نجوم زمن الفن الجميل (6)
ﻣﻴﻤﻰ ﺟﻤﺎل: ﺑﺪأت اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﻰ ﺳﻦ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ .. واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﻮﻣﻴﺔ ﺻﻌﺐ
انتظرونى فى رمضان فى «ست الحسن».. و«طالع نازل» فى الأوف سيزون
رحيل حسن مصطفى كان صعباً.. وتجاوزت حزنى بعد ست سنوات
ﻛﻤﺎل اﻟﺸﻴﺦ وﺣﺴﻦ اﻹﻣﺎم وﻓﻄين ﻋﺒﺪاﻟﻮﻫﺎب وﻋﺎﻃﻒ ﺳﺎﻟﻢ وﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ذو اﻟﻔﻘﺎر ﺷﻜﻠﻮا ﺧﺒﺮﺗﻰ
فى زمن باتت فيه الأضواء سريعة الانتهاء، والأعمال الفنية تنسى بطريقة أسرع، يبقى لفنانين الزمن الجميل سحر خاص لا يخفت بريقه مهما مرت السنوات، هم علامات مضيئة فى تاريخ الفن المصرى والعربى، حفروا أسماءهم فى وجدان الجماهير بموهبتهم الفطرية، وأعمالهم الخالدة التى ما زالت تعيش بيننا جيلاً بعد جيل، لم يكونوا مجرد ممثلين، بل كانوا رسلاً للفن الأصيل، وأيقونات للثقافة التى شكلت الوعى الجمعى للمجتمع.
من هنا، جاءت فكرة سلسلة الحوارات الصحفية مع عدد من نجوم زمن الفن الجميل، سنستعيد معهم البدايات الأولى، وذكريات الكواليس، ولحظات النجاح والانكسار، وأيضاً رؤيتهم للفن اليوم، وكيف ينظرون إلى الأجيال الجديدة التى ورثت المشهد.
إنها ليست مجرد مقابلات صحفية عابرة، بل محاولة لتوثيق تاريخ حى، وسرد سيرة مبدعين لا تزال أعمالهم تعلمنا معنى الالتزام والصدق والإخلاص للفن، والتعرف على أسرار النجومية الحقيقية، واستلهام الدروس من جيل صنع تاريخاً من ذهب، لا يصدأ مهما تغيرت الأزمنة.
لقد استطاعت الفنانة الكبيرة ميمى جمال، أن تحجز لنفسها مكاناً فريداً فى قلوب الجمهور، منذ أن كانت طفلة تقف أمام الكاميرا فى التاسعة من عمرها، ومرت بمحطات مسرحية وسينمائية وتليفزيونية جعلت منها أحد أعمدة الفن المصرى.
وأصبحت إحدى أكثر الفنانات حضوراً فى تاريخ الفن المصرى والعربى، رحلة طويلة امتدت لأكثر من سبعين عاماً، تغيرت خلالها الأجيال، وتبدل الزمن، وجاءت موجات جديدة من الفن والتقنيات، لكن اسمها ظل حاضراً بقوة، بفضل موهبتها وصدقها واستمرارها الدائم فى تقديم شخصيات متنوعة حفرت لنفسها مكاناً فى الذاكرة.
لم يكن الطريق سهلاً، ولم تكن سنوات الغياب قليلة، لكن الحب الحقيقى للفن، والإيمان بالموهبة، والصبر على الشدائد، جعلوا من ميمى جمال نموذجاً يحتذى، واليوم بعد عقود من العطاء، ما زالت تواصل العمل بإصرار وروح شابة، لتؤكد أن الفنان الحقيقى لا يشيخ، وأن النجومية الحقيقية لا تهتز أمام تغير الزمن.
«الوفد» التقت بالفنانة ميمى جمال، التى تحدثت، معنا بصراحة عن مسيرتها الطويلة، وكيف حافظت على نجوميتها عبر العقود، وكشفت عن علاقتها بزوجها الفنان الراحل حسن مصطفى، وكيف تجاوزت رحيله، إلى جانب رؤيتها للفن اليوم، ورسائلها إلى الجيل الجديد، وأعمالها القادمة.
