بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

مسارات مبتكرة للغة العربية.. مرصد الأزهر يحتفي باليوم العالمي للغة شكلت وجدان الأمة

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد مرصد الأزهر العالمي لمكافحة التطرف أن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية يتجاوز كونه مناسبة ثقافية عابرة، ليُجسِّد الاحتفاء بكيان حضاري عريق جمع عبر تاريخه الطويل بين الأصالة المتجذرة والقدرة المتجددة على مواكبة العصر.

 

«مسارات مبتكرة للغة العربية».. شعار يعكس روح العصر

وقال مرصد الأزهر، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن اليوم العالمي للغة العربية يأتي هذا العام تحت شعار «مسارات مبتكرة للغة العربية»، في إشارة واضحة إلى ضرورة إعادة اكتشاف اللغة العربية بوصفها لغة حية، قادرة على التفاعل مع التحولات المعرفية والتقنية المتسارعة.

وأوضح المرصد أن الاحتفاء بهذه المناسبة لا يعني الاحتفال بمجرد وسيلة للتواصل، وإنما هو احتفاء بلغة شكّلت وجدان أمة، وأسهمت في بناء حضارة إنسانية امتدت آثارها إلى مختلف بقاع العالم.


 لغة تتجاوز الجغرافيا وتخاطب الإنسانية

وأضاف مرصد الأزهر أن اللغة العربية تمثل ركيزة أساسية في حفظ التراث الفكري والعلمي للبشرية، حيث كانت وعاءً للمعرفة في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية، ولا تزال حتى اليوم تمضي نحو المستقبل بروح الانفتاح والشمول.

وأشار إلى أن العربية تجاوزت حدود الجغرافيا، لتكون حلقة وصل بين أكثر من 400 مليون ناطق بها، فضلًا عن الملايين من غير الناطقين الذين يتعلمونها بدافع ديني أو ثقافي أو علمي، مؤكدًا أن ذلك يعكس حضورها كواحدة من أكثر لغات العالم حيوية واستدامة.

 

لغة ثابتة وراسخة تحدّت الزمن

ونوّه المرصد إلى أن عظمة اللغة العربية تنبع من خصائص فريدة تميزها عن غيرها من اللغات، فهي لغة ثابتة وراسخة استطاعت أن تتحدى عامل الزمن، في وقت تغيّرت فيه لغات كثيرة واندثرت مفرداتها أو أصبحت نصوصها القديمة عصيّة على الفهم.

وأوضح أن القارئ المعاصر لا يزال قادرًا على فهم الأدب العربي القديم، والتفاعل معه وكأنه كُتب في زمننا الحالي، وهو ما يعكس مرونة العربية وثراءها الدلالي والبياني.

 

القرآن الكريم سر الخلود والحفظ

وأكد مرصد الأزهر أن هذا الصمود اللغوي لم يكن ليتحقق لولا الارتباط الوثيق للغة العربية بالقرآن الكريم، الذي منحها مكانة رفيعة وهيبة خاصة، وجعلها محفوظة بحفظه، ومستمرة باستمراره.

وبيّن أن العربية أصبحت بذلك مستودعًا لذخائر الأمة، ووعاءً للفكر الإسلامي، والفقه، والقانون، والفلسفة، والعلوم، الأمر الذي جعل من تعلمها مفتاحًا لفهم أعمق لمعاني البيان والبلاغة، واستيعاب أدق مفاهيم المعرفة الإنسانية.

 

دعوة إلى مستقبل لغوي أكثر شمولًا

واعتبر المرصد أن إحياء اليوم العالمي للغة العربية يمثل دعوة صريحة إلى استشراف مستقبل لغوي أكثر شمولًا، يتم فيه تعزيز مكانة العربية في الفضاءات الرقمية والبحثية، وتوظيف قدراتها التعبيرية لتكون أداة فاعلة في الحوار الحضاري العالمي.

وأشار إلى أهمية الاستثمار في اللغة العربية، ليس فقط بوصفها لغة تراث، بل باعتبارها لغة قادرة على إنتاج المعرفة، ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية، والمساهمة في تشكيل وعي الأجيال الجديدة.

 

لغة هوية وبقاء

واختتم مرصد الأزهر بيانه بالتأكيد على أن اللغة العربية ليست لغة شعائر وعبادات فحسب، بل هي لغة الثقافة والسياسة والعلم، وجوهر الهوية الحضارية للأمة، مشددًا على أن الحفاظ عليها وتطويرها هو الضمان الحقيقي لبقاء التراث العربي حيًا وفاعلًا في صياغة ملامح المستقبل.