حكم بالسجن 21 عاما ونصف العام على منفذ دهس مشجعي ليفربول ببريطانيا
شهدت بريطانيا صدور حكم قضائي صارم بالسجن لمدة 21 عاما ونصف العام على المواطن البريطاني بول دويل (54 عاما) بعد أن تسبب بدهس أكثر من 130 شخصا من مشجعي فريق ليفربول لكرة القدم خلال احتفالاتهم بفوز الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في مايو الماضي، في حادث أثار صدمة واسعة داخل المجتمع البريطاني.
إصابة جماعية بفعل الحادث المتعمد
أقر بول دويل في نوفمبر الماضي بأنه مذنب في 31 تهمة جنائية، من بينها تسع تهم تتعلق بالتسبب في أذى جسدي جسيم مع سبق الإصرار و17 تهمة بمحاولة التسبب في أذى جسدي جسيم، ما يجعل هذا الحادث أحد أبرز حالات العنف المتعمد ضد جماهير كرة القدم في بريطانيا.
وقاد دويل سيارته عمدا نحو حشد المشجعين بعد أن فقد السيطرة على أعصابه، وفق تصريحات ممثلي الادعاء.
أكد المدعي العام بول جريني أن دويل كان في حالة غضب شديد عند تنفيذ الحادث، وأن تصرفه المتعمد أدى إلى إصابة 134 شخصا من بينهم ثمانية أطفال.
ولفت جريني إلى أن الحادث لم يقتصر على الإصابات الجسدية فحسب، بل خلق حالة من الرعب بين المحتشدين الذين كانوا يعتقدون أنهم سيحتفلون بيوم سعيد.

إجراءات المحكمة وردود القضاة
جلس بول دويل في قفص الاتهام بمحكمة مدينة ليفربول، حيث وجه القاضي أندرو ميناري انتقادات حادة لسلوك المتهم، مؤكدا أنه من الصعب فهم كيف يمكن لأي شخص عاقل أن يقود مركبته نحو حشود من المشاة بهذه الطريقة الخطيرة والاستهتار بحياة الآخرين.
وأوضح القاضي أن الحادث يعكس مستوى عاليا من الإصرار على التسبب في الأذى، وهو ما يستدعي توقيع عقوبة صارمة لضمان العدالة.
أصدرت المحكمة حكمها بالسجن 21 عاما ونصف، مع مراعاة خطورة الأفعال المرتكبة وتأثيرها النفسي والجسدي على الضحايا.
ويأتي هذا الحكم بعد تحقيق شامل شمل الاستماع إلى الشهود وتحليل الأدلة وتأكيد النيابة العامة على توافر جميع عناصر الجريمة المتعمدة.
تداعيات الحادث على المجتمع البريطاني
سلط الحادث الضوء على المخاطر التي قد تنجم عن العنف العشوائي أثناء الفعاليات الرياضية في بريطانيا، وأثار جدلا واسعا حول الحاجة إلى تعزيز إجراءات السلامة في المناطق المزدحمة بالأحداث الاحتفالية.
وأدى الحادث إلى تراجع شعور الأمان لدى المشجعين في الفعاليات الرياضية، كما أبرز أهمية محاسبة المسؤولين عن أفعالهم العنيفة بشكل عاجل وحاسم.
يذكر أن بول دويل اعترف بجميع التهم المنسوبة إليه، وهو ما مكن المحكمة من إصدار حكم صارم سريعا، حيث كان الحادث في مايو الماضي أثناء احتفال جماهيري واسع بفوز فريق ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز.
وأسفر الحادث عن إصابات متفاوتة بلغت 134 حالة، شملت ثمانية أطفال، ما يضعه ضمن أخطر الحوادث الجماعية في تاريخ بريطانيا الرياضي.
عاد الحادث ليؤكد أهمية وعي المجتمع بمخاطر العنف المتعمد والتصرفات العدوانية، ودور القانون في حماية المواطنين والمجتمع من الأعمال الإجرامية التي تهدد حياة الأبرياء.
ويعد حكم السجن 21 عاما ونصف العام بمثابة رسالة قوية من القضاء البريطاني لردع أي سلوك مشابه مستقبلا.