كلام فى الهوا
ماسك الهوا بإيديا!!
عبدالحليم حافظ من جيل المطربين الذين يُطربون الناس بأغانيهم الجميلة منها ما يقول فيها «فى عز الأمان ضاع منى الأمان وأترينى ماسك الهوا فى إيديا»، والكلمات هنا لا تحتاج إلى شرح، لأن هناك من يمسك شيئًا ويعتقد أنه يتحكم فى كل شىء، وهو فى الحقيقة «ماسك الهوا» ولعل الأمر يظهر بوضوح على هؤلاء المصابين «بملازمة السلطة» عندما يتبؤون أى منصب حتى لو كان ذلك بالمجاملة أو بالحفاوة، تلاحظ أن هذا المصاب بهذا الداء يتصرف بثقة مفرطة بالنفس ويُشعر من حوله بعظمته وقدرته غير المحدودة للقيادة، ويتعمد إعطاء الدروس فى الإدارة والقانون والسياسة، ويتعمد إسكات المخالفين أو أصحاب الآراء الأخرى. ومعظم هؤلاء المصابين بهذا الداء تراه يعمل على إهانة واحتقار وإيذاء من هم فى منزلة وظيفية أقل منه، ويصاب بالغطرسة ويتلذذ بما يفعل، ولا يعرف أنه أصيب بما هو أخطر فى علم الإدارة بسم قاتل هو سم السلطة، وهذه الحالة تؤدى إلى قرارات عصبية تجعل السلطة نوع من أنواع الإدمان، كما يتعرض له المدمن عندما يبعدونه عن المادة التى يدمنها، ومنهم من يعتقد بسبب المنافقين أنه الحاكم العادل ولا يعرف أنه «ماسك الهوا» فالإنسان فى العادة ظالم إذا لم يجد من يمنعه عن الظلم.