بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

شيخ الأزهر: شرف الله تعالى اللغة العربية فاختارها وعاءً لرسالته الخاتمة

بوابة الوفد الإلكترونية

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن المولى عز وجل شرَّف اللغة العربية فاختارها لسانًا لكتابه الخالد، ووعاءً لرسالته الخاتمة، وشرَّف الأزهر الشريف بأن جعله حصنها المنيع، وحارس علومها، وأمين تراثها، وحامل لواء حضارتها عبر العصور.

اليوم العالمي للغة العربية

وأكد فضيلته أن اللغة العربية ليست لغةً ساكنةً جامدةً، بل هي لغة حية متطورة، تمتلك مرونة نادرة لا تمتلكها اللغات الأخرى، وقدرة فائقة وفريدة في التعبير عن المعاني العميقة بأقل الألفاظ وأدق الدلالات.

وأضاف شيخ الأزهر قائلًا: وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نقف وقفةَ وعي ومراجعة، نُذكِّر فيها الأمة بأن ما يجمعها من لغة وهُويَّة وقيم مشتركة -إذا أُحسن استثمارُه وتفعيلُهُ- سيظل مصدر رفعتها وسرَّ تفوقها، والتاريخ خير شاهد على ذلك، وهو لا يُحابي ولا يُجامل.

شرف الله اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الكريم

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل، بل هي لغة القرآن والجمال، ووعاء هوية أمتنا، وحافظة ذاكرتها الحضارية، وجسر الانتماء الذي يصل الأجيال بتاريخها وثقافتها وقيمها، وذلك في يومها العالمي الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام.


وأوضح الأزهر أن شرف الله اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الكريم، فارتبطت بالعقيدة والتشريع وفكر الأمة ووجدانها، وكانت على مدى القرون وعاءً للعلوم والمعارف المختلفة، ولسانًا معبرًا عن الحضارة الإسلامية، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. [يوسف: 2]

▪وأضاف الأزهر أن الاهتمام باللغة العربية تنشئةً وتعليمًا وممارسةً مسؤولية مجتمعية، تبدأ من الأسرة، وتتعزز في المدرسة، وتكتمل في وسائل الإعلام والخطاب العام؛ فبسلامة اللغة تسلم الأفكار، وبقوتها يقوى الوعي والانتماء.

وأشار الأزهر إلى أنه ليس من الوعي ولا الوطنية الافتخار بهجر العربية أو ازدرائها، فمن أخطر ما يهدد اللغة العربية تشويه صورتها في أذهان النشء، ووصفها بالصعوبة والتعقيد، أو النيل من معلميها؛ وهو ما ينعكس سلبًا على ثقة الأجيال في لغتهم وقيمهم وشخصيتهم، ويضعف ارتباطهم بهويتهم وثقافتهم.

اللغة العربية من أهم مكونات الهوية والوعي الحضاري

وأكد الأزهر على أن اللغة العربية بما تملكه من جمال، وثراء، ومرونة، وقدرة على التعبير عن أدق المعاني، في أبدع أسلوب، قادرةٌ على مواكبة العصر، متى وجدت من يقربها ويصونها، ويقدّمها للأجيال في صورة حيّة محببة.

وقال الأزهر إن الاعتزاز باللغة العربية لا يعني الانغلاق أو رفض تعلم اللغات الأخرى، بل يعني احترام الأصل والتمكن منه ومن أدواته وما ينتجه من تميز وتفرد معرفي وحضاري، فاللغات تُكسب المهارات، واللغة الأم تكون الهوية، ولا تعارض بين الانفتاح على العالم والاعتزاز بلغة القرآن التي هي لغة ثقافتنا وحضارتنا.