بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

Exodus تؤجل الرحلة.. عرض جديد يكشف ملامح ملحمة خيال علمي طموحة

بوابة الوفد الإلكترونية

رغم حالة الترقب الكبيرة التي تحيط بلعبة Exodus منذ الإعلان عنها لأول مرة، جاء الكشف الجديد خلال جوائز الألعاب هذا العام حاملاً مشاعر متناقضة لجمهور ألعاب تقمص الأدوار. من ناحية، حصل اللاعبون أخيرًا على عرض دعائي جديد يكشف تفاصيل أعمق عن عالم اللعبة وشخصياتها، ومن ناحية أخرى تأكد رسميًا أن موعد الإطلاق لن يكون قريبًا، إذ تقرر تأجيل Exodus إلى أوائل عام 2027، بعد أن كانت الخطة المبدئية تستهدف عام 2026.

اللعبة، التي أعلنت عنها Archetype Entertainment قبل عامين على منصة جوائز الألعاب نفسها، تُعد واحدة من أكثر المشاريع الطموحة في فئة الخيال العلمي، خصوصًا مع ارتباط اسمها بفريق تطوير يضم أسماء مخضرمة عملت سابقًا في استوديوهات عريقة مثل BioWare و343 Industries وNaughty Dog. هذا المزيج من الخبرات رفع سقف التوقعات منذ اللحظة الأولى، وجعل أي تأجيل، حتى لو كان مبررًا، خبرًا ثقيلًا على جمهور ينتظر تجربة قصصية من الطراز الرفيع.

العرض الدعائي الجديد، رغم قصره النسبي، حاول تعويض خيبة الأمل المرتبطة بالتأجيل، عبر إلقاء الضوء على الخلفية الدرامية للشخصية الرئيسية جون أصلان. يظهر جون بوصفه الإنسان الوحيد القادر على استخدام تكنولوجيا متقدمة طوّرها كيان يُعرف باسم “السيليستيالز”، وهم بشر تطوروا قبل نحو 40 ألف عام وتركوا وراءهم إرثًا تكنولوجيًا يفوق ما وصل إليه البشر المعاصرون. هذه الفكرة وحدها تضع Exodus في قلب خيال علمي عميق، يمزج بين الأسطورة، والتطور البشري، وصراع السلطة والمعرفة.

اللافت في العرض أيضًا هو تقديم شخصية سي سي أورليف، التي يؤدي صوتها النجم العالمي ماثيو ماكونهي، في خطوة تعكس الرهان الكبير على الأداء الصوتي والبعد السينمائي. وجود اسم بحجم ماكونهي لا يبدو مجرد إضافة تسويقية، بل مؤشر على أن اللعبة تسعى لبناء شخصيات مؤثرة نفسيًا، وقادرة على ترك بصمة طويلة في ذاكرة اللاعبين، على غرار ما قدمته ألعاب تقمص الأدوار الكلاسيكية التي ما زالت تُذكر حتى اليوم.

من الواضح أن إرث BioWare حاضر بقوة في DNA لعبة Exodus، سواء على مستوى السرد أو التركيز على الاختيارات وتداعياتها. العرض يلمح إلى عالم يتفاعل مع قرارات اللاعب، حيث لا تكون القصة خطًا مستقيمًا، بل شبكة من المسارات المتشابكة التي تتأثر بالعلاقات، والتحالفات، وحتى التفاصيل الصغيرة. هذا النهج، الذي طالما ميّز ألعاب الخيال العلمي القائمة على الشخصيات، يمنح Exodus فرصة حقيقية لتقديم تجربة ناضجة تتجاوز مجرد الاستعراض البصري.

أما عن سبب التأجيل، فلم تكشف Archetype Entertainment عن تفاصيل دقيقة، لكن الرسالة الضمنية واضحة: الفريق يحتاج إلى وقت إضافي لصقل التجربة وضمان خروج اللعبة بالشكل الذي يليق بحجم الطموح. في سوق بات يعاني من إطلاق ألعاب غير مكتملة أو مليئة بالمشاكل التقنية، قد يكون التأجيل قرارًا حكيمًا، حتى لو كان مؤلمًا على المدى القصير.

حتى الآن، لا تزال Exodus واحدة من أكثر ألعاب الخيال العلمي المنتظرة، خصوصًا لعشاق القصص العميقة والتجارب التي تضع اللاعب في قلب صراع أخلاقي وفكري، وليس مجرد معارك وأسلحة. العرض الدعائي الأخير لم يكشف كل الأوراق، لكنه أكد أن اللعبة تمتلك هوية واضحة، وعالمًا غنيًا، وشخصيات يبدو أنها ستلعب دورًا محوريًا في رسم مسار القصة.

قد يطول الانتظار حتى عام 2027، لكن المؤشرات الحالية توحي بأن Exodus لا تريد أن تكون مجرد لعبة أخرى في الزحام، بل تجربة متكاملة تسعى لترك أثر طويل الأمد. وبين خبر سار يتمثل في كشف ملامح هذا العالم، وخبر سيئ يؤجل موعد الرحلة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يكون الصبر هذه المرة في صالح اللاعبين؟ الأيام وحدها ستكشف ذلك، لكن المؤكد أن Exodus باتت على رادار كل من يبحث عن خيال علمي قصصي حقيقي في عالم الألعاب.