● كيف استطعت الاستمرار فى الساحة الفنية رغم التغيرات التى شهدها الوسط الفنى عبر العقود والحفاظ على نجوميتك؟
- الحفاظ على النجومية أمر صعب بالفعل، خصوصاً أننى بدأت التمثيل فى سن التاسعة، حيث كانت بدايتى مع فيلم «أقوى من الحب» ثم «المستهترة»، وبعد فترة توقفت قليلاً حتى بلغت السادسة عشرة من عمرى، فى ذلك الوقت علمت أن المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار يحضر لفيلم «بين الأطلال» وكانت تقوم ببطولته الفنانة فاتن حمامة، وقتها قررت الذهاب إليه بنفسى لأعرفه بى، فهو كان مخرج أول أفلامى عندما كنت طفلة، وبالفعل أسند إلىَّ دور صغير فى الفيلم، ومن هنا عادت خطواتى إلى الساحة الفنية.
وأكدت أنها بعد ذلك شاركت فى العديد من الأدوار الصغيرة، إلى أن ظهر «المسرح الحر»، حيث التقت بأساتذة معهد التمثيل، وتعلمت منهم الكثير، ما أسهم فى تكوين شخصيتها الفنية، ثم التحقت بفرق المسرح فى التليفزيون من خلال الفنان الكبير سيد بدير، وقدمت معهم عدداً كبيراً من المسرحيات مثل «مطرب العواطف» و«أصل وصورة» و«نمرة اتنين يكسب» وغيرها من الأعمال المسرحية.
وأوضحت أنه مع توسع القطاع الخاص، بدأت العروض تتوافد عليها، فالتحقت بمسرح الريحانى لمدة ثلاث سنوات، ثم عملت مع كبار نجوم الكوميديا مثل الأستاذ فؤاد المهندس، والأستاذ محمد عوض، ومعظم الكوميديانات فى تلك الحقبة، وكان آخر عمل مسرحى لها مع الفنان الراحل سمير غانم.
وفى الوقت نفسه كانت تقدم أدواراً أكبر فى السينما وأدواراً جيدة فى التليفزيون، ونجحت فى تقديم شخصيات جيدة تركت أثراً لدى الجمهور، لكن حياتى الفنية توقفت تماماً بعد وفاة زوجى رحمه الله عليه الحج حسن مصطفى عام 2015، وقتها توقفت عن التمثيل ولم أستطع العمل لمدة ست سنوات كاملة.
ثم بعد هذه السنوات شعرت بأننى وحيدة، فبناتى تزوجن ولكل واحدة حياتها، ووجدت نفسى لا أعرف مهنة أخرى سوى التمثيل، فقررت العودة مجدداً، وكانت العودة أشبه بالبداية من جديد، كأننى أعيد تقديم نفسى مرة أخرى.
● كيف كانت علاقتك بزوجك الفنان الراحل حسن مصطفى على المستويين الإنسانى والفنى؟
- على المستوى الإنسانى كان زوجاً وأباً طيباً للغاية، عشت معه عمرى كله تقريباً، فأنا لم أتزوج غيره، تزوجنا عام 1966 واستمرت حياتنا الزوجية حتى رحيلة عام 2015.
ربينا بناتنا معاً، وكنا متفاهمين جداً، وذلك لأننا نعمل فى نفس المجال، وأقولها بصراحة، لو كان زوجى يعمل فى مهنة أخرى غير الفن، لكان الطلاق تم منذ وقت طويل، لأنه تفهم طبيعة عملى وعودتى إلى المنزل فى أوقات متأخرة.
وأكدت أنها عاشت حياة هادئة لم تعرف طريق المشاكل الزوجية، والخلافات بينهما كانت نادرة جداً، مؤكدة أن طوال حياتها معه لم تختلف إلا مرة أو مرتين فقط.
وعلى المستوى الفنى عملت معه فى مسرحية «خد الفلوس واجرى» فى فرقة التليفزيون، ولم نجتمع فنياً بعد ذلك، وعلى الرغم من أننا كنا متزوجين كل هذه السنوات، لم نعمل معاً سوى فى هذا العمل فقط.
