بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

جوجل تحذف فيديوهات ذكاء اصطناعي لشخصيات ديزني بعد تصعيد قانوني

بوابة الوفد الإلكترونية

في خطوة تعكس تصاعد الصدام بين شركات التكنولوجيا الكبرى ومالكي حقوق الملكية الفكرية، بدأت شركة جوجل في حذف عشرات مقاطع الفيديو المُولدة بالذكاء الاصطناعي والتي تتضمن شخصيات شهيرة مملوكة لشركة ديزني، من منصة يوتيوب، وذلك عقب تلقيها خطابًا قانونيًا رسميًا يطالب بوقف ما وصفته ديزني بانتهاكات واسعة لحقوق النشر.

ووفق تقارير إعلامية أمريكية، جاء هذا التحرك بعد أيام قليلة من إرسال ديزني خطاب “وقف وكف” إلى جوجل، اتهمت فيه الشركة بالسماح بنشر محتوى يعتمد على الذكاء الاصطناعي ويستخدم شخصيات من علامات تجارية معروفة مثل ستار وورز، وميكي ماوس، وديدبول، وموانا، وغيرها من أعمال ديزني، دون الحصول على تصاريح قانونية واضحة.

وبحسب ما تم رصده، شملت عمليات الحذف عشرات الفيديوهات التي انتشرت خلال الفترة الماضية على يوتيوب، والتي اعتمدت على تقنيات الذكاء الاصطناعي في توليد مشاهد أو مقاطع قصيرة تظهر فيها شخصيات سينمائية معروفة في سياقات جديدة، وهو اتجاه بات شائعًا مع تطور أدوات إنشاء الفيديو بالذكاء الاصطناعي وسهولة الوصول إليها.

الخلاف لم يقتصر فقط على استضافة هذه الفيديوهات على منصة يوتيوب، بل امتد ليشمل اتهامات أكثر تعقيدًا تتعلق باستخدام محتوى محمي بحقوق النشر في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي نفسها. ووفقًا لما ورد في الخطاب القانوني، أشارت ديزني إلى أن نماذج تابعة لجوجل، من بينها Veo وأدوات أخرى، ربما جرى تدريبها على أعمال خاضعة لحقوق ملكية فكرية دون موافقة أصحابها، وهو ما اعتبرته الشركة انتهاكًا مباشرًا على نطاق واسع.

وتأتي هذه الخطوة في سياق حملة أوسع تقودها ديزني خلال العامين الأخيرين لحماية أصولها الفكرية في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي. فقد سبق للشركة أن اتخذت إجراءات قانونية أو تصعيدية ضد منصات وتطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، من بينها Character.AI، بالإضافة إلى شركات أخرى متخصصة في توليد الصور والفيديوهات، والتي تتهمها باستخدام شخصيات وأعمال سينمائية شهيرة دون ترخيص.

في المقابل، لا يعني هذا التصعيد أن ديزني تقف موقفًا عدائيًا من الذكاء الاصطناعي بشكل عام. على العكس، أعلنت الشركة مؤخرًا عن شراكة رسمية مع OpenAI، تتيح بموجبها استخدام شخصيات ديزني بشكل منظم وقانوني داخل أدوات مثل ChatGPT وSora، مع خطط لعرض محتوى قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي على منصة Disney+. هذه الخطوة توضح أن الخلاف لا يدور حول التكنولوجيا نفسها، بل حول من يملك حق استخدامها وكيفية توظيفها تجاريًا وإبداعيًا.

أما جوجل، فلم تصدر حتى الآن بيانًا تفصيليًا يشرح آليات الحذف أو يوضح موقفها القانوني من اتهامات ديزني، إلا أن إزالة الفيديوهات من يوتيوب تُعد مؤشرًا واضحًا على محاولة احتواء الأزمة وتجنب تصعيد قانوني أكبر، خاصة في ظل تزايد الضغوط التنظيمية والقانونية المفروضة على شركات التكنولوجيا فيما يتعلق بحقوق النشر والذكاء الاصطناعي.

ويرى مراقبون أن هذه الواقعة تمثل نموذجًا مبكرًا للصراعات التي ستتكرر خلال السنوات المقبلة، مع ازدياد قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى قريب جدًا من الأعمال الأصلية. فبينما يرى بعض المستخدمين أن هذه المقاطع تندرج تحت الإبداع أو المحاكاة، يؤكد أصحاب الحقوق أن غياب الأطر القانونية الواضحة يفتح الباب أمام استغلال غير مشروع لأعمال كلفت مليارات الدولارات لإنتاجها.

وتطرح الأزمة تساؤلات أوسع حول مستقبل منصات الفيديو ومقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي، ومدى مسؤوليتهم عن المحتوى الذي ينشئه المستخدمون باستخدام أدواتهم. كما تعيد إلى الواجهة الجدل الدائر عالميًا حول ضرورة تحديث قوانين حقوق الملكية الفكرية، لتواكب واقعًا جديدًا بات فيه الذكاء الاصطناعي لاعبًا أساسيًا في صناعة المحتوى.

في المحصلة، تكشف خطوة جوجل بحذف فيديوهات شخصيات ديزني عن مرحلة جديدة من الشد والجذب بين عمالقة الترفيه وشركات التكنولوجيا، مرحلة ستحدد ملامح العلاقة بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي، ومن يملك الكلمة الأخيرة في عصر المحتوى المُولد آليًا.