بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

حصاد 2025.. حرب الـ 12 يومًا| من الخاسر الأكبر في المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل؟

خامنئي ونتنياهو
خامنئي ونتنياهو

في قلب التوتر المستمر بالشرق الأوسط، اندلعت حربٌ قصيرة لكنها عنيفة بين إسرائيل وإيران في يونيو الماضي، استمرت 12 يومًا فقط، لكنها تركت آثارًا امتدت إلى الأرض والاقتصاد والبشر. 

 

اشتعلت المعارك بالصواريخ والطائرات المسيرة، واستهدفت منشآت حساسة وقادة بارزين، ليكتشف العالم حجم القدرات العسكرية لكل طرف، وليرى عواقب الصراع المباشر على المدنيين والاقتصاد، هذه الحرب لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت اختبارًا لإستراتيجيات الاستخبارات والدفاع، وكشفًا عن هشاشة الأمن والقدرة على التعافي بعد موجة عنف غير مسبوقة.

 

 

خسائر مالية هائلة وإجهاد الاقتصاد الإسرائيلي

 

 

في ذلك السياق، أكد شاي أهارونوفيتش، المدير العام لهيئة الضرائب الإسرائيلية والمسؤول عن دفع التعويضات، أن هذه الحرب مثلت أكبر تحدٍ اقتصادي تواجهه إسرائيل في تاريخها الحديث، مشيرًا إلى أن الحكومة ستدفع تعويضات للشركات المتضررة، والتي قد تصل إلى 5 مليارات شيكل (1.5 مليار دولار). 

 

من جهته، قدّر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تكلفة الحرب بنحو 12 مليار دولار، بينما أشار محافظ بنك إسرائيل أمير يارون إلى أن الرقم الفعلي قد يكون نحو نصف ذلك، معتبراً أن الحرب تمثل ضغطًا إضافيًا على اقتصاد يعاني بالفعل من تحديات متعددة، رغم توقعات نمو بنسبة 3.5% للعام الجاري.

 

وشهد الاقتصاد الإسرائيلي شبه توقف خلال الحرب، مع إغلاق المدارس والشركات باستثناء الخدمات الضرورية، فيما واجهت إيران تحديات إضافية نتيجة الدمار في البنية التحتية والعقوبات الاقتصادية المستمرة منذ سنوات.

 

 

28 قتلى في إسرائيل.. وطهران تُعلن 627 شخصًا لقوا حتفهم

 

 

أما الخسائر البشرية، فقد كانت كبيرة على الجانبين، فقد قتل في إسرائيل 28 شخصًا وأصيب أكثر من 1300 آخرين، بينما أعلنت الحكومة الإيرانية مقتل 627 شخصًا، بينهم جنود ومدنيون، قبل أن تعلن لاحقًا المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني أن عدد القتلى وصل إلى 1062 شخصًا، من بينهم 102 امرأة و38 طفلًا. 

 

 

البرنامج النووي الإيراني تحت النار.. تدمير جزئي ومخاطر مستقبلية

 

 

وفي عضون الحرب، استهدفت إسرائيل العاملين في البرنامج النووي الإيراني ضمن عملية استخباراتية دقيقة حملت اسم "نارنيا"، واعتمدت على ملفات مفصلة لكل هدف، وعملاء الموساد داخل إيران لتنفيذ الهجمات.

 

وتكبّدت إيران خسائر كبيرة في بنيتها العسكرية والعلمية، بما في ذلك مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين ورؤساء البرنامج النووي، وتضررت منشآت نووية حيوية، بينها منشأة فوردو، التي وصفتها إسرائيل بأنها قد تعرضت للتدمير الجزئي أو الكامل. 

 

 

خسائر قيادية وعلمية كبرى في صفوف إيران

 

 

ومن بين أبرز القتلى رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية السابق، اللواء محمد باقري، إلى جانب العالم النووي محمد مهدي طهرانجي، الذي قُتل أيضاً في الهجمات، فضلًا عن قائد الحرس الثوري الإيراني السباق، حسين سلامي، الذي قُتل في اليوم الأول من الحرب.

 

من جهة أخرى، أكدت الولايات المتحدة أن الضربات الجوية على ثلاثة مواقع نووية أسفرت عن تدمير موقع واحد فقط إلى حد كبير، بينما بقي الموقعان الآخران قادرين على استئناف العمل خلال الأشهر المقبلة.

 

الاتفاق الأميركي ووقف إطلاق النار.. فرصة للتعافي

 

ورغم هذا التصعيد، أتاح الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار في 25 يونيو، فرصة لكل الأطراف لاستعادة التوازن، حيث برهنت الولايات المتحدة على تفوقها العسكري، وحصلت إسرائيل على فرصة لإعادة ترتيب دفاعاتها بعد خسائر فادحة ألمت بمنظوماتها الدفاعية، فيما تمكن النظام الإيراني من النجاة بعد تلقيه ضربة موجعة.