ارتفاع وفيات مواليد البرد فى غزة إلى 13 طفلا
إسرائيل توقع أكبر صفقاتها العسكرية مع ألمانيا
بينما يموت اطفال غزة متجمدين من البرد وسط انتهاكات يومية لقوات الاحتلال الصهيونى لاتفاق وقف إطلاق النار توقع حكومته برئاسة بنيامين نتنياهو أكبر صفاتها العسكرية مع ألمانيا. وسط عجز العالم عن إنقاذ أرواح اهالى القطاع المحاصر من قبل تل أبيب.
من ناحية أخرى، توفى الطفل الرضيع سعيد أسعيد عابدين، البالغ من العمر شهرًا واحدًا، نتيجة البرد وانخفاضٍ شديد فى درجات الحرارة، ما يرفع عدد الوفيات التى وصلت إلى المستشفيات بسبب المنخفض الجوى والبرد القارس فى قطاع غزة إلى 13 حالة.
وكان جهاز الدفاع المدنى فى غزة قد حذر من موجة برد قارس تهدد حياة الأطفال، فى ظل غياب المأوى ووسائل التدفئة، مع استمرار التداعيات الإنسانية لحرب الإبادة الإسرائيلية التى استمرت لعامين. ويعانى مئات الآلاف من النازحين فى القطاع من ظروف معيشية قاسية، بعد تدمير منازلهم ونزوحهم القسرى، وسط نقص حاد فى الأغطية ووسائل التدفئة، وتدهور واسع فى الأوضاع الإنسانية مع دخول فصل الشتاء.
ووافق البرلمان الألمانى «البوندستاج» على توسيع صفقة شراء منظومة الدفاع الجوى الإسرائيلية «حيتس 3»، بتكلفة إضافية تُقدَّر بنحو 3.1 مليار دولار، لترتفع القيمة الإجمالية للصفقة إلى أكثر من 6.7 مليار دولار، ما يجعلها أكبر صفقة تصدير أمنى فى تاريخ «إسرائيل».
واوضحت وزارة حرب الاحتلال، فى بيان لها بأن التوسعة الجديدة تستكمل صفقة بيع المنظومة لألمانيا، والتى جرى توقيعها قبل قرابة عامين بقيمة بلغت 3.6 مليار دولار.
وقالت الوزارة إن الاتفاق المُوسَّع يتضمن زيادة كبيرة فى وتيرة إنتاج صواريخ الاعتراض وقاذفات منظومة «حيتس 3»، على أن يتم تسليمها للجيش الألمانى، بما يعزز قدراته فى مجال الدفاع الجوى بعيد المدى.
وأضافت أن القيمة الإجمالية للصفقتين تتجاوز 6.7 مليار دولار، أى أكثر من 20 مليار شيكل، لتصبح بذلك صفقة السلاح الأكبر فى تاريخ الكيان الصهيونى
وطُوّرت منظومة «حيتس 3» بشكل مشترك بين مديرية البحث والتطوير فى وزارة الحرب الإسرائيلية، ووكالة الدفاع الصاروخى الأمريكية (MDA)، والصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، التى تُعد الجهة الرئيسية المسؤولة عن تطوير وإنتاج المنظومة.
وأشارت وزارة حرب الاحتلال إلى أن توقيع اتفاق توسيع الصفقة تم فى ألمانيا، بمشاركة مسئولين من وزارتى الأمن فى «إسرائيل» وألمانيا، إلى جانب ممثلين عن الصناعات الجوية الإسرائيلية.
وفى هذا الإطار، قال وزير الحرب الإسرائيلى يسرائيل كاتس إن مصادقة «البوندستاج» على توسيع صفقة «حيتس 3» تعكس «الثقة العميقة التى تمنحها ألمانيا لإسرائيل، سواء من حيث قدراتها التكنولوجية أو الالتزام المشترك بحماية المدنيين فى مواجهة تهديدات متزايدة».
وأضاف كاتس أن الصفقة تمثل «شراكة استراتيجية من الدرجة الأولى، قائمة على رؤية أمنية بعيدة المدى»، مشيراً إلى أن عائداتها «ستُسهم فى تعزيز بناء القوة العسكرية وضمان التفوق النوعى لإسرائيل فى السنوات المقبلة».
واعتبر المدير العام لوزارة الجيش، اللواء (احتياط) أمير برعام، أن توسيع صفقة «حيتس» يشكل «محطة إضافية ومركزية فى مسار العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين إسرائيل وألمانيا، الشريك الأساسى لإسرائيل فى أوروبا.
وأوضح برعام أن الصفقة تجسّد عملياً استراتيجية وزارة الأمن الهادفة إلى توسيع الصادرات العسكرية. مؤكداً أنها «ستعزز مكانة إسرائيل على الساحة الدولية، وتسرّع فى الوقت ذاته إنتاج منظومة حيتس أيضاً لصالح الاحتلال.
وجاءت صفقة «حيتس 3» ضمن حزمة إنفاق جديدة صادق عليها البرلمان الألمانى فى وقت سابق اليوم، بقيمة تقارب 59 مليار دولار، لتجهيز القوات المسلحة الألمانية، فى إطار تسريع رفع الإنفاق الدفاعى لمواجهة ما تصفه برلين بالتهديد الروسى، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الألمانية.
وبموجب هذه الحزمة، التى أقرتها لجنة الدفاع فى مجلس النواب، يُتوقّع أن ترتفع مشاريع شراء الأسلحة للجيش الألمانى إلى نحو 83 مليار يورو، وهو مستوى قياسى، بحسب الوزارة التى وصفت ذلك بأنه «رسالة قوية» لحلف شمال الأطلسى وشركائه.
وأضافت الوزارة أن «ألمانيا تمضى قدماً فى الوفاء بالتزاماتها داخل الحلف بشكل موثوق، وتتحمل مسئوليتها عن الأمن والسلام فى أوروبا»، مشيرة إلى أن ميزانية تسليح الجيش الألمانى بلغت مستوى قياسياً جديداً للسنة الثالثة على التوالى. وقال وزير الدفاع الألمانى بوريس بيستوريوس، عقب اجتماع لجنة الدفاع، إن الاستثمار فى الجيش يهدف إلى «تحقيق الأمن الفعلى لبلاده والاستعادة الكاملة لقدراتها الرادعة والدفاعية».