إلى استقرار الإدارة من خمسين عامًا وحتى الآن وهناك اتحاد بين أبنائه والذى يدعم المتواجد على كرسى مجلس الإداره ودائما الاستقرار يؤدى إلى الابتكار والإبداع والعكس يؤدى إلى الانهيار.
ما أسباب تراجع الأندية الشعبية من وجهة نظرك ومنها بالقطع نادى الإسماعيلي؟
أنا سبق أن قلت وجهة نظري لابد من التخصص فى الأندية الشعبية فليس من المعقول أن يكون النادى يضم أكثر من عشرين لعبة يتم إنفاق ملايين الجنيهات عليها دون أن تدر عائدًا للنادى فأنت تحتاج مثلًا إلى شركة لإدارة فريق الكرة لها ميزانية وتحقق أرباح وأن يتم فصل النشاط الاجتماعى الخاص بأعضاء الجمعية العمومية عن النشاط الرياضي وأن تحول بعض اللعبات من الإحتراف إلى الهواية فقط وليس من المعقول أن نشترى لاعب بملايين كانت فى الماضى تعادل ميزانية نادى بأكملها وللأسف أنت حتى لو حققت بطولات فى جميع الألعاب يمكن أن تخسر فى الانتخابات لأن عضو الجمعية العمومية يبحث عن الخدمات داخل النادى ولا يهمه نتائج الفرق الرياضية فلماذا إذا ندفع ملايين فى ألعاب لاتحقق إيرادات للنادى وتؤدي إلى عجز فى الميزانية ولذلك لابد أن تكون هناك أندية رياضية وأخرى اجتماعية كما يحدث فى أوروبا.
أخيرًا ما رأيك فى دور السوشيال ميديا مع مجالس الإدارات؟
رغم أن السوشيال ميديا أصبحت متحكمة وأحيانًا تتبنى قضايا ولكن للأسف الشديد كثير منها محبط جدًا على أرض الواقع.
كمال درويش في سطور:
يجمع الدكتور كمال درويش بين الخبرة العملية والعلم الأكاديمي، ما منحه رؤية متقدمة في إدارة المؤسسات الرياضية، انعكست بوضوح على نتائج النادي وهيكله التنظيمي.
ويعد كمال درويش أحد أبرز الرموز الإدارية في تاريخ نادي الزمالك، حيث تولى رئاسة القلعة البيضاء خلال فترتين متتاليتين من عام 1996 حتى 2005، في مرحلة تصنف من بين الأنجح والأكثر استقرارًا على المستويين الإداري والرياضي.
وشهد الزمالك في عهده حصد عدد كبير من البطولات المحلية والقارية، أبرزها كأس أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1996، وكأس السوبر الأفريقي عامي 1997 و2003، وكأس الأفرواسيوية 1997، وكأس مصر 1999، وكأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس 2000، إلى جانب التتويج بدرع الدوري الممتاز موسمي 2000/ 2001 و2002/ 2003، وكأس دوري أبطال أفريقيا 2002، وكأس الأندية العربية أبطال الدوري وكأس السوبر المصري السعودي عام 2003، فضلًا عن كأس السوبر المصري عام 2001.
واعتمد خلال رئاسته على أسس علمية حديثة في الإدارة الرياضية، ما أسهم في إرساء منظومة عمل واضحة وتنظيم إداري مؤسسي داخل النادي، وحقق استقرارًا انعكس مباشرة على الأداء داخل الملاعب.