وغرف طوارئ مجهزة..
نفق بطول 8 كيلومترات.. «الوفد» ترصد أسرار العمل تحت الأرض في منجم السكري
قال المهندس محمود رسلان، رئيس قسم التعدين تحت سطح الأرض بمنجم السكري، إن العمل الجاري يتم داخل منطقة التعدين تحت سطح الأرض، موضحًا أن النفق الرئيسي يعد الشريان الأساسي للحركة داخل المنجم، حيث يتم من خلاله دخول وخروج معدات التعدين الثقيلة، إلى جانب انتقال الأفراد والمركبات الخفيفة.
وأوضح أن هذا النفق يتفرع منه نفق جانبي مخصص بالكامل لأعمال التهوية، لافتًا إلى أن طول النفق الرئيسي يتراوح بين 7 و8 كيلومترات، وتتفرع منه جميع الأنفاق الفرعية التي تقود إلى مناطق الإنتاج المختلفة داخل المنجم.
وأشار رسلان إلى أن عامل السلامة يمثل الركيزة الأهم في عمليات التعدين تحت الأرض، خاصة أن بيئة العمل في هذا النوع من التعدين تعد من أكثر البيئات الصناعية تصنيفًا من حيث مستويات الخطورة، وهو ما يستوجب تطبيق أعلى معايير السلامة والاستعداد الكامل للتعامل مع أي طوارئ محتملة.
وأكد أن جميع العاملين مزودون بمعدات الوقاية الشخصية الخاصة بالتعدين تحت الأرض، والتي تختلف عن معدات السطح، وتشمل خوذات مزودة بإضاءة أمامية (كاب لامب)، بالإضافة إلى أجهزة تنفس شخصية للطوارئ (Self Rescuer)، يتم حملها بشكل إلزامي من قبل كل من يدخل إلى باطن الأرض.
وأوضح أن جهاز التنفس الشخصي يستخدم في حالات الطوارئ مثل تصاعد الأتربة، أو نشوب حرائق، أو أي حوادث مفاجئة، حيث يتيح للعامل القدرة على التنفس لفترة زمنية كافية تمكّنه من الوصول إلى غرف الطوارئ الموزعة داخل المنجم.
وأضاف أن المنجم يضم عددًا من غرف الطوارئ والكنترول، تختلف سعتها ما بين 12 و16 و20 فردًا وفقًا لطبيعة المنطقة التي تخدمها، مشيرًا إلى أن هذه الغرف مُصفحة ومجهزة بالكامل، ومزودة بأنظمة تهوية وتكييف، ومصادر للأكسجين سواء الطبيعي أو المضغوط، بما يسمح للعاملين بالبقاء بأمان في حال حدوث حريق أو أي طارئ آخر.
وأشار رئيس قسم التعدين تحت سطح الأرض إلى أن غرف الطوارئ مزودة أيضًا بأنظمة طاقة احتياطية تعمل بالبطاريات في حال انقطاع التيار الكهربائي، وتكفي هذه البطاريات لتشغيل الغرف لمدة تصل إلى 48 ساعة، ما يتيح الوقت الكافي للتعامل مع الموقف الطارئ.
وأكد أن هذه الغرف تحتوي على جميع الاحتياجات الأساسية للحياة، بما في ذلك المياه، ووسائل الإسعافات الأولية، والمستلزمات الضرورية، بما يضمن سلامة العاملين إلى حين السيطرة الكاملة على أي حالة طارئة.
واختتم المهندس محمود رسلان تصريحاته بالتأكيد على أن منظومة السلامة المتكاملة المطبقة داخل منجم السكري تعكس الالتزام بأعلى المعايير العالمية في مجال التعدين تحت سطح الأرض، وتضع سلامة الأفراد في مقدمة أولويات العمل.
جاء ذلك خلال جولة «الوفد» داخل منجم السكري للوقوف على آخر الأعمال والتطورات هناك بدعوة من المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية.