بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كيفية شكر الله تعالى على نعمة المطر

بوابة الوفد الإلكترونية

يعد المطر من نعم الله تعالى التي تستوجب الشكر عليها، وشكرها يكون بالفرح بها، ومن ثَمَّ يعمل الإنسان بموجب هذا الفرح، وهذا العمل إمَّا أن يتعلق بالقلب فيقصد الخير ويضمره لكافة الخلق، وإمَّا أن يتعلق باللسان فيظهر الشكر بالتَّحميدات الدالة عليه، وإمَّا بالجوارح فيستعمل نعمة الله تعالى في طاعته وَيتوَقَّى بها معصيته.

شكر الله تعالى على نعمة المطر

والعبد يفرح بنعمة المطر وعليه أن يعرف أنَّ كلَّ شيءٍ منه وحده سبحانه، فلا فاعل في هذا الكون على الحقيقة غير الله، فيعمل بموجب هذه المعرفة وينسب الفضل له تعالى شكرًا له على هذه النعمة، وأن يدعوَ ربَّه سائلًا إياه أن يجعل هذا المطر نافعًا للعباد والبلاد، وأن يتعرض للمطر بشرط أمن الضرر، بأن يقف تحته، لأجل أن يصيبه منه شيء رجاء البركة.

بيان أنَّ المطر من نعم الله على عباده

ونعم الله سبحانه وتعالى على خلقه أكثر من أن تعدَّ أو تُحصى، يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: 34].

والمراد بالنعمة: هي ما يُقصد به الإحسان والنفع لا لغرض ولا لعوض، كما عرفها الشريف الجرجاني في "التعريفات" (ص: 242، ط. دار الكتب العلمية).

والمطر من عند الله سبحانه وتعالى يُقْصَدُ به الإحسان والنَّفع من الله تعالى للعباد، فيُسقَوْا به وينبت به الزرع لهم، فهو نعمة يغيث بها الحق سبحانه وتعالى خلقه، ولذا يقول الحق جل وعلا: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28].

قال الإمام القرطبي في "تفسيره" (16/ 28-29، ط. دار الكتب المصرية): [والغيث: المطر، وَسُمِّيَ الغيث غيثًا؛ لأنَّه يغيث الخلق] اهـ، وكل ما يكون غياثًا للناس فهو نعمة قطعًا.

كيفية شكر الله تعالى على نعمه

والله سبحانه وتعالى قد وجَّهَ العباد لشكره على نعمائه، فقال: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152].

والشكر معناه: مقابلة المنعم على فِعلِه بثناءٍ عليه، وقَبولٍ لنِعمتِه، واعترافٍ بها، كما في "اشتقاق أسماء الله عز وجل"، للإمام أبي القاسم الزجاجي (ص: 87، ط. مؤسسة الرسالة).

ويتحقق الشكر بفرح الإنسان بالنعمة، ومن ثم يعمل بموجب هذا الفرح، وهذا العمل إمَّا أن يتعلق بالقلب فيقصد الخير ويضمره لكافة الخلق، وإمَّا أن يتعلق باللسان فيظهر الشكر بالتَّحميدات الدالة عليه، وإمَّا بالجوارح فيستعمل نعمة الله تعالى في طاعته وَيتَوَقَّى بها معصيته.

قال الإمام الغزالي في "إحياء علوم الدين" (4/ 84، ط. دار المعرفة) عن كيفية الشكر: [الأصل الثالث: العمل بموجب الفرح الحاصل من معرفة المنعم، وهذا العمل يتعلق بالقلب وباللسان وبالجوارح، أما بالقلب فقصد الخير وإضماره لكافة الخلق، وأما باللسان فإظهار الشكر لله تعالى بالتحميدات الدالة عليه، وأما بالجوارح فاستعمال نعم الله تعالى في طاعته وَالتَّوَقِّي من الاستعانة بها على معصيته] اهـ.

كيفية شكر الله تعالى على نعمة المطر

أولًا: أن يعرف أنَّ كلَّ شيءٍ منه وحده سبحانه، فلا فاعل في هذا الكون على الحقيقة غير الله، فيعمل بموجب هذه المعرفة وينسب الفضل له تعالى شكرًا له على هذه النعمة، فيقول: «مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ»؛ لحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه وفيه: «فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ» متفق عليه؛ ولذلك نص العلماء على استحباب هذا الكلام عند المطر، قال الإمام النووي في "روضة الطالبين" (2/ 95، ط. المكتب الإسلامي): [ويستحب أن يقول بعد المطر: «مُطِرنا بفضل الله ورحمته»] اهـ.

ثانيًا: أن يدعوَ ربَّه سائلًا إياه أن يجعل هذا المطر نافعًا للعباد والبلاد؛ لما روي عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا رأى المطر يقول: «اللَّهُم صَيِّبًا نَافِعًا» أخرجه البخاري، وفي لفظ أبي داود والنسائي: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا».

ولما روي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ» أخرجه أبو داود.

وأن يقول أيضًا كما قال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث سيدنا أنس رضي الله عنه: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالْجِبَالِ وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» أخرجه البخاري.