ثورة «الحريديم» تهز إسرائيل
شهدت القدس المحتلة أمس مواجهات دامية بين شرطة الاحتلال الإسرائيلى واليهود المتشددين من طائفة الحريديم. أسفرت عن إصابة العشرات من أفراد الشرطة الإسرائيلية.
وقالت القناة الـ12العبرية إن قوات الشرطة اعتقلت 4 مشتبهين من الحريديم خلال المواجهات.
وأضافت أن «الاشتباكات بدأت بعد تقرير تفتيش سجله مفتش بلدى فى حى مسرارا فى القدس ضد الحريديم».
وأشارت إلى أن الشرطة تعمل حاليًا على استعادة النظام، بما فى ذلك استخدام وسائل لتفريق مثيرى الشغب.
وأكدت الشرطة الإسرائيلية أن أى اضطراب فى النظام السياسى، خاصة إذا كان يضر بالسلامة العامة وضباط الشرطة، سيتم الرد عليه بسرعة وحزم، بما فى ذلك فتح تحقيق وتقديم الأطراف المتورطة للعدالة.
ويواصل «الحريديم» احتجاجاتهم ضد التجنيد عقب قرار المحكمة العليا الصادر فى 25 يونيو 2024، الذى ألزمهم بالخدمة العسكرية ومنع تقديم مساعدات مالية للمؤسسات الدينية التى يرفض طلابها الخدمة.
ويمثل «الحريديم» نحو 13% من مستوطني ما تسمى بالدولة العبرية البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ويرفضون الخدمة العسكرية بحجة تكريس حياتهم لدراسة التوراة، مؤكدين أن الاندماج فى المجتمع العلمانى يشكل تهديدًا لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
وهدد أعضاء برلمان الاحتلال «الكنيست» من الأحزاب الدينية «الحريدية» بدعم حل الكنيست فى حال عدم تسريع وتيرة النقاشات حول قانون إعفاء المتدينين اليهود من التجنيد.
وأشارت الهيئة العبرية الرسمية، إلى أن رسالة نُقلت فى وقت سابق إلى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكدت أنه فى حال عدم تسريع المداولات، فلن يكتفى «الحريديم» بعدم دعم مشروع الموازنة، بل سيدفعون نحو إجراء انتخابات مبكرة.
ويأتى ذلك فى وقت تجددت فيه إمكانية التصويت على قانون حل الكنيست هذا الأسبوع على خلفية القاعدة البرلمانية التى تمنع إعادة طرح أى اقتراح رُفض فى الهيئة العامة للكنيست لمدة ستة أشهر، وهى المهلة التى انتهت مؤخرًا منذ التصويت الذى فشل عشية الهجوم الإسرائيلى على إيران.
ويملك الائتلاف اليمينى الحكومي، بما فى ذلك الحريديم، 68 مقعدًا فى الكنيست من أصل 120، فيما يحتاج إلى 61 مقعدًا على الأقل للاستمرار فى السلطة.
وأكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن أعمال شغب الحريديم فى القدس تظهر تقاعس الحكومة وتفكك المؤسسات.
وقال رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيجدور ليبرمان: «المتهربون من التجنيد يهاجمون الشرطة فى القدس، لأن قيادة الدولة تحت سلطة الحريديم».