● كيف تمكنت من تجاوز رحيله؟
- عشت بكل تأكيد أوقاتاً صعبة بعد رحيله وشعرت بالحزن الشديد وهو ما أبعدنى عن العمل مدة ست سنوات، وعند عودتى للعمل شعرت بأن بدايتى الفنية كلها تعاد من جديد، وكان عليَّ أن أقاوم وحدتى وأن أعود إلى العمل، وبدأت أعمل فى المسرح والتليفزيون والسينما مجدداً، وما زلت مستمرة حتى اليوم، والعمل كان طوق النجاة بالنسبة لى بعدما فقدت شريك عمرى.
● ما رأيك فى مستوى الأعمال الفنية اليوم مقارنة بالماضى؟
- فى الماضى كانت أغلب الأعمال يكتبها مؤلفون كبار مثل إحسان عبدالقدوس وأسامة أنور عكاشة، وكان المؤلف مسئولاً عن العمل من بدايته إلى نهايته، وكان الجو العام أكثر هدوءاً وتنظيماً، ولم يكن موجوداً نظام ورش الكتابة كالذى نراه الآن.
وتضيف: لكن فى الوقت الحالى توجد موضوعات جميلة، إلى جانب موضوعات مكررة، كما أن هناك أعمالاً تعيد طرح قضايا قديمة بشكل جديد، ولدينا اليوم مخرجون ممتازون، ودارسون حقيقيون للفن، ويعملون وفق أحدث التقنيات.
بينما فى الماضى كنا نصور بثلاث كاميرات فى الاستوديو، وكان النظام مختلفاً تماماً عن الآن، لذلك لا أستطيع القول إن الماضى كان أفضل أو أن الحاضر أفضل، كل زمن له خصوصيته وجماله وطريقته.
● هل ترين أن الأدوار المخصصة للفنانين كبار السن قلت فى السنوات الأخيرة؟
- بالعكس تماماً الأدوار موجودة، فلا يكاد يخلو عمل من شخصية الأم أو الجدة أو العمة أو الخالة، إلا إذا كانت قصة العمل بعيدة عن الطابع العائلى.
وأكدت أنها كانت قبل أيام تشاهد الفنان أشرف عبدالباقى يؤدى شخصية رجل كبير فى السن وكان هو بطل العمل، وهناك أعمال تكتب خصيصاً للفنانين كبار السن.
● عملت مع كبار المخرجين والفنانين فمن منهم ترك بصمة حقيقية فى مسيرتك؟
- هناك الكثيرون ممن تركوا بصمة فى مشوارى، ولا أريد أن أنسى أحداً منهم، من المخرجين: كمال الشيخ، حسن الإمام، فطين عبدالوهاب، عاطف سالم، عز الدين ذو الفقار وغيرهم ممن كان لهم دور كبير فى تشكيل خبرتى المهنية.
أما من الفنانين فقد عملت مع رشدى أباظة، نادية لطفى، نادية الجندى، يوسف شعبان، كمال الشناوى وقائمة طويلة من النجوم الذين كان وجودهم إضافة لأى فنان يعمل إلى جانبهم.
ما النصيحة التى توجهينها للفنانين الشباب اليوم؟
أقول لهم: لا تستعجلوا النجاح، وتعلموا من أخطائكم، واستمعوا جيداً لتوجيهات المخرج ونفذوها بدقة، لأن الأداء فى النهاية مسئوليته هو.
والفنان الحقيقى لا يمكنه أن يؤدى كل الأدوار بالطريقة نفسها، لا بد من الدراسة والجهد المستمر، وعندما يأتى الدور الكبير تكونون قادرين على تحمله وتقديمه بالشكل اللائق.
● ما الأعمال التى تحضرين لها فى الوقت الحالى؟
- أقوم بتصوير عملين فى الوقت الحالى، الأول مسلسل من عشر حلقات مع الفنانة منى زكى بعنوان «طالع نازل»، وهو من أعمال الأوف سيزون، وقد يعرض قبل شهر رمضان أو بعده، فى هذا العمل أقدم شخصية والدة منى زكى، وهى امرأة جادة ترتدى السواد دائماً بعد وفاة ابنها. وهناك أيضاً مسلسل آخر مع الفنانة هند صبرى بعنوان «ست الحسن»، ومن المقرر عرضه فى موسم رمضان، أجسد فيه شخصية عمتها، وهى تنتمى إلى عائلة كان أجدادها يعملون فى تجارة المخدرات